بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم أيها الأطائب ورحمة الله... أطيب تحية نهديها لكم في مستهل لقاء جديد من هذا البرنامج نستنير فيه بطائفة من النصوص الشريفة الهادية الى خلق آخر من الأخلاق التي يحبها الله، وهو خلق التطهر من أفشاء الفاحشة واللعن لغير المستحق والسب، قال الله تبارك وتعالى في الآية التاسعة عشر من سورة النور:
"إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ".
والمستفاد من الأحاديث الشريفة هو أن المنهي عنه نشر أخبار الحوادث غير الطيبة بين الناس، فقد روى الشيخ الصدوق في كتاب عقاب الاعمال مسنداً عن رسول الله –صلى الله عليه وآله- قال:
"من سمع فاحشة فأفشاها كان كمن أتاها، ومن سمع خيراً فأفشاه كان كمن عمله".
وفيه أيضاً عنه –صلى الله عليه وآله- قال: "من أذاع الفاحشة كان كمبتدئها، ومن عيّر مؤمناً بشيء لا يموت حتى يركبه –يعني يقع في هذا الذنب الذي عيّر أخاه به-"
أيها الأخوة والأخوات، ومن النصوص الشريفة في التحذير من اللعن لغير المستحق ما يبن أن هذا اللعن يرجع على صاحبه أي أنه يبعده من الرحمة الإلهية إذا وجهه لمن لم يأمر الله عزوجل بلعنه مثل أئمة الكفر والظالمين ونظائرهم.
روي في كتاب "قرب الإسناد" عن مولانا الإمام الصادق –عليه السلام- قال: "إن اللعنة إذا خرجت من صاحبها ترددت بينه وبين الذي يلعنه، فإن وجدت مساغاً "أي إستحقاقا للعن فيما وجهت إليه شملته" وإلا عادت الى صاحبها وكان أحق بها، فإحذروا أن تلعنوا مؤمناً فيحل بكم "اللعن"."
أما فيما يرتبط بالسباب فقد نهى القرآن الكريم حتى عن سب آلهة المشركين لكي لا يثير سبها مشاعرهم فيتجرأون عن المقدسات الإلهية، قال الله تبارك وتعالى في الآية ۱۰۸ من سورة الأنعام:
"وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِم مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ".
وروي في الكافي عن رسول الله –صلى الله عليه وآله- أن رجلاً من تيم جاءه فقال: أوصني، فكان فيما أوصاه أن قال:
"لا تسبوا الناس فتكسبوا العداوة بينهم".
وفيه عن مولانا الامام الكاظم أنه سئل عن رجلين يتسابان فقال –عليه السلام-:
"البادئ منهما أظلم، ووزره ووزر صاحبه عليه مالم يعتذر الى المظلوم".
ومسك ختام هذا اللقاء هو كلام مولانا أمير المؤمنين –عليه السلام- وهو يجلي هذا الخلق النبيل، ففي نهج أنه –صلوات الله عليه- سمع بعض أصحابه يسبون أهل الشام أيام حربهم بصفين فقال:
"إني أكره لكم أن تكونوا سبابين، ولكنكم لو وصفتم أعمالهم وذكرتم حالهم كان أصوب في القول وأبلغ في العذر، وقلتم مكان سبكم إياهم: اللهم إحقن دماءنا ودماءهم، وأصلح ذات بيننا وبينهم وإهدهم من ضلالتهم حتى يعرف الحق من جهله ويرعوي عن الغي والعدوان من لهج به".
نشكر لكم أيها الأطائب طيب الإستماع لحلقة اليوم من برنامجكم "معالي الأخلاق" الى لقائنا المقبل دمتم بألف خير.