والعمارة القائمة على القبر الشريف الآن هي العمارة التي بناها صفي حفيد الشاه عبّاس الأول عام ۱۰٤۷ هـ / ۱٦۳۷ م، وقد أجري عليها كثير من التطويرات كالتذهيب التي تم بأمر السلطان نادر شاه، واستمر التجديد في عصرنا الحاضر، ومن ذلك إعادة تذهيب القبة الشريفة عام ۱۳۹۲ هـ / ۱۹۷۲ م من قبل الحاج محمد رشاد ميرزة أحد أبناء النجف الأشرف.
وحول الضريح وفي خزائنه نوادر يتيمة من التحف ذات قيمة معنوية وفنية ومادية كبيرة، وسنشير إلى بعضها وراء وصف العمارة وان كان قاصرا قصوراً بالغاً عن إعطاء صورة تدنوا من واقعها، فذلك ما لا يدرك إلاّ بالمشاهدة قطعاً.
*******
مرقد الإمام علي (عليه السلام)
يقع وسط مدينة النجف القديمة، وهو أبرز معالمها، والروضة المقدّسة التي في وسطها القبر الشريف مربعة الشكل، طول ضلعها ثلاثة عشر مترا ً، وأرضيتها مفروشة بالرخام الإيطالي المصقول وكذلك الجدران إلى ارتفاع حوالي مترين مغطاة بالرخام وما يعلو ذلك، وقد كسي بالمرايا الملونة والزخارف الهندسية البديعة وبالفسيفساء ذات الأشكال الجميلة، وفي وسط الحضرة يكون القبر الشريف، وقد وضع عليه صندوق من الخشب الساج المطّعم بالعاج المنقوش عليه بعض الآيات القرآنية محاطاً بشباكين الأول مما يلي صندوق الخشب من الحديد الفولاذ المصقول والزجاج، والثاني من الفضة يعلوها تاج من الذهب الخالصين يبدأ بصف من القناديل الجميلة من الجهات الأربع، ويقدر ما فيه من الفضة بمليوني مثقال وما فيه من الذهب بعشرة آلاف مثقال، وقد كتب في أعلاه أبيات من قصيدة لابن أبي الحديد وأبيات من قصيدة السيّد الحميري. وللروضة أربعة أبواب على الرواق اثنان ذهبيان مطّعمان بالميناء مقابل باب الرواق الذهبي المطعم بالميناء أيضاً واثنان فضيان من جهة الشمال، ومقابل كلّ بابين شباك كبير يطل على الرواق.
وتعلو القبر الشريف قبة جميلة واسعة مرتفعة عن أرض الروضة المقدسة بـ (۳٥) متر ومحيط قاعدتها (٥۰) متر وقطرها حوالي (۱٦) متر وللقبة (۱۲) شباكاً وهي مزينة من الداخل بالفسيفساء الرائعة وبنقوش أسماء الأئمة المعصومين عليهم السلام، وبعض آيات من الذكر الحكيم، ومقطوعات من الشعر العربي في مدح الإمام أمير المؤمنين عليه السلام، ومطلية من الخارج بالذهب الخالص، ويقدّر الطابوق الذهبي الذي يزينها بـ (۷۷۷۷) طابوقة.
وتقع الروضة وسط رواق يبلغ ارتفاعة (۱۷) متر وطوله (۳۱) متر وعرضة (۳۰) متر مزدان بالمرايا والمرايا ذات الأشكال الهندسية المختلفة منقوش ببعض السور القرآنية وفيه أربعة أبواب، بابان في الإيوان الذهبي المعروف بـ (الطارمة)، يقع الكبير منها وسط الإيوان مقابل الساعة للصحن الشريف، وهو من الذهب المطّعم بالميناء كتب على جبهته الحديث النبوي الشريف: (عليّ مع الحق، والحق مع عليّ، ولن يفترقا حتىّ يردا عليَّ الحوض)، ويقع الصغير منهما تحت المئذنة الشمالية وهو من الفضة، وباب ثالث مقابل القبلة للصحن الشريف، ورابع مقابل باب الطوسي للصحن أيضاً وكلاهما من الفضة، ويتصل بالرواق من الصحن جهة الشرق وعند المدخل العام للحرم إيوان ذهبي يعرف بـ (الطارمة) يرتفع عن أرض الصحن متراً واحداً ويبلغ طوله (۳۳) متر. وعلى جانبي الإيوان مئذنتان اسطوانيتا الشكل ارتفاع كلّ منهما (۳٥) متر ومحيط قاعدة كلّ منهما يقرب من (۸) متر وقطرها (۲٫٥) متر، وهما ذهبيتان ويحيط بالروضة.
والرواق فناء كبير يعرف بالصحن ارتفاعه (۱۷) وطول ضلعه الشمالي (۷٤) متر والجنوبي (٥۷) متر والشرقي والغربي (۸٤) متر مزدان بالقاشاني منقوش بأبدع النقوش مكتوب عليه الآيات القرآنية وفيه ما يقرب من (۱۰۰) غرفة وأربعة إيوانات متقابلة وهي خمسة أبواب، وهي:
۱ - باب الساعة: وهو المقابل لسوق الكبير من جهة الشرق، ويعتبر الباب الرئيسي.
۲ - باب السلام: ويقع إلى جانب باب الساعة مقابل قيصرية (العبايجية) بائعي العباءات.
۳ - باب الطوسي: مقابل شارع الطوسي إلى جهة الشمال.
٤ - باب الفرج: ويقع مقابل سوق العمارة إلى جهة الغرب.
٥ - باب القبلة: ويقع مقابل شارع الرسول(ص) إلى جهة الجنوب.
وعلى الباب الرئيسي للصحن الشريف ساعة كبرى ذات جرس ناقوسي، وأربعة وجوه عليها قبة مطلية بالذهب الخالص.
*******
موقع www.najaf.org.