وكان مولده في الدار في يوم الجمعة في ۱۷ ربيع الاول بعد سنة الفيل بخمسين يوماً وقيل ۱۲ ربيع الاول في عام الفيل في مكة المشرفة.
اقول: ومما يؤسف له ان هذه الدار المباركة والتي شهدت مولد النبي (صلى الله عليه وآله) سيد البشرية هدمت وبني مكانها مكتبة مكة المكرمة لقد توهم فكر دخيل وغريب على الاسلام فيه شبهة وياخذ الأمور بالعجلة دون روية بداعى ان الآثار الاسلامية التي يتبرك بها المسلمون بدعة، اقول: هذا توهم وشبهة لاصلة ولاربط له بالشريعة الاسلامية السمحة.
وان آثار الأنبياء يجب ان تحترم وتصان ففي الشريعة الاسلامية تواترت الأخبار المستفيضة بين ايدي المسلمين وكذلك عمل الصالحين من صحابة النبي النجباء والمخلصين وفقهاء الأمة الاسلامية على الجواز بالتبرك بالحجر الاسود ومقام النبي ابراهيم (عليه السلام) وبآثار الأنبياء والصالحين دون اي محذور او شبهة فيها بل على العكس ان الشريعة الاسلامية حثت وحببت عليها في دائرة حدودها، ولا اظن اي مسلم يخرج عن حدود التبرك بآثار الأنبياء والصالحين عن نطاق حدود الشريعة الاسلامية بل هو انما يأتيها بداعي انها من الأمور المحببة والمجازة والمباحة في الشريعة الاسلامية لان اصحابها هم الذين حملوا لنا تعاليم الشريعة الاسلامية وتوحيد الله فلا يتوهم ممن ذهب بعدم الرضا وحرم التبرك بآثار الأنبياء والصالحين وليس هو احرص من اهلها الذين حملوا الشريعة السهلة والسمحة لنا وصانوها وعانوا في حملها كل مشقة حتى وصلت الينا واضحة وسهلة دون هوى او هوس فواجب المسلم على اخيه المسلم ان يحمل اخاه المسلم على الصحة حين يتبرك بآثار الأنبياء على محمل حسن دون اخذه بالعجلة والتهمة والمظنة وهذا خلاف ما جاء به النبي من حسن الخلق وحسن الدعوة في البشرية، فنسأل الله العلى القدير ان تسود الألفة والمحبة والأخوة بين المسلمين.
جاء في صحيح البخاري ج ٤ ص ۱۰۹ حدثنا يحى بن سلمان حدثني ابن وهب اخبرني عمرو ان بكيراً حدثه ان عاصم بن عمر بن قتادة حدثه انه سمع عبيدالله الخو لاني انه سمع عثمان بن عفان يقول: عند قول الناس فيه حين بنى مسجد الرسول (عليه السلام) انكم اكثرتم واني سمعت النبي (صلى الله عليه وآله) يقول: من بني مسجداً، قال بكيراً: حسبت انه قال: يبتغى به وجه الله بنى الله له مثله في الجنة).
وجاء في سنن ابن ماجة ج۱ص٥۰۰ قال: (وعن عائشة ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) رخص في زيارة القبور.
جاء في كتاب آداب الحرمين وفي ساحة قرب سوق الليل وفي الحال اقيمت مكتبة معروفة (بمكتبة مكة المكرمة) ففي هذه البقعة المباركة شع نور رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فكانت ولادته ايذاناً بولادة مرحلة عظيمه لاخراج الناس من الظلمات الى النور وفي هذا البيت المتواضع عاش رسول اله (صلى الله عليه وآله) مع امه آمنة فكان املها وسلوتها) (۱).
دار السيدة خديجة في مكة
أقول: ومن المعالم والآثار الاسلامية في مكة هي دار السيدة خديجة بنت خويلد (عليها السلام).
(قال صاحب كتاب آداب الحرمين: ومنزل خديجة (عليها السلام) الذي كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يسكنه وخديجة وفيه ولدت أولادها منه ومنهم الصديقة (عليها السلام) وتوفيت فيه خديجة ولم يزل رسول الله (صلى الله عليه وآله) مقيماً به حتى هاجر وكم من مرة هبط فيه جبرئيل الأمين وفيه قبة الوحي ومناجاة لرسول الله (صلى الله عليه وآله) فنام الامام علي (عليه السلام) في فراشه باذلاً مهجته في سبيل الله تعالى وتعتبر ولادة سيدة نساء العالمين في هذه الدار ولادة جديدة لنساء العالم) (۲).
دار الأرقم بن ابي الأرقم في مكة
وهي من المعالم الاسلامية والتاريخية في مكة وقصتها مشهورة في التاريخ (قال السيد محسن الأمين: وهدم ايضاً بيت الأرقم بن ابي الأرقم عبد مناف بن اسد بن عبد الله بن عمر وبن مخزوم القرشي المخزمي وكان من السابقين الأولين الى الاسلام وهو الذي استخفى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في داره وهي في اصل الصفا والمسلمون معه بمكة لما خافوا المشركين فلم يزالوا بها حتى كملوا اربعين رجلاً) (۳).
اقول: للحرم حدود عرفت واشتهرت في تاريخ الاسلام وقبله وهي التنعيم والجعرانة والحديبية ويقع الكلام اولاً في التنعيم.
*******
(۱) اداب الحرمين الشهرودي ص ۲٥۱.
(۲) اداب الحرمين الشهرودي ص ۲٥۳.
(۳) كشف الارتياب السيد الأمين ص ٥۹.
*******
المصدر: فجر الاسلام في تاريخ والمشاعر الحرام، المؤلف: الشيخ عبد العزيز صالح المدني