البث المباشر

شرح وصف مولانا المهدي بصفة "الزكي..." في هذا الدعاء

الأحد 15 سبتمبر 2019 - 14:58 بتوقيت طهران

إذاعة طهران - ينابيع الرحمة: شرح فقرة: " وصف مولانا المهدي بصفة "الزكي..." في هذا الدعاء " من دعاء عصر الغيبة.

 

نتابع حديثنا عن الادعية المباركة ومنها دعاء الغيبة حيث يتلى في زمان الغيبة (غيبة الامام المهدي(ع))، وقد حدثناك عن مقاطع متسلسلة منه وانتهينا الى فقرة تتضمن مجموعة سمات عن الامام(ع)، وهي (الطاهر، التقي، الزكي، النقي، الرضي ...).
ان سمة "الطاهر" وسمة "النقي" حدثناك عنهما في لقائين سابقين اما الآن فنبدأ بسمة "الزكي" ... فماذا نستخلص منها؟
"الزكاة" من الزاوية اللغوية هي النمو والزيادة كما تعني الطهر، والصفاء، ونحو ذلك.
ومن الطبيعي حينما نجد ان الدعاء يخلع الصفة المذكورة على امام العصر فهذا يعني الزاوية النفسية او التركيبة العامة لشخصية الامام(ع) ومن الطبيعي ايضاً فان المعنى او الدلالة الثانية المتصلة بالطهر وبالصفاء ونحوهما هي المتعينة في الموقف ومن الطبيعي ايضاً "للمرة الثالثة نقولها" من الممكن ان ينسحب المعنى الاول او الدلالة الاولى، وهي النماء والزيادة ...الخ، من الممكن انسحابها ايضاً على شخصية الامام(ع) اذا اخذنا بنظر الاعتبار ان الشخصية المعصومة تتصاعد درجة عصمتها ايضاً، والمهم هو ان الطهر والصفاء والصدق ونحو ذلك تظل مفردات تنسحب على شخصية الامام(ع) ولكن ليس في النطاق العادي المتحقق لدى عامة المؤمنين مثلاً بلى الزكاة البالغة درجة الذروة فيما لا درجة بعدها كما هو واضح ...
واذا كانت صفة "الزكي" تعني ما لاحظناه من سمات الصفاء والطهر ونحوهما فان السمة الاخرى التي لاحظناها في فقرة الدعاء وهي سمة "النقي" تظل مقربة من "الزكي" مع الفارق بينهما لطبيعة الحال ... لذلك نتساءل اولاً: ما المقصود من عبارة "النقي"؟
النقاء لغوياً تعني نظف وحسن وخلص والتصفى من الشوائب جميعاً، وهذا يعني ان هذه السمة تشترك مع سمة "الزكي" في مادة الخلوص وتفترق عنها في باقي الدلالات المتقدمة ...
وفي الحالات جميعاً، فان "النقاء" هنا بدوره يختلف لدى الامام عن عامة المؤمنين لانه "نقاء" ليس من كل شائبة مثلاً بل من كل شيء حتى لو كان عادياً لا شائبة عرفته فيه، تماماً كالماء الزلال مثلاً حيث يتميز ليس من خلال كونه غير مشوب بتراب ونحوه بل تتجاوز درجة الخلوص الى درجة "الزلال" الذي هو صفوة ما هو صاف على سبيل المثال ...
المهم ان هذه الصفة تتناسب بطبيعة الحال مع شخصية الامام(ع) فكما ان درجة التقوى والايمان والاخلاص ....الخ، عند الامام(ع)هي اعلى منها عند سائر المؤمنين كذلك فان نقاء التركيبة لدى الامام هي اعلى منها عند سائر المؤمنين حيث تتناسب تماماً مع درجة العصمة.
بعد ذلك نتجه الى صنفين وردتا في فقرة الدعاء، وهما "الرضي" و"المرضي" ... ونعتقد ان تلك السمتان واضحتين لدى قارئ الدعاء بنحو عام حيث ينصرف الذهن من هاتين العبارتين الى ان الامام(ع) "رضي" بالمهمة العبادية التي خلق الله تعالى الانسان من اجل ممارستها، و"مرضي" عند الله تعالى بما يمارسه الامام(ع) من المهمة العبادية المذكورة هذا بالاضافة الى دلالة اخرى تتصل بالرضى حيث يذكر اللغويين انها تعني "المحب" ايضاً وهذا ما يتجانس مع رضاه بمبادئ الله تعالى ومحبته اياها من حيث صدورها عن المحبوب كما هو واضح ...
اذن اتضح لنا جانباً من السمات التي حدثناك عنها وهي الزكي، النقي، الرضي، المرضي، وسنحدثك انشاء الله تعالى عن السمات الاخرى في لقاءات لاحقة ...
ختاماً: نسأله تعالى ان يوفقنا لان نتابع خطى الامام(ع) ونكون من اعوانه ونوفق الى ممارسة مهمتنا العبادية والتصاعد بها الى النحو المطلوب.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة