واعتلى أهم عشرة مرشحين ديمقراطيين منصة المناظرة لأول مرة، وركزوا بشكل أكبر على معارضتهم المشتركة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وكان بايدن أكثر حدة وعدوانية من المناظرتين السابقتين، عندما تعرض لهجوم متكرر بسبب سجله في القضايا العرقية والعدالة الجنائية خلال فترة عمله الطويلة في مجلس الشيوخ الأمريكي.
ولكن على غرار ما حدث في المناظرتين السابقتين، سارع الديمقراطيون إلى القفز للمعركة المتعلقة بالرعاية الصحية، وهي القضية التي أشعلت الخلافات الأكثر سخونة في حملة اختيار مرشح الحزب لمواجهة ترامب في الانتخابات التي تجري في نوفمبر تشرين الثاني 2020.
وقال بايدن، الذي شغل منصب نائب الرئيس لمدة ثماني سنوات في عهد الرئيس السابق باراك أوباما، إنه سيعتمد على قانون الرعاية الصحية لعام 2010، المعروف باسم أوباما كير. واتهم وارين وساندرز بالرغبة في التخلص من البرنامج لصالح برنامج (ميديكير فور أول) وهو برنامج مقترح ستديره الحكومة من شأنه أن يلغي التأمين الخاص.
وحاول المرشحون الإشادة بتراث أوباما، بعد أن واجهوا انتقادات من بعض الديمقراطيين في أعقاب المناظرة الأخيرة لمهاجمتهم سياساته المتعلقة بالرعاية الصحية والهجرة.
وهاجم ساندرز تصويت بايدن كعضو في مجلس الشيوخ لصالح الموافقة على غزو الولايات المتحدة للعراق. وقال ”لم أصدق مطلقا“ حجج الرئيس جورج دبليو. بوش أو نائبه ديك تشيني لتبرير الغزو.
وخلال المناظرة التي أجريت في مدينة هيوستن بولاية تكساس، جددت السيناتورة التقدمية البارزة إليزابيث وارن والسيناتور بيرني ساندز تأييدهما لإسقاط الديون الطلابية.
وصفق عدد من الجمهور للسيناتورة كامالا هاريس عندما أعلنت عن خطة لضخ 2 مليار دولار لبرامج تدريب المعلمين.
في قضية الرعاية الصحية، وهي من أهم قضايا السباق الانتخابي، جدد ساندرز دعوته لنظام رعاية صحية مدعوم للجميع "ميديكيد للجميع" على غرار "النظام المعمول به في كندا والدول الاسكندنافية" بحسب تعبيره.
الوزير السابق في عهد أوباما جوليان كاسترو استغل الفرصة للهجوم على بايدن قائلا إن خطته في ما يتعلق بـ"اوباما كير" ستجعل حوالي 10 ملايين أميركي بلا تغطية صحية.
وفي قضايا السياسة الخارجية، قال بيت بوتيدجادج رئيس بلدية مدينة ساوث بيند في ولاية إنديانا إنه يرفض خوض حروب "لا نهاية لها" واتهم الرئيس دونالد ترامب بأنه يستخدم القوات المسلحة الأميركية "لخدمة مصالحه السياسية".
وسُئل المتنافسون عن مواقفهم بالنسبة للحرب التجارية مع الصين. وارن قالت إن "العلاقات التجارية للولايات المتحدة بالخارج معطلة منذ عقود"، متعهدة بإصلاح العلاقات بما يخدم العمال والمزارعين وأصحاب الشركات الصغيرة. بوتيدجادج اتهم ترامب بأنه "لا يمتلك استراتيجية" للتعامل مع الصين في الملف التجاري.
السيناتورة آمي كلوبوشار قالت إن الحرب التجارية مع الصين كلفت العمال الأميركيين 300 ألف وظيفة.
وأيد عدد من المشرحين تخفيف القيود التي وضعتها إدارة ترامب على الهجرة. وارن تعهدت بتسهيل الحصول على الجنسية الأميركية، وانتقدت قرار الإدارة الحالية إلغاء مساعدات كانت مقدمة لدول في أميركا الوسطى بسبب تدفق مهاجرين غير قانونيين من هذه الدول إلى أميركا.اتهمت وارن ترامب بأنه خلق أزمة على الحدود الجنوبية لخدمة أهدافه السياسية.
ورفض جو بايدن الانتقادات بأن إدارة الرئيس باراك أوباما رحلت ملايين المهاجرين غير الشرعيين، مؤكدا أنها على العكس من ذلك فتحت أبوابها للمهاجرين. وقال إنها دعمت "الحالمين" الذي دخلوا أميركا بشكل غير شرعي وهم أطفال، وكذلك أتاحت فرصا للمهاجرين غير الشرعيين للحصول على الجنسية الأميركية.
أيضا ملف العنف المسلح الذي يعتبر واحدة من أهم القضايا الداخلية، خاصة بعد حوادث قتل وقعت مؤخرا خلفت عشرات الجرحى والقتلى.
عضو الكونغرس السابق عن تكساس بيتو أورورك أيد البرامج التي تستهدف تقليص اقتناء أسلحة شبه أوتوماتيكية، وأكد أنه لا توجد ضرورة لاقتناء المدنيين لها.
وارن قالت: "لدينا مشكلة في العنف المسلح ونتفق على العديد من الخطوات التي يمكن أن نتخذها لإصلاحها".
أورورك، الذي وقع حادث إطلاق نار في مسقط رأسه "إل باسو" مؤخرا لقي إشدة خلال المناظرة بسبب تعليقه برنامجه الانتخابي بعد الحادث.
في الحديث عن الإصلاح الجنائي قال بايد "إن أحدا لا يجب أن يسجن لارتكابه جريمة غير عنيفة أو حيازة المخدرات (يقصد بها اقتناء كميات صغيرة بهدف التعاطي)" مشيرا إلى أن جرائم حيازة المخدرات يجب أن يتم التعامل معها بتوفير برامج تأهيل وليس سجن مرتكبيها.
هاريس أيضا التي لاقت انتقادات بشأن أدائها عندما كانت مدعية عامة لكاليفورنيا قالت إن لديها خطة تتضمن إلغاء عقوبة السجن في بعض قضايا حيازة المخدرات.
يذكر أن متظاهرين قاطعوا نائب الرئيس السابق جو بايدن بينما كان يجيب على سؤال حول "إخفاقاته المهنية"، وقاموا بالصياح وقطع كلمته لكن تم احتواء الموقف واستمرت المناظرة.
في تحليلها للمناظرة الثالثة، قالت صحيفة واشنطن بوست إن من أهم الفائزين بها الحزب الديمقراطي لأنها أكثر تركيزا من السابقتين واقتصرت على مرشحين لديهم فرص أكبر من منافسيهم الذين ظرهوا خلال المناظرتين السابقين.
أوباما أيضا كان من بين الفائزين، بحسب الصحيفة، إذا أن كل المتناظرين تقريبا أشادوا بنظام الرعاية الصحية "أوباما كير" الذي انطلق في عهده.
وبينما كانت تدور المناظرة، تحدث ترامب إلى النواب الجمهوريين وقال إن الديمقراطيين يؤكدون الحاجة إلى إعادة انتخابه.
وقال ترامب ”يتحتم عليكم انتخابي. سواء أعجبكم أم لا، لا يشكل ذلك فرقا لأن بلادنا ستذهب إلى الجحيم إذا جاء أي من هؤلاء الأشخاص“.