البث المباشر

شرح فقرة:"اللهم كما سددت بمحمد (ص) العمى "

الإثنين 5 أغسطس 2019 - 10:36 بتوقيت طهران

إذاعة طهران - ينابيع الرحمة: شرح فقرة: " اللهم كما سددت بمحمد (ص) العمى " من أدعية الزهراء (سلام الله عليها).

 

نتابع حديثنا عن الأدعية المباركة، ومنها: ادعية الزهراء (ع) حيث حدثناك عن احد ادعيتها، وانتهينا من ذلك الى مقطع يتحدث عن النبي (ص) ورد فيه " اللهم: كما سددت به العمي، وفتحت به الهدي، فاجعل مناهج سُبُله لنا سُننا، وحجج برهانه لنا سببا، نأتمّ به الى القدوم عليك "...
هذا المقطع من الدعاء يتضمن جملة نكات دلالية وايقاعية منها... من حيث الصياغة اللفظية- عنصر" التضاد " فمثلاً في عبارتي " سددت به العمي " وفتحت به الهدي "، حيث نجد في هاتين العبارتين تضاداً مزدوجاً، و نعني به " التضاد " داخل " تضاد آخر "، وهما: عبارة" سددت " ومقابلها " فتحت "، ثم عبارة " العمي " ومقابلها " الهدي "،... ولكن بغض النظرعن الصياغة الفنية للعبارات، يجدربنا ان نتحدث عن الصياغة الدلالية لها، حيث انّ النبيّ (ص) بصفته " رسولاً " لله تعالي، في توصيل مبادئه الى الأخرين، يصبح " واسطة " الى الآخرين في ارشادهم الى مبادئه تعالي، وهذا ما يصوغه النص في عبارتين استعاريتين وهي" الاستعارة " القائلة " سددت به العمى " والاستعارة القائلة " فتحتَ به الهدي "... ومن الواضح، ان العمى رمزالى الضلال، ومن ثمَّ فانّ اغلاق بابه يعني: ثمة طرائق الى امكانيه الوصول الى ضدّه وهو" الهدي "، وهذا ما اضطلعت به العبارة الثانية " فتحت به الهدي "،... ولعل جمال الاستعارتين المذكورتين تتمثللانً اولاً في التضاد " كما قلنا " بين الانسداد والانفتاح، ثم بين حذف " الباب "اي: الباب المسدودة وهي العمى او الباب المفتوحة وهي " الهدى "، ثم بين دلاله " العمى " الرامزالى الضلال وما يضادّه وهو" الهدي " حيث يشكل عبارة دالة بنحومباشر عكس " العمي " الذي يشكل عبارة غيرمباشرة، اي رامزة الى معنى آخرهو: الضلال: كما اشرنا.
اذن: نحن الآن اقام صياغة فنية وممتعة وطريفة بالنحوالذي اوضحناه.
بعد ذلك نواجه تفصيلاً لما اجمله النص عن عبارتي " العمي " و" الهدي "
ونعني بذلك ما نلاحظه من العبارات الآتية: " فاجعل مناهج سُبُلِه لنا سُنَنا "
" وحجج برهانه لنا سببا، فأتمّ به الى القدوم عليك "...هنا قد يتساءل قاريء الدعاء: ماذا نستلهم من العبارات المتقدمة من حيث النكات الفنية؟
الجواب: العبارات المتقدمة هي ثلاث: اثنان منها ترتبطان بمباديء الله تعالى وطريقة الالتزام بها، واما الثالثة فتجسّد: الحصيلة المترتّبة على ذلك ألا وهي : الجزاء المترتب على الالتزام من حيث انعكاساته على اليوم الآخرألا وهو: رضاه تعالى والجنّة. وهذا ما نستلهمه من عبارة " فأتم به في القدوم عليك " حيث ترمزهذه العبارة الى اليوم الآخرمن حيث القدوم على الله تعالى بعد حياتنا الدنيويه...
والآن لنتحدث عن العبارتين الأوليين وهي: " فاجعل مناهج سبله لنا سننا "، " وحجج برهانه لنا سببا "... هنا نواجه اولاً صياغة ايقاعية تتمثل في كلمتي " سنننا " و" سببا " حيث يطلق عليهما مصطلح التجانس الصوتي فمثلاً في حرفي السين و الحرف الاخيرمن الفاصلة...
واما من حيث الصياغة الدلالية فنواجه عبارة اجعل مناهج سبله لنا سننا وهي : ترمزالى طرائق العمل بمباديء الله تعالي، بحيث تصبح سنناً وعبارة اجعل حجج برهانه لناسبباً ، وهذامانحدثك به لاحقاً انشاءالله تعالى 
ختاماً: نسأله تعالى ان يوفقنا الى طاعته، والتصاعد بها الى النحو المطلوب.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة