استضاف برنامج "حدث وحوار" على إذاعة طهران العربية الكاتب والمحلل السياسي اللبناني الدكتور علي بيضون، للحديث عن آخر التطورات السياسية والأمنية في لبنان، وقضية فلسطين، وتأثير الضغوط الدولية على استقرار المنطقة.
أكد الدكتور بيضون أن لبنان التزم بالكامل بقرار مجلس الأمن الدولي 1701 بعد وقف الحرب ووقف إطلاق النار، فيما لم تلتزم إسرائيل بالاتفاق، وسجلت أكثر من 4000 خرق على المستويات الجوية والبحرية والبرية، وفق اعتراف اللجنة الدولية لمراقبة تنفيذ القرار. وأشار إلى أن لبنان على المستويين الرسمي والمقاوم لم يُسجل عليه أي مخالفة، بينما استمر العدو الإسرائيلي في اعتداءاته مستفيداً من الدعم الأمريكي.
وأوضح أن المبعوث الأمريكي توماس باراك يسعى إلى تحويل موضوع سلاح المقاومة إلى خلاف داخلي في لبنان، بهدف فرض السيطرة على القرار الوطني، وإضعاف قدرة لبنان على حماية حدوده. وأضاف أن هذا التحرك يثير انقسامات داخل الحكومة والشعب اللبناني، ويعرض أمن لبنان وسيادته للتهديد، مؤكدًا أن محور المقاومة يرفض أي محاولة لسحب السلاح بالقوة أو فرض جدول زمني دون حوار داخلي وطني.
كما تطرق الدكتور بيضون إلى جلسة مجلس الوزراء اللبنانية المقررة لمناقشة سلاح المقاومة وامتلاك الدولة للسلاح، مشيراً إلى الجدل الكبير بين القوى السياسية، وجهود حزب الله والثنائي الوطني بالتشاور مع رئيس الجمهورية ميشال عون لإيجاد مخرج يوازن بين الحفاظ على السلم الأهلي وحماية أولويات لبنان الوطنية، مثل إخراج القوات الإسرائيلية من النقاط المحتلة ووقف الاغتيالات وضمان تنفيذ وقف إطلاق النار الشامل.
وأشار إلى أن إسرائيل ترفض إقامة دولة فلسطينية، فيما تواصل الولايات المتحدة تقديم وعود سياسية للفلسطينيين منذ ثلاثة عقود دون أي جدية في تطبيقها، ما يسهم في تهجير السكان من غزة والضفة الغربية وإضعاف سلطة الحكم الذاتي الفلسطينية. وأوضح أن تهجير الفلسطينيين وفقدانهم الأرض يؤدي إلى انهيار عناصر الدولة الفلسطينية الأساسية، ويجعل من حل الدولتين مشروعاً معلقًا ومهددًا بالفشل.
أكد بيضون أن سلاح المقاومة يشكل عنصرًا حيويًا في ردع العدوان الإسرائيلي وحماية سيادة لبنان، ويمنع تنفيذ المشاريع الأمريكية والإسرائيلية الرامية لإضعاف لبنان وإلغاء دوره في مواجهة الاحتلال. وأضاف أن أي محاولة لفرض جدول زمني لسحب السلاح يمثل تدخلًا أجنبيًا مباشرًا يهدد وحدة واستقرار الدولة اللبنانية.
اختتم الدكتور بيضون حديثه بالتأكيد على أن الحوار الداخلي بين القوى اللبنانية، وحماية الاستراتيجية الوطنية الموحدة بين الجيش والمقاومة، يمثلان السبيل الأمثل لضمان استقرار لبنان وحماية سيادته، مؤكدًا أن أي تدخل خارجي في شؤون لبنان سيزيد التوتر ويعرض البلاد لمخاطر أمنية وسياسية كبيرة، فيما يواصل محور المقاومة الدفاع عن حقوق لبنان وفلسطين في مواجهة المخططات الأمريكية والإسرائيلية.