البث المباشر

شرح فقرة: "اللهم صلي علي محمد وآل محمد واغفر ذنبي، ..."

الأحد 4 أغسطس 2019 - 15:32 بتوقيت طهران

إذاعة طهران - ينابيع الرحمة: شرح فقرة: " اللهم صلي علي محمد وآل محمد واغفر ذنبي " من أدعية الزهراء (سلام الله عليها).

 

نواصل حديثنا عن الأدعية المباركة، ومنها أدعية الزهراء (عليها السلام) حيث حدثناك عن أحد أدعيتها، وقدمنا مقاطع متسلسلة منه، وانتهينا من ذلك الي مقطع جديد هو: (اللهم صلي علي محمد وآل محمد واغفر ذنبي، واستر عورتي، وآمن روعتي، واجبر معصيتي، واغن فقري، ...).
هذا المقطع من الدعاء يتضمن جملة ظواهر تتصل بحاجات العبد حيث تتوسل الزهراء (عليها السلام) بالله تعالي بأن ينجزها لعباده، ومن ذلك ظاهرة (غفران الذنب) حيث لا تحتاج الي توضيح، ومنها عبارة (استر عورتي) وهي بدورها عبارة واضحة، الا انها قد تحتاج الي توضيح نحدثك عنه بهذا النحو: ان (ستر العورة) مصطلح استعاري، او رمزي حيث يرمز الي ستر كل ما هو عيب عند الشخصية سواء أكان العيب ظاهرة مرتبطة بالذنب، او مرتبطة بالعيوب الاجتماعية، بصفة ان المؤمن عزيز وان الاظهار لعيوبه يتنافي مع كرامة الايمان، وهذا في الدنيا والامر - بطبيعة الحال اشد اهمية اذا كان مرتبطاً بالحياة الآخرة، حيث ان عدم ستر العبد امام الملأ يظل من اشد الالام نفسياً كما هو واضح. 
اذن التوسل بالله تعالي بان يستر عوراتنا، يظل حاملاً مسوغاته المهمة بالنحو الذي اوضحناه. 
بعد ذلك نواجه عبارة (وآمن روعتي) فماذا نستلهم منها؟ 
ان (الروعة) لغوياً هي: الخوف او الفزع، وهذا يعني: ان العبارة المذكورة تهدف الي تحقيق الأمن او الامان بالنسبة الي العبد، سواء اكان الأمن دنيوياً او اخروياً. اما الأمن دنيوياً فانه من الأهمية بمكان، حيث ان علماء النفس طالما يجعلون الحاجة الي الأمن، اهم حاجة بشرية بعد الحاجة الي الحياة، حيث لا يمكن للشخصية بان تتذوق طعم الحياة اذا لم تكن آمنة من المخاطر المختلفة، فالشخصية اذا كانت مهددة بالقتل مثلاً او مهددة بهتك عرضها أو بسائر ما نحن فيه: تظل قلقة، خانقة، معطلة من العمل، لا تستطيع ممارسة وظائفها: كما هو واضح. 
واما اخروياً فان الامن من الخوف الأخروي يظل من الوضوح بمكان، ان العبد اشد ما يكون بحاجة الي ان يكون مطمئناً راضياً مرضياً في موقعه الأخروي، انه ينسحب عليه قوله تعالي: «يايها النفس المطمئنة ارجعي الي ربك راضية مرضية». 
اذن عبارة (آمن روعتي) لها خطورتها بالنحو الذي اوضحناه. 
بعد ذلك نواجه عبارة (واجبر معصيتي). فماذا نستلهم منها؟ 
المعصية او الذنب أو السيئة هي: ما يصدر من العبد من المخالفة لمبادئ الله تعالي واذا كانت العبارة الاولي من مقطع الدعاء تقول (اغفر ذنبي)، فان العبارة الاخيرة تقول: (اجبر معصيتي) ولذلك نتساءل: ما هو الفارق بين ان نتوسل بالله تعالي بان يغفر الذنب وبين ان يجبره؟ 
الجواب: ان الجبر معناه: جبر العظم بعد كسره اي التئامه او التحامه، فاذا قلنا (غفران الذنب) فمعناه: الستر علي العبد وعدم فضحه بالذنب، اما اذا قلنا: جبران المعصية فمعناه: جعلها ملتحمة او منجبرة بما لا يترتب عليها عقاب، وهذا يعني: ان العبد يتوسل بالله تعالي بان يجعل ما مارسه العبد من المعصية أمراً قد ذهبت تبعاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة