البث المباشر

من ادعية الامام المهدي عليه السلام - شرح فقرة: "وأحي بوليك القرآن وأرنا نوره سرمداً، …"

السبت 3 أغسطس 2019 - 09:40 بتوقيت طهران

إذاعة طهران - ينابيع الرحمة: شرح فقرة: " وأحي بوليك القرآن وأرنا نوره سرمداً " من أدعية الإمام المهدي عليه السلام.

 

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وله عظيم الحمد والثناء إذ جعلنا من أهل التمسك بعروته الوثقى وحبله المتين كتابه المجيد وأهل بيت نبيه وسراجه المنير محمد صلوات الله عليه وآله الطاهرين.
السلام عليكم إخوتنا المستمعين ورحمة الله وبركاته، وأهلاً بكم في لقاء اليوم من برنامجكم نتدبر فيه في المقطع الذي إنتهينا إليه في سابقتها من دعاء المعرفة الجليل الذي أمرنا مولانا إمام العصر المهدي (عجل الله فرجه) بالمواظبة على تلاوته في عصر الغيبة، وفي هذا المقطع نتوجه الى الله عزوجل قائلين: (اللهم وأحي بوليّك القرآن، وأرنا نوره سرمداً لا ظلمة فيه، وأحي به القلوب الميتة، وأشف به الصدور الوغرة، وأجمع به الأهواء المختلفة على الحق، وأقم به الحدود المعطلة، والأحكام المهملة، حتى لا يبقى حقٌ إلا ظهر، ولا عدلٌ الا زهر، يا أرحم الراحمين).
مستمعينا الأفاضل، في الحلقة السابقة من البرنامج أجبنا وبعون الله على السؤالين الأول والثاني من أربعة أسئلة أثرناها فيما يرتبط بالعبارة الأولى من هذا المقطع وهي: ما معنى إحياء القرآن؟ ولماذا نطلب أن يكون إحياؤه بولي الله المهدي؟ وهل أن إحياء كِتَابَ اللَّهِ لا يتحقق إلا في عصر ظهور الإمام المهدي (عجل الله فرجه) أم أن مصاديق من إحياء القرآن في عصر الغيبة أيضاً؟ والسؤال الأخير هو: ما الذي نستلهمه من هذا الطلب فيما يرتبط بواجباتنا تجاه القرآن الكريم؟
وقد إتضح في اللقاء السابق وإستناداً الى الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة أن معنى إحياء القرآن هو إقرار حاكمية قيمه وأحكامه وأن هذا ما لا يمكن تحققه بغير الإمام المعصوم العارف بحقائق القرآن كاملة وبجميع مراتبها.
وعليه تنضح الإجابة عن الشطر الأول من السؤال الثالث، أي أن إحياء كِتَابَ اللَّهِ عزوجل لا يتحقق بالصورة الشاملة والكاملة إلا في عصر ظهور خليفة الله المهدي وإقامته للدولة الإلهية العادلة، إذ أنّ إحياء القرآن وإقرار حاكمية قيمه بالكامل تعني إنهاء حاكمية جميع أشكال الظلم والجور والشرك وهذا ما لا يتحقق إلا في ظل إقامة دولة العدل الإلهي عند ظهور المهدي الموعود (عجل الله فرجه).
مستمعينا الأعزاء، وبناءً على ما تقدم تصرح الأحاديث الشريفة بأن الدعوة لاحياء ما أحياه القرآن وإماتة ما أماته - أي كل ظلم وشرك- تشكل عنصراً أساسياً في حركة الإمام المهدي عند ظهوره، لاحظوا ما روي في كتاب الملاحم لابن حماد مسنداً عن الإمام الباقر (عليه السلام) قال ضمن حديث طويل: (ثم يظهر المهدي بمكة… ومعه رآية رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وقميصه وسيفه وعلامات ونورٌ وبيان، فاذا صلى العشاء نادى بأعلى صوته، يقول: إذكركم الله أيها الناس، ومقامكم بين يدي ربكم، فقد إتخذ الحجة وبعث الأنبياء وأنزل الكتاب، وأمركم أن لا تشركوا به شيئاً وأن تحافظوا على طاعته وطاعة رسوله وأن تحيوا ما أحيا القرآن، وتميتوا ما أمات، وتكونوا أعواناً على الهدى ووزراءً على التقوى، فإني أدعوكم الى الله والى رسوله والعمل بكتابه، وإحياء سنته، وإماتة الباطل، …).
أيها الأخوة والأخوات، ننتقل الآن للإجابة عن الشطر الثاني من السؤال الثالث وهو: هل توجد مصاديق لإحياء القرآن الكريم يمكن أن تتحقق في عصر الغيبة أيضاً؟
في الإجابة عن هذا السؤال نقول: نعم، إن حصر الإحياء الكامل والشامل لكِتَابِ اللَّهِ وإقامة حاكميته بعصر الظهور المهدوي لا ينفي إمكانية تحقق هذا الإحياء في عصر الغيبة أيضاً ولكن ليس بتلك الشمولية، بل على صعيد المؤمنين، أي أن بأمكان كل مؤمن أن يتوسل الى الله عزوجل بخليفته المهدي لكي يعينه على إقرار حاكمية القرآن على نفسه بمعنى أن يحي في نفسه ما أحيا كِتَاب اللَّه من قيم الخير والعدل ويطهرها مما أماته القرآن من جميع أشكال الظلم والجور.
وهذا في الواقع أحد أهم مصاديق الإنتظار الصادقه لظهور الإمام المهدي (عليه السلام) لأنه يعني تحلي المؤمن بصفات الشخصية القرآنية التي يدعو إمام العصر العالمين جميعاً للتحلي بها.
على ضوء هذه الإجابة تتضح أيضاً الإجابة على السؤال الرابع والأخير، أي: ما الذي نستلهمه من هذا الدعاء فيما يرتبط بواجباتنا تجاه القرآن الكريم؟
هذا الدعاء الشريف يحثنا - في الواقع- على الإلتصاق بكِتَابِ اللَّهِ ودوام التدبر في حقائقه والتشبع بها وطلب شفاعة إمام العصر (أرواحنا فداه) لكي يعيننا على العمل بمقتضاه وإستكمال التحلي بصفات المؤمن القرآني الذي يحبه الله جل جلاله والذي يمثل النصير الحقيقي للمهدي الموعود، ووفقنا الله وإياكم للتحلي بها ببركة التمسك بمودة وولاية محمد وآله الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين.
وبهذا ننهي أيها الأعزاء حلقة اليوم من برنامجكم (ينابيع الرحمة)، إستمعتم له مشكورين من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران، تقبل الله أعمالكم ودمتم بكل خير.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة