البث المباشر

شرح فقرة: "لا عزة ولا منعة الا لله ... الواحد القهار، ..."

الأحد 28 يوليو 2019 - 11:54 بتوقيت طهران

لانزال نحدثك عن الادعية المباركة ومنها أدعية الامام المهدي (عليه السلام) حيث حدثناك عن أحد أدعيته في تعقيب احدى الصلوات وانتهينا من ذلك الى فقرات تتحدث عن اسمائه تعالى على هذا النحو: (الْوَاحِدُ، الْقَهَّارُ، الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ، ...) واليك الحديث عنها، صفة (الْوَاحِدُ) لا تحتاج الى توضيح انها توحيده تعالى في الصفات والافعال.. الخ، انها تفرده الذي لا فرد سواه، ولا أحد سواه، انها: الْوَاحِدُ الذي لا شريك له ولا نظير، واما القهار: فانه القهار للجبابرة، والقاهر لعباده بالموت، ولا يمتنع عليه شيء فيما يريد انفاذه (على حد تعبير احد شراح اسماء الله تعالى الحسنى)، واما الصفات الثلاث الاخرى: (العزيز، الجبار، المتكبر، ...).
فتعني اولاها: انه تعالى العزيز او المنيع الذي لا يغلب.
وتعني الثانية: الذي جبر فقر الخلائق له، بحيث كفاهم اسباب استمرارية الحياة كما تعني: العالي فوق خلقه او القامع لكل جبار.
بينما تعني الثالثة: المتعالي عن صفات الخلق او مطلق ما يعنيه (التعظم) او العظمة، ويلاحظ بأن هذه الصفات تظل مرتبطة بما سبق من عبارات الدعاء وبما يلحقها من التوسل بالله تعالى بأن يحقق لقارئ الدعاء طموحاته العبادية، ولذلك اردفها بالعبارات الاتية: (اللهم اني اريدك فاردني، واطلب ما عندك فيسره، واقض حوائجي)، هنا تعين علينا ان نفصل الحديث بالنسبة الى الفقرات المتقدمة نظراً للتحامل او التشابه في مضموناتها.
العبارة الاولى تقول: (اللهم اني اريدك فاردني)، ترى: ماذا تعني هذه العبارة؟
الجواب: طالما تشير النصوص الشرعية الى ان الله تعالى يتعامل مع عباده بعطائه حيالهم قبل ان يسألوه، ولكن ثمة نصوص تشير ايضاً الى ان العبد بمقدار قربه الى الله تعالى يقترب منه، تعالى حتى انه ورد ان العبد اذا تقدم بخطوة، فان الله تعالى يغدق عليه الرحمة بعشر اضعافها، وهذا يعني: ان العبد يتعين عليه اذا اراد التعامل مع الله تعالى بصدق، أن يتجه الى الله تعالى ويتوكل عليه ويعبده خالصاً لا ترديد فيه، من هنا جاءت العبارة اولاً: (اللهم اني اريدك)، اي: اعبدك خالصاً، وتجيء العبارة الثانية(فأردني) اي: استجب دعائي، ووفقني لطاعتك.
ونتجه الى العبارة الثانية حيث تقول: (واطلب ما عندك فيسره)، وتجيء العبارة الثالثة: (واقض حوائجي)، حينئذ يتساءل ما هو الفارق بين الطلب الى الله تعالى بان ييسر ما طلبه العبد، وبين عبارة: (واقض حوائجي)؟ الا يعني ان ييسر الطلب مماثلة لقضاء الحوائج؟ هنا تكمن النكات او الاسرار الدلالية للنصوص الشرعية الصادرة عن المعصومين، فلننظر اذن الى جانب من هذه النكات.
لا ترديد في ان الطلب لما عند الله تعالى يختلف عن السؤال بان يقضي الله تعالى حاجاتنا، كيف ذلك؟
الجواب: ان الطلب لما عند الله تعالى لا حدود لتصوراته، لأن الله تعالى لا حدود لرحمته، لا احصاء لنعمه لذلك فان الطلب لما عنده يتسع لحاجات قارئ الدعاء بما لا حدود له، بينما عبارة: (واقض حوائجي) تعني: ما يفكر به قارئ الدعاء من الحاجات المحدودة التي تخطر على باله: كالتوفيق مثلا الى ممارسة الطاعة مطلقاً او قضاء حوائج دنيوية: كسعة الرزق مثلاً أو الشفاء من المرض، أو اشاعة الامن أو.. الخ، اذن ثمة فارق بين ان نطلب من الله تعالى بما عنده وبين ان نتوسل به لقضاء حاجتنا.
ختاماً نسأله تعالى بما عنده، ان يقضي حاجاتنا اخروياً ودنيوياً وان يوفقنا الى ممارسة الطاعة والتصاعد بها الى النحو المطلوب.

*******

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة