وتأتي هذه الخطوة الامريكية في سياق الحماية الامريكية للاحتلال في مواصلة سياسة تهويد القدس العنصرية.
قال دبلوماسيون إن الولايات المتحدة منعت امس الأربعاء محاولة من الكويت وإندونيسيا وجنوب أفريقيا لاستصدار بيان من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يندد بهدم الكيان الصهيوني منازل للفلسطينيين على مشارف القدس.
وقال مسؤولون في الأمم المتحدة، التي طلبت من كيان الاحتلال وقف خطط الهدم، إن 17 فلسطينيا يواجهون خطر التشرد.
وطرحت الكويت وإندونيسيا وجنوب أفريقيا، الثلاثاء الماضي، مسودة بيان من خمس فقرات على الدول الأعضاء في مجلس الأمن وعددها 15. وعبرت المسودة عن القلق البالغ، وحذرت من أن عملية الهدم "تقوض بقاء حل الدولتين وآفاق (التوصل إلى) سلام عادل ودائم".
ويتعين صدور مثل هذه البيانات بالإجماع، لكن دبلوماسيين قالوا، أمس الأربعاء، إن الولايات المتحدة أبلغت شركاءها في مجلس الامن بأنها لا يمكنها تأييد نص البيان.
وتابع الدبلوماسيون بأنه تم طرح مسودة بيان معدل من ثلاث فقرات، لكن الولايات المتحدة قالت مجددا إنها لا توافق على النص.
ولم تكن هذه هي المرة الأولى في تاريخ الولايات المتحدة، التي تستخدم "الفيتو" ضد قرارات اممية تدين الاحتلال الاسرائيلي، بل استخدمته عشرات المرات سابقا، كان آخرها ضد مشروع قرار مصري يرفض إعلان الرئيس الامريكي دونالد ترامب القدس المحتلة عاصمة لـ"إسرائيل" وقراره بنقل السفارة الاميركية في "تل أبيب" الى المدينة المقدسة.
وقام الاحتلال الصهيوني يوم الاثنين الماضي بهدم منازل الفلسطينيين في حي وادي الحمص جنوب شرقي القدس المحتلة، بعد أن طردت السكان من منازلهم بحجة قربها من جدار الفصل العنصري.
وزعمت سلطات الاحتلال إن المباني السكنية العشرة، تمثل خطرا أمنيا على القوات الإسرائيلية المنتشرة على امتداد الجدار الذي يمر بالضفة الغربية المحتلة.
وردت الأوساط العربية والدولية على قيام جيش الإحتلال الإسرائيلي بهدم منازل الفلسطينيين في واد الحمص في جريمة هي الأضخم منذ احتلال القدس عام 1967، معتبرة تلك الإجراءات جريمة حرب وضد الإنسانية.
والملفت هو ان هذه العملية جاءت بالتزامن مع زيارة وفد اعلامي عربي لفلسطين المحتلة حيث اعتبرت بمثابة دعم لتصرفات الاحتلال العنصرية والقمعية ضد الفلسطينيين وبداية لتطبيع اكبر خاصة بين الرياض و"تل ابيب" في ظل وجود مطبع سعودي ضمن الوفد.
واثار اعلان زيارة الوفد الاعلامي موجة غضب شديد واستنكار لدى الفلسطينيين وسائر الشعوب العربية والاسلامية في ظل قيام كيان الاحتلال بهدم منازل الفلسطينيين في القدس وهرولة بعض الانظمة العربية خاصة السعودية والبحرين والامارات نحو التطبيع مع الكيان الاسرائيلي.
والولايات المتحدة التي تسوق مشروعها للتسوية المسماة بـ "صفقة القرن" اثبتت مرة اخرى انحيازها الكامل لكيان الاحتلال الصهيوني فضلا عن المطبعين العرب.
ويرى المراقبون ان الدعم الذي قدمته واشنطتن لـ"تل ابيب" من خلال منع اصدار بيان من مجلس الامن ضد هدم منازل الفلسطينيين في القدس يفصح مرة اخرى ان الولايات المتحدة ليست وسيطا نزيها كما تدعي هي والدول العملية لها في المنطقة وهي تحاول دوما لدعم الموقف الاسرائيلي المتمثل بتصفية القضية الفلسطينية وتهجير ما بقى من السكان الفلسطينيين في ارضهم وشطب حق العودة واقامة دولة فلسطينية مستقلة على تراب فلسطين بمركزية القدس الشريف بعد دحر الاحتلال منها.
ويضيف المراقبون ان على الانظمة العربية التي تهرول نحو التطبيع مع هذا الكيان بان تدرك بان الرهان على الولايات المتحدة لتحقيق حقوق الشعوب العربية والاسلامية خاصة الشعب الفلسطيني ليست سوى الاوهام وان الشعوب العربية ايضا ترفض مسايرتها لواشطن وكيان الاحتلال على حساب ثوابت الامة الاسلامية.