بسم الله الرحمن الرحيم وله الحمد والثناء ان اكرمنا بمودة ومولاة صفوته الرحماء وسيد الانبياء محمد واله الاصفياء صلوات الله عليهم اجمعين
السلام عليكم اعزتنا ورحمة الله وبركاته
تحية طيبة مباركة نهديها لكم في مطلع حلقة اخرى من هذا البرنامج نسعى فيها للتعرف على صفات احباء الله وخصال عباده الصالحين والتي اشار اليها مولانا زين العابدين عليه السلام في المقطع العاشر من دعاءه الجليل الموسوم بدعاء مكارم الاخلاق ومرضي الافعال، قال صلوات الله عليه مناجياً اكرم الاكرمين تبارك وتعالى "اللهم صلي على محمد واله وحلني بحيلة الصالحين والبسني زينة المتقين في بسط العدل وكظم الغيظ واطفاء النائرة وضم الفرقة واصلاح ذات البين وافشاء العارفة وستر العائبة ولين العريكة وخفض الجناح وحسن السيرة وسكون الريح وطيب المخالقة والسبق الى الفضيلة وايثار التفضل وترك التعيير والافضال على غير المستحق والقول بالحق وان عز واستقلال الخير وان كثر من قولي وفعلي واستكثار الشر وان قل من قولي وفعلي واكمل ذلك لي بدوان الطاعة ولزوم الجماعة ورفض اهل البدع ومستعملي الرأي المخترع برحمتك ياارحم الراحمين".
مستمعينا الكرام هذا المقطع هو اطول مقطع من مقاطع الدعاء وهو يشتمل على ذكر اثنتين وعشرين خصلة من الصفات السامية لأحباء الله وعباده الصالحين وصفوته المتقين وهذه الخصال الزكية هي حليتهم وزينتهم الكاشفة عن صدق صلاحهم ورسوخ تقواهم في قلوبهم وقد حثت النصوص الشريفة على التحلي بها لعظيم بركاتها على الانسان نفسه وايصاله الى مراتب الكمال والقرب من الله عزوجل والحياة الطيبة في الدنيا والاخرة.
نعم مستمعينا الافاضل كما ان التزين بها هو منبع لأيصال الفيض الالهي للمجتمع الانساني اجمع ولذلك اعتبرته النصوص الشريفة اكرم الاخلاق عند الله وارضاها له تبارك وتعالى وقد تجلت في سير اهل بيت النبوة عليهم السلام بأسمى واكمل مراتبها.
والقاسم المشترك ايها الاخوة والاخوات في هذه الصفات الزكية التي يذكرها المقطع المتقدم هو كونها تمثل الطريقة التي يحبها الله عزوجل لعباده الصالحين في تعاملهم مع خلقه تبارك وتعالى فهم يسيرون بمنهج بسط العدل بين الخلق ومعنى بسط العدل هو جعله شاملاً لجميع العلاقات الاجتماعية فيكون قوامها على اساس العدل والقسط بعيداً عن جميع اشكال الافراط والتفريط فلا يظلمون ولايظلمون ولايبخلون ولايسرفون. كما ان عباد الله الصالحين يلتزمون عرى كظم الغيظ واجتناب نزعات الثأر والانتقام في التعامل مع اخطاء الاخرين فلايسمح لها ان تثير نيران العداوة والبغضاء في المجتمع فلذلك كان كظم الغيظ والعفو عن الناس نت صفات الاحسان والمحسنين الذين يحبهم الله عزوجل وبه يطفئون النائرة اي نيران الفتن الناشئة من اختلاف الاذواق والمشارب بين الناس ويمنعون بذلك من حصول التفرق بين الناس ويسعون في اصلاح ذات البين وهي افضل من عامة الصلاة المستحبة في عظيم بركاتها في حفظ سلامة المجتمع.
نعم مستمعينا يستمر مولانا الامام زين العابدين عليه السلام يستمر في بيان ركائز خصال عباد الله الصالحين في اخلاقهم الاجتماعية فهم يستعينون بالله عزوجل لحفظ سلامة مجتمع المؤمنين من خلال جميل سعيهم لأفشاء العارفة وستر العائبة اي لنشر وترويج القيم الطيبة ومحاسن المعروف والعرف الالهي ومنع الاشاعة العائبة اي القيم السيئة والفاحشة وكل مايخالف عفة الجوارح جميعاً. وهم ينشرون ويروجون هذه القيم الطيبة عملياً بجميل سيرتهم والتزامهم بلين العريكة وخفض الجناح في التعامل مع الناس اي بالمدارات واللين والرفق والتواضع وحفظ سكون الريح اي الظهور بمظهر السكينة والوقار بين الناس تحبباً لهم وكذلك جعلوا الحياة الاجتماعية ميداناً للتنافس بفعل الفضائل وايثار التفضل والاحسان الشامل للمستحقين وغيرهم وقول الحق واجتناب التعيير للاخرين واستقلال الخيرات مهما كثرت طلباً للمزيد واستكثار الشر وان قل سعياً لمحوه بالكامل. ثم ترسيخ هذه الدعائم الاجتماعية الطيبة بدوام الطاعة لله واولياءه ولزوم جماعة اهل الايمان وان قلوا واعتزال اهل البدع وعبدة الاراء والاهواء والشهوات وان كثروا. اعاذنا الله واياكم من قبيح فعالهم ببركة التمسك بولاية صفوته المنتجبين محمد واهله الطاهرين صلوات الله عليهم اجمعين.
اعزاءنا ومسك ختام هذه الحلقة من برنامج سيماء الصالحين تجديد الاستنارة مما ورد من صفاتهم في المقطع العاشر من دعاء مكارم الاخلاق فنطلبها من الله عزوجل قائلين "اللهم صلي على محمد واله وحلني بحلية الصالحين والبسني زينة المتقين في بسط العدل وكظم الغيظ واطفاء النائرة وضم الفرقة واصلاح ذات البين وافشاء العارفة وستر العائبة ولين العريكة وخفض الجناح وحسن السيرة وسكون الريح وطيب المخالقة والسبق الى الفضيلة وايثار التفضل وترك التعيير والافضال على غير المستحق والقول بالحق وان عز واستقلال الخير وان كثر من قولي وفعلي واستكثار الشر وان قل من قولي وفعلي واكمل لي ذلك بدوام الطاعة ولزوم الجماعة ورفض اهل البدع ومستعملي الرأي المخترع برحمتك ياارحم الراحمين".