البث المباشر

جميل الإستمداد بالله عند البلاء

الأحد 21 يوليو 2019 - 14:16 بتوقيت طهران

بسم الله وله الحمد عصمة المعتصمين والصلاة والسلام على سفن نجاته وأبواب رحمته للعالمين أبي القاسم المصطفى محمد وآله مصابيح الهدى والنور المبين.
السلام عليكم مستمعينا الأطائب، على بركة الله نلتقيكم في حلقة اليوم من برنامجكم هذا نتدبر معا في المقطع العشرين من دعاء مكارم الأخلاق ومرضي الأفعال من أدعية الصحيفة السجادية نتعلم صفات أخرى من خصال أحباء الله المرضيين عنده عزوجل. قال مولانا الإمام زين العابدين – صلوات الله عليه –: "اللهم أنت عدتي إن حزنت وأنت منتجعي إن حرمت وبك استغاثتي إن كرثت وعندك مما فات خلف ولما فسد صلاح وفيما أنكرت تغيير فامنن علي قبل البلاء بالعافية وقبل الطلب بالجدة وقبل الضلال بالرشاد واكفني مؤونة معرة العباد وهب لي أمن يوم المعاد وامنحني حسن الإرشاد يا أرحم الراحمين".
أيها الإخوة والأخوات خمس صفات محورية من أخلاقيات عباد الله الصالحين، يمكننا أن نستفيدها من المقطع المتقدم من دعاء سيد الساجدين – عليه السلام –.
الصفة الأولى هي كونهم أنهم يستمدون العون والسكينة من الله عزوجل في مواجهة ما ينزل بهم من العباد من نوازل تسبب لهم الحزن والحرمان والغم والكروب ونظائرها.
وهذه الخصلة راسخة في قلوبهم أنتجتها معرفتهم السليمة بكرم الله جل ذكره وسعة رحمته وألطافه، لذلك فهو جل جلاله عدتهم التي يلجؤن إليها لدفع الأحزان عن قلوبهم فتطمئن بذلك نفوسهم.
كما أنه تبارك وتعالى منبع المعروف والغنى ومنتجعهم الذي يدفعون به حرمان الآخرين لهم، وهكذا فإن عباد الله الصالحين يستغيثون بالله إذا (كرثوا) أي اشتد بهم الغم.
وهم في لجوئهم إلى الله عزوجل عند نزول تلك النوازل بهم يثقون بكل قوة بقدرته تبارك وتعالى على جبران مافات وإصلاح ما فسد وتغيير المنكر، ولذلك يكون توجههم إليه جل جلاله قويا بعيدا عن الشكوك والتردد ونظائرها.
مستمعينا الأفاضل، أما الصفة المحورية الثانية التي نستفيدها من المقطع العشرين من دعاء مكارم الأخلاق فهي أن أحباء الله عزوجل يستعينون بالله عزوجل لدرء أضرار النوازل والبلايا وتطويقها قبل وقوعها، أي أنهم يتخذون الإجراءات اللازمة قبل نزول البلاء لتوفير أسباب العافية منه، ويستعينون بالله لمعرفة وتهيأة سبل تحقيق ما يطلبون قبل وقوع الحاجة إليه عمليا. كما أنهم يتحصنون من ضلالات الفتن المضلة بالاستعداد لها بترسيخ علامات الرشاد والنجاة في قلوبهم قبل وقوع تلك الفتن.
أعزائنا المستمعين الصفة الثالثة التي يعلمنا مولانا الإمام السجاد علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام التحلي بها من خلال دعائه المتقدم فهي الاستعانة بالله عزوجل لدفع الأعمال القبيحة وكل ما يعد عيبا ومعرة من العباد..
إذ أن المستفاد من قوله – عليه السلام –: (واكفني مؤونة العباد) هو أن عباد الله الصالحين يهتمون بدفع ما يمكن أن يصدر من الآخرين من الأمور القبيحة بالمداراة ونظائرها من الأخلاق الاجتماعية التي تدفع بها الشرور.
أيها الأحبة والصفة الرابعة لأحباء الله التي نستفيدها من المقطع العشرين من دعاء مكارم الأخلاق، فهي أنهم يتجنبون كل ظلم وقبيح يسبب لهم الخوف في يوم المعاد ويسعون في المقابل إلى العمل بصالحات الأعمال ذات التأثير الأقوى في الفوز بالأمن يوم القيامة، ونموذج النوع الأول هو إيذاء الآخرين لا سيما المظلومين، ونموذج الثاني محبة أميرالمؤمنين – عليه السلام – فهي الحسنة التي يأمن أهلها من فزع يوم القيامة كما ورد في الأحاديث الشريفة.
والصفة الأخيرة أعزائنا هي أن عباد الله الصالحين يتحلون بحبس الإرشاد أي جميل هداية الآخرين إلى ما فيه صلاحهم ورشادهم فيحببون لهم الهدى لكي يتبعونه طواعية وبرغبة، وتكون دعوتهم له ليس بجميل خطابهم فقط بل أيضا بحسن سيرتهم وجميل فعالهم وهي الدعوة الصامتة كما ورد في الأحاديث الشريفة.
وختاما ندعوكم أعزائنا مستمعي إذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران إلى الاستماع ثانية للمقطع النوراني من دعاء مكارم الأخلاق الذي استنرنا به في هذه الحلقة من برنامجكم (سيماء الصالحين) فندعو الله معا قائلين: "اللهم أنت عدتي إن حزنت وأنت منتجعي إن حرمت وبك استغاثتي إن كرثت وعندك مما فات خلف ولما فسد صلاح وفيما أنكرت تغيير فامنن علي قبل البلاء بالعافية وقبل الطلب بالجدة وقبل الضلال بالرشاد واكفني مؤونة معرفة العباد وهب لي أمن يوم المعاد وامنحني حسن الإرشاد يا أرحم الراحمين".

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة