بسم الله الرحمن الرحيم، ايها الكرام السلام عليكم ورحمة الله، اهلاً بكم ونحن نلتقي في ظلال سنن الاكرم (صلى الله عليه وآله وسلم)، راجين الهداية والسير على خطى هذه السنن الهادية، وهذا العطاء ايها الافاضل الكرام، متواصل لا يقف عند حد، حيث شملت مختلف الابعاد تثبيتاً لدعائم هذا الدين ونهجه القويم، مما يضعنا امام مسؤولياتنا في اداء الامانة وتحقيق الفوز بخير الدارين، وفي هذه الحلقة نقف على جوانب اخرى من تلك السنن المباركة.
*******
أعزاءنا الكرام نقف في هذا اللقاء على وقت الرسول (صلى الله عليه وآله) في بيته، حيث كان لسلوكه (صلى الله عليه وآله) في بيته الأثر الكبير والأساسي على تربية أهل بيته، من زوجة وأولاد وأتباع، فالاسرة هي المدرسة الاولى التي يكتسب منها الانسان الاخلاق إن خيراً فخير، وإن شراً فشر. فعن الطبرسي في مكارم الاخلاق عن الامام الحسين (عليه السَّلام) قال: " سألت أبي (عليه السَّلام) عن مدخل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: كان دخوله في نفسه مأذوناً له في ذلك، فإذا أوى الى منزله جزأ دخوله ثلاثة أجزاء: جزء لأهله وجزء لنفسه، ثم جزأ جزأه بينه وبين الناس، فيرد ذلك بالخاصة على العامة، ولا يدخر عنهم منه شيئا، وكان من سيرته في جزء الامة ايثار أهل الفضل بإذنه، وقسمه على قدر فضلهم في الدين، فمنهم ذو الحاجة ومنهم ذو الحاجتين ومنهم ذو الحوائج، فيتشاغل بهم ويشغلهم فيما اصلحهم والامة من مسألته عنهم، وبإخبارهم بالذي ينبغي، ويقول: ليبلغ الشاهد منكم الغائب ويقول ابلغوني حاجة من لا يقدر على ابلاغ حاجته، فانه من أبلغ سلطاناً حاجة من لا يقدر على ابلاغها ثبت الله قدميه يوم القيامة". .
*******
ونذكر نزراً من سلوكه مع الاولاد في البيت، ففي الخصال للصدوق عن علي (عليه السَّلام) قال: "عقوا عن اولادكم يوم السابع، وتصدقوا بوزن شعورهم فضة على مسلم، وكذلك فعل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بالحسن والحسين وسائر الاولاد" . وفي (عدة الداعي) لابن مهند مسنداً قال: قال الامام الرضا (عليه السَّلام): " ما يولد لنا مولود إلا سميناه محمدا، فإن مضت أيام فإن شئنا غيرنا وإلا تركنا". . وفي المصدر نفسه عن الامام الصادق (عليه السَّلام) قال: "إذا اصبح مسح على رؤوس ولده، وولده ولده والمعروف انه يقصد ولد ابنته الزهراء (عليها السَّلام)." . أعزاءنا الكرام نأتي الى نهاية هذه الحلقة من برنامج من سنن النبي الاكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) شاكرين لكم حسن المتابعة والسلام عليكم.
*******