بسم الله الرحمن الرحيم، اعزاءنا الكرام، السلام عليكم، واهلاً بكم في هذه الحلقة من برنامج سنن النبي الاكرم ـ صلى الله عليه وآله ـ نتطرق فيها الى صلاته ـ صلى الله عليه وآله. صلاة رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ قال سبحانه: " حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى...". سوره البقرة۲۳۸ وقال سبحانه: " إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ…". سوره العنكبوت٤٥ وقال الرسول ـ صلى الله عليه وآله: "الصّلاة عمود الدّين، فإن قبلت قبل ما سواها وإن ردّت ردّ ما سواها". وبناءً على ما تحتلّه الصّلاة من مكانة عظمى في الاسلام، فقد كان اهتمام رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ بها منقطع النظير، ففي الصّلاة سكينة للنفس وطهارة للروح، وهي أقوى أواصر العلاقة مع الله تعالى، وقد فرضها على عباده خمس مرّات في اليوم ليتردّدوا على ساحة رحمته وفضله كلّما حان وقت الصّلاة. وما للصّلاة من تقدير وعظمة وأجر كبير، فإنّ لتاركيها عذابٌ أليم. قال تعالى: " مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ{٤۲} قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ {٤۳}". سوره المدثر لقد كان لرسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ اهتمام عظيمٌ في الصّلاة والمحافظة على أدائها في أوقاتها ونظم ترتيبها. عن الإمام عليّ ـ عليه السَّلام: "إنّ رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ كان يرفع يديه حين يكبّر تكبيرة الاحرام حذاء اذنيه، وحين يكبّر للرّكوع، وحين يرفع رأسه من الركوع". عن أبي جعفر ـ عليه السَّلام ـ قال: "كان رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ يجهر بـ ـ بسم الله الرّحمن الرّحيم ـ يرفع بها صوته". عن عليّ ـ عليه السَّلام: "كان رسول الله إذا تثاءب في الصّلاة ردّها بيده اليمنى". في الكافي: مسنداً، عن الفضيل بن يسار، وعبدالملك، وبكير، قالوا: سمعنا أبا عبدالله ـ عليه السَّلام ـ يقول: "كان رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ يصلّي من التطوّع مثلي الفريضة ويصوم من التطوع مثلي الفريضة". وفي التهذيب، بإسناده الى الحسين بن سعيد، عن محمد بن أبي عمير، عن حمّاد بن عثمان عن ابي عبدالله ـ عليه السَّلام ـ في حديث، قال: كان رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ يصلّي العتمة ثم ينام. والروايات في هذه المعاني تتجاوز حدّ التواتر. قالت عائشة: كان رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ يحدّثنا ونحدّثه، فإذا حضرت الصّلاة فكأنه لم يعرفنا ولم نعرفه ـ كما ذكره المجلسي في البحار. كان النبيّ ـ صلى الله عليه وآله ـ ينتظر وقت الصّلاة ويشتدّ شوقه ويترقب دخوله ويقول لبلال مؤذنه: "أرحنا يا بلال. ـ كما ذكره الشهيد الثاني في اسرار الصلاة". كان رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ لا يؤثر على الصّلاة عشاءً ولا غيره، وكان إذا دخل وقتها كأنه لا يعرف أهلاً ولا حميماً ـ كما جاء في مجموعة ورّام عن امير المؤمنين -عليه السَّلام-. كان رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ لا يؤثر على صلاة المغرب شيئاً إذا غربت الشمس حتى يصلّيها. وهذا ما ذكره الصدوق في علل الشرائع. قال رسول الله ـ صلى الله عليه وآله: "يا أبا ذر انّ الله تعالى جعل قرّة عيني في الصّلاة، وحبّبها إليّ كما حبّب إلى الجائع الطّعام وإلى الضمآن الماء. فإنّ الجائع إذا أكل الطّعام شبع وإذا شرب الماء روي، وأنا لا أشبع من الصّلاة. ذكره الطوسي في أماليه". انّ النبيّ ـ صلى الله عليه وآله ـ كان يصلّي وقلبه كالمرجل يغلي من خشية الله تعالى. جاء في جامع الأخبار. عن الإمام جعفر بن محمّد عن أبيه ـ عليهما السَّلام ـ قال: " اجهروا بالقراءة في صلاة الجمعة فانّها سنّة". الى هنا نأتي الى نهايه هذه الحلقة من برنامج سنن النبي الاكرم. والسلام عليكم.
*******