بسم الله الرحمن الرحيم، مستمعينا الكرام السلام عليكم ورحمة الله، نرحب بكم ونحن نلتقي في رحاب سنن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) آملين الاقتداء به والسير على نهجه القويم، فلنقف على بعض من سننه بعد قليل.
*******
من سننه (صلى الله عليه وآله وسلم) في علاقاته الاجتماعيةكان (صلى الله عليه وآله وسلم) يؤثر الداخل عليه بالوسادة التي تحته، يقدّمها له إكراماً لضيفه وطمأنة لنفسه، فإن أبى أصرّ عليه حتى يقبل.
وكان يخرج بعد طلوع الشمس، لأنّ الجلوس للتعبّد والدعاء والذكر بين الطلوعين، افضل من طلب الرزق.
إذا دخل منزلاً قعد في أدنى المجلس إليه حين يدخل، قعد عند أوّل مكان يجد من طرف دخوله.
ما كلّم الناس بكنه عقله أبداً، حيث قال: (إنّا معاشر الأنبياء، أمرنا أن نكلّم الناس على قدر عقولهم)، ولم يكن هذا منه إلاّ لحسن خلقه وتواضعه ورأفته بالناس.
كان النبي كثير الضراعة والابتهال إلى الله تعالى، دائم السؤال من الله تعالى أن يزينه بمحاسن الآداب ومكارم الأخلاق، وكان يقول: " اللهمّ حسن خلقي " ، ويقول: " اللهمّ جنبني منكرات الأخلاق ".
كانت فيه (صلى الله عليه وآله وسلم) مداعبة، وذلك رأفة منه لأمّته، لكيلا يبلغ بأحد منهم التعظيم له، فلا ينظر إليه، حذراً من المبالغة في التقديس، فيقولون قولاً عظيماً، نعوذ بالله تعالى، كما هو شأن النصارى في عيسى (عليه السَّلام)، وكان (صلى الله عليه وآله وسلم) ليُسِرُّ الرجل من أصحابه إذا رآه مغموماً بالمداعبة.
يخاطب جلساءه بما يناسب، فعن زيد بن ثابت قال: كنا إذا جلسنا إليه (صلى الله عليه وآله) إن أخذنا في حديث في ذكر الآخرة أخذ معنا، وإن أخذنا في ذكر الدنيا أخذ معنا، وإن أخذنا في ذكر الطعام والشراب أخذ معنا.
لم يكن له (صلى الله عليه وآله وسلم) خائنة الأعين، النظرة الخائنة إلى ما لا يحل، والغمز بالعين، والرمز باليد.
*******
كان (صلى الله عليه وآله وسلم) كما وصف به النبي حيث قال (صلى الله عليه وآله وسلم): " أكرم أخلاق النبيين والصدّيقين، البشاشة إذا تراءوا، والمصافحة إذا تلاقوا " .
لا يعرض له طيب إلاّ تطيّب.
إذا حدّث الحديث أو سئل عن الأمر كرّره ثلاثاً ليفهم المستمع أو السائل ويفهم عنه، عند نقله للحديث أو الإجابة إلى قومه.
إذا سئل شيئاً، فإذا أراد أن يفعله قال: نعم، وإذا أراد أن لا يفعل سكت، ولا يقول لشيء: لا.
لا ينظر إلى ما يستحسن من الدنيا.
وكان (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا أحزنه أمرّ لجأ الى الصلاة، وكان يحب الخلوة بنفسه للذكر والتفكّر والتأمّل ومراجعة أمره.
وكان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يهيىء ماء وضوئه بنفسه لقيامه وتهجّده في الليل، ولا يطلب من ذلك من أحد.
يقوم بأعمال أزواجه معيناً لهم في شؤونهم، ويقطع اللحم.
لا يثبت بصره في وجه أحد، محدقاً به حتى يأمن ويستأنس.
وكان (صلى الله عليه وآله وسلم) يلبس خاتم فضة في خنصره الأيمن، ويستاك عند الوضوء، منظفاً أسنانه، ويشيّع الجنائز، ويعود المرضى في أقصى المدينة.
والرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) كان أكثر الناس تبسّماً، ما لم تجر عظة، ما لم يجر إلى التطرّق إلى الموعظة فلا يناسبها التبسّم.
لا يجلس إليه أحدٌ وهو يصلّي إلاّ خفف صلاته وأقبل عليه، وقال: ألك حاجة؟
كان (صلى الله عليه وآله وسلم) في الرضا والغضب لا يقول إلاّ حقاً.
قال (صلى الله عليه وآله وسلم) : " اللهم أحيني مسكيناً، وأمتني مسكيناً، واحشرني في زمرة المساكين ".
بهذا اعزاءنا المستمعين نأتي الى نهاية هذه الحلقة من برنامج من سنن النبي الاكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) الى لقاء آخر نستودعكم لله والسَّلام عليكم.
*******