إنّ قوة الارتباط بالله تعالى، تؤدي بالإنسان المؤمن أن يوثق علاقته بربِّه، من خلال كثرة مناجاته والتودّد إليه سبحانه، وطلب العون منه دون سواه، وذلك لإعتقاده بمطلقية قدرته ورجوع الأمور إليه.
والدعاء هو اعتراف بالعبودية لله تعالى وشعور بالحاجة الدائمة إليه سبحانه. ومن البديهي أنّ الإيمان الواقعيّ لا يتحقق بدون هذا الشعور، إذ لا معنى للإيمان بالله تعالى دون الإحساس بقدرته تعالى التي لا تقف عند حدّ، وقدرته المطلقة التي لا تقهر، ولأنّ الدعاء ترجمة حيّة لإيمان العبد بهذه الحقيقة العظمى.
فإنّ الشريعة الإلهية مازالت تحثّ المؤمنين على الاهتمام بالدعاء والانشداد إلى الله تعالى من خلاله، وإلتماس رحمته وعفوه وتسديده وإعلان الخضوع لأوامره والعبودية له في كل زمان ومكان، حيث قال سبحانه: «وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ».
وهنا نشير إلى نماذج عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في هذا الشأن:
قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): "الدعاء مخّ العبادة".
وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): "الدعاء سلاح المؤمن وعمود الدين، ونُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ".
وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إنّ العبد لا يخطئه من الدعاء إلاّ ثلاث: "إمّا ذنب يغفره، إمّا خيرٌ معجّل له، وإمّا خيرٌ يدخر له".
*******