لا بدّ لمن أراد الهجهرة إلى ربّه تعالى، أن يتخلّق بأخلاق رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) من خلال سنته، حيث وللأسف كثيرٌ من سنن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، أصبحت مهجورة، بل أكثر المسلمين استبدلها بما هو أدنى، وكل ما سواها دونها. وكلما اقتربت أخلاق المرء من أخلاق رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، كلما اقترب من الله تعالى، وعليه فلا بدّ من معرفة أخلاقه وسننه، وهي شاملة في كل المجالات.
ففي مجال النظافة التي حثّ عليها الدين الإسلامي الحنيف، نأخذ جانباً منها، ألا وهو السواك.
ذكر الكليني في كتابه (الكافي)، مسنداً، عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبدالله الصادق (عليه السَّلام) قال: السواك من سنن المرسلين.
وفي كتاب (الخصال) في حديث الأربعمائة، كما في تحف العقول، وفي الفقيه، أيضاً بإسناده عن علي بن أبي طالب (عليه السَّلام) قال: "والسواك مرضاة الله عزَّ وجلَّ وسنّة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، ومطيّبة للفم".
وجاء في كتاب (مكارم الأخلاق) في ذكر سواكه في الليل قوله: كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يستاك كلّ ليلة ثلاث مرات، مرة قبل نومه، ومرة إذا قام من نومه إلى ورده، ومرة قبل خروجه إلى صلاة الصبح.
وممّا ورد من سننه (صلّى الله عليه وآله وسلم) في السواك أيضاً، ما جاء في كتاب (جامع الأخبار) في حديث عن عليّ بن أبي طالب (عليه السَّلام) أنه قال: "ومن استاك كلّ يوم مرّتين، فقد أدم سنّة الانبياء".
والروايات في هذا المعنى متظافرة ومتواتره.
فقد جاء في كتاب (لبّ الألباب) للقطب الراوندي، وكذلك في كتاب المستدرك: عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: "نعم السواك الزيتون من الشجرة المباركه، يطّيّب الفم ويذهب الحفر، وهي سواكي وسواك الأنبياء قبلي".
ومن قوله (صلى الله عليه وآله وسلم): "لقد امرت بالسواك حتى خشيت أن يكتب علي".
*******