البث المباشر

أخلاق محتشمي للخواجة نصير الدين الطوسي

الأربعاء 26 يونيو 2019 - 12:54 بتوقيت طهران

ضيف البرنامج: الدكتور الاستاذ سعد الشحمان
المحاورة: بسم الله الرحمن الرحيم سلام من الله عليكم أعزتنا المستمعين ورحمة منه وبركات حيث يشرفنا ويسعدنا ان نلتقيكم من جديد عبر برنامجكم الأسبوعي ذخائر العبر الذي يقدمه لكم قسم الثقافة والأدب من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران راجين أن تتفضلوا بمرافقتنا من خلال حلقة هذا الأسبوع
المحاورة: في البدأ نتوقف أيها الأحبة عند حديث ضيف البرنامج الأستاذ الدكتور سعد الشحمان الذي سيحدثنا عن سفر آخر من أسفار التراث الإيراني وهو الكتاب الذي عرف بإسم أخلاق محتشمي في الأخلاق والحكم والمواعظ الدينية لمؤلفه العالم والأديب الخواجة نصير الدين الطوسي. أهلاً وسهلاً بك دكتور سعد الشحمان في الأستوديو
الشحمان: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وعلى المستمعين الكرام وحياكم الله يسرنا أنا ايضاً أن ألتقيكم من جديد
المحاورة: حياك الله وشكراً جزيلاً، الدكتور سعد الشحمان حبذا لو تسلط الأضواء على شخصية مؤلف الكتاب الخواجة نصير الدين الطوسي في البدأ ثم نرجو من حضرتك أن تعرج بحديثك من خلال تقديم صورة للكتاب وأهميته.
الشحمان: في الحقيقة الخاجة وإن شئت قلت الخواجة وإن شئت قلت ايضاً الشيخ بالعربية، نصير الدين الطوسي هو شخصية غنية عن التعريف، معروفة في مجال الفقه وفي مجال الأدب وفي مجال علم الفلك والرياضيات. كان هذا الشيخ يلقب نظراً الى غزارة علمه، كان يلقب بالمعلم الثالث. ولد سنة ٥۹۷ للهجرة يعني تقريباً في نهاية القرن السادي الهجري، ولد في مقاطعة خراسان في مدينة مشهد المقدسة وأخذ نصيباً وافراً من العلوم التي كانت متداولة في عصره ويعد من مفاخر العالم الإسلامي وكان يتمتع بذكاء حاد وكبير لذلك فقد ذاع صيته في الآفاق. في سنة ٦٥٤ للهجرة سقطت قلعة ألموت في مدينة قزوين بيد المغول بقيادة هولاكو وكان الخواجة نصير الدين الطوسي معاصراً لهجوم المغول على ايران ولاحقاً على العراق وعلى مدينة بغداد وسقوط الخلافة العباسية وبأمر هولاكو قام هذا العالم الجليل بتأسيس مرصد فلكي في مدينة مراغة وظل يعمل فيه لمدة ستة عشر عاماً. من أساتيذ هذا الشيخ في العلوم النقلية خاصة، شخصيات لامعة ومعروفة من مثل إبن ميثم البحراني والمحقق الحلي وقطب الدين المصري وفريد الدين داماد، نستطيع أن نذكر ايضاً من تلاميذه الذين تتلمذوا على يديه قطب الدين الشيرازي والعلامة الشهير العلامة الحلي وإبن الفوطي وإبن الهيثم البحراني. هذا العالم ترك لنا الكثير من الآثار الخالدة منها الكتاب المعروف أخلاق ناصري بالإضافة الى الكتاب الذي نحن بصدده
المحاورة: أخلاق محتشمي، نعم
الشحمان: نعم ألف كتاباً آخر بإسم أخلاق ناصري في الحكمة العلمية وفي الأخلاق وله شرح لكتاب إبن سينا الإشارات في الفلسفة وله الكثير من الرسائل الفلسفية اهمها رسالة الجبر والإختيار وله كتاب يدعى أساس الإقتباس في المنطق بالإضافة الى الكتاب الذي نحن بصدده وهو كتاب أخلاق محتشمي. توفي هذا العالم وهو في سن الخامسة والسبعين ودفن في مدينة الكاظمية في بغداد بناءاً على وصيته.
بالنسبة الى كتابه المعروف بأخلاق محتشمي يعتبر من الكتب الأخلاقية التي ألفت في مجال الحكم وفي مجال الأمثال والموضوعات الأخلاقية المهمة من قبيل آفات الحرص والطمع والإعراض عن الدنيا والإقبال على الآخرى وطريقته في عرض مواضيع هذا الكتاب أنه كان يورد آيات من القرآن الكريم في نفس الموضوع الذي هو بصدده ثم يأتي على ذكر بعض الأحاديث النبوية ويذكر بعض الأقوال والحكم المعروفة لكبار الشخصيات من الحكماء. عندما نقرأ هذا الكتاب نشعر بأنه كتب بنثر متكلف أكثر من بقية كتبه الأخرى وإستخدم فيه الكثير من الكلمات العربية والكثير من الكلمات الفارسية القديمة الغريبة والتي تبدو غريبة، وهو كما قلنا من كتب الحكم والأمثال الشرقية ويذكر في هذا الكتاب بعض الأحيان نبذاً او طائفة من الأقوال الحكمية للفلاسفة اليونانيين ويقوم يتحليل هذه المواضيع الأخلاقية التي يقوم بطرحها من الناحيتين الفلسفية ومن الناحية الأخلاقية.
المحاورة: نعم الدكتور سعد الشحمان نتقدم بالشكر الجزيل لحضرتك على وجودك في الأستوديو وعلى هذه المعلومات القيمة التي تفضلتم بها
الشحمان: الحقيقة الموضوع طويل وبقي الكثير وإضطررت الى أن أقصر نظراً لضيق الوقت
المحاورة: نشكرك جزيل الشكر وحياك الله
الشحمان: حياكم الله وحيا المستمعين الكرام
المحاورة: مستمعينا الأفاضل إسمحوا لنا ان نتواصل مع حضراتكم من خلال التجوال في أرجاء كتاب أخلاق محتشمي فيما تبقى من فقرات البرنامج.
المحاورة: أيها الأخوة والأخوات، أعزائي الكرام في الباب الأول من كتاب أخلاق محتشمي والذي يحمل عنوان في الدين ومعرفة الخالق جل ذكره يقول الشيخ نصير الدين الطوسي حول هذا الموضوع مستعيناً بالمعاني التي وردت في الحاديث بهذا الشأن: "من عرف نفسه فقد عرف ربه"، "تفكروا في نعم الله ولاتتفكروا في الله" ، الإيمان عار ولباسه التقوى وزينته الحياة وجماله العفة وثمرته العلم" وعن التوحيد والعدل وعن الدور الذي يؤديه اليقين في إكتمال الإيمان وإبعاد العبد عن حالة الخلل في إيمانه يقول الطوسي: التوحيد هو أن لاتتصور الله في الوهم والعدل أن لاتتهمه وأصل الدين صحة اليقين والمغبون من كان في دينه خلل والمغبوط والمحسود من تم يقينه. إن غاية سعي العبد أن يتحد مع ربه ونهاية هذا السعي أن يستغني عن غيره، لقد كنت أشرب الماء دوماً فيزداد عطشي وحينما عرفت الله رويت دون أن أشرب الماء.
المحاورة: مستمعينا الأفاضل وفي الباب الثاني الذي خصصه للحديث عن النبوة والإمامة وخلو الزمانة منهما يقول الخواجة نصير الدين الطوسي في كتابه اخلاق محتشمي مشيراً الى منزلة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في هذا الوجود وكونه يمثل خاتم الأنبياء الذي فاق البشر فضلاً وخلقاً لا في الدنيا فحسب بل في الآخرة ايضاً فهو الأفضل في كل مجال وله قصب السبق في كل ميدان وهو الذي إمتدحه رب العزة بالخلق العظيم. لو كان الخلق شجرة لكان ثمرتها ولوكان الناس معادن لكان ذهب هذه المعادن ولو كانت الدنيا بستاناً لكان نخلها ورمانها ولو كانت الآخرة حيواناً لكان إنسانها.
ويقسّم الطوسي مستمعينا الأفاضل الكمال الذييمكن أن يوصل اليه الإنسان الى نوعين احدهما فطري طبيعي يوهب للإنسان وبه يفضل على سائر المخلوقات وآخر إكتسابي يبرز فيه دوره من خلال الجهود التي يبذلها في تربية نفسه وتزكيتها وإختيار نوع الأعمال والسلوكيات التي من شأنها أن تسمو به الى ماخلقه الله من أجله وهو الخلافة في الأرض وعلى هذا فإن هدف الإنسان ينبغي ان يكون دوماً بذل الجهود المتواصلة والحثيثة بهدف بلوغ الكمال في الإنسانية والتحرر من حالة الحيوانية التي تهبط به الى الأرض وتقعده عن عالم العلو والكمال كما يؤكد الشيخ الطوسي ذلك في قوله: للنفس نوعان من الكمال، أحدهما طبيعي والآخر نطقي فأما الكمال الطبيعي فإنه لاينفك يتحد معه من باب الطبع وأما الكمال النطقي فلايظفر به إلا من كان إهتمامه وعنايته بنفسه في مباشرة الأعمال التي يكون فيها مختاراً بذاته سواء العلمية منها أم العملية وقد شبهوا الكمال الطبيعي بصورة حيوانية تتمثل بالدجاجة والكمال النطقي بصورة حيوانية في البيضة ولذلك فإن الناس محتاجون في الكمال النطقي الى معونة تكميلية في الخارج كما هو الحال في البيضة المحتاجة الى دجاجة تتولى حضانتها حتى تصل الى الكمال الخاص فإذا ما إهتم الخلق دوماً بالكمال فسوف يكون المكمَل شاخصاً بينهم على الدوام.
المحاورة: مستمعينا الكارم على امل اللقاء بكم في حلقة الأسبوع المقبل من ذخائر العبر نودعكم آملين أن نلتقيكم محملين بزاد آخر من عبر الحياة ودروسها، حتى ذلك الحين أستودعكم الباري عزوجل والى الملتقى راجين منكم أن تتواصلوا معنا عبر البريد اللكتروني للبرنامج adabfan۹۱@yahoo.com.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة