توقيت نشر مشاهد وصور القصف الايراني، حملت عددا من الرسائل الى الاعداء والاصدقاء، وفي مقدمة هذه الرسائل، ان ايران لن تقيم وزنا لأي خطوط حمراء، مهما كانت طبيعتها ومصدرها، في حال تم تهديد امنها القومي، ناهيك عما يحاك الان في دهاليز البيت الابيض، ودهاليز قصور اتباع وحلفاء أميركا في المنطقة، من اجل تجويع شعبها، لدفعها الى التنازل عن سيادتها واستقلالها.
من الواضح ان مشاهد وصور الصواريخ وهي تنسف اوكار الظلام، جاءت ايضا ردا على احد سفهاء ادارة ترامب، وما اكثرهم، المدعو براين هوك، رئيس ما يسمى بمجموعة العمل الخاصة بإيران في وزارة الخارجية الأميركية، الذي صرح قبل ايام ان الحكومة الايرانية تخدع شعبها من خلال اختبارات صاروخية مزيفة، وتقوم بنشر صور فوتوشوب لإطلاق الصواريخ، لاظهار تطور قدراتها الصاروخية!.
الصواريخ ذات المديات البعيدة، والقوة التدميرية الهائلة، والدقة المتناهية، جعلت من ايران صاحبة اليد الطولى في المنطقة، وهذه اليد قريبة جدا الى اعدائها مما يتصورون، وهي التي غيرت موازين القوى في الشرق الاوسط، وجعلت اعداء ايران، من الاميركيين والصهاينة، يفكرون الف مرة، قبل ان يتعرضوا لها بسوء.
تجارب العالم مع اميركا، تؤكد حقيقة واحدة، مفادها ان اميركا لم تترد لحظة واحدة في تاريخها، في استهداف اي دولة او جهة يمكن ان تهدد مصالحها غير المشروعة في العالم، او تقف في وجه هيمنتها وغطرستها، ولم تحل القوانين والاعراف والمعاهدات والمواثيق الدولية، يوما دون تنفيذ ما تريد تنفيذه، لذا فاليوم حين نراها تفرض الحظر الاقتصادي على ايران، وتحارب العالم اجمع من اجل خنق ايران اقتصاديا، هدفها الاول والاخير دفع ايران للتفاوض معها، فهذا يعني انها شطبت من استراتيجيتها الخيار العسكري في التعامل مع ايران، وهو تعامل، لم ولن يخطر ببال ترامب، على حد تعبير ترامب نفسه.
القائد العام لحرس الثورة الاسلامية، اللواء حسين سلامي، وضع بعض النقاط على بعض حروف رسائل الصواريخ الايرانية، لتكون اكثر وضوحا لمن يعاني من بلادة من اعداء ايران، عندما اعلن ان الصواريخ الباليستية الإيرانية الفائقة الدقة، يمكنها استهداف سفن في البحر، وان هذا الانجاز، اي اصابة اهداف متحركة بصواريخ بالستية، حسب تعبير اللواء سلامي، كان حلما تحقق بعقول وسواعد ايرانية، وهو الحلم الذي سيؤرق كل من يدخل البيت الابيض.
ونبقى مع اللواء سلامي، الذي كشف عن جانب من الاشراف الكامل لايران على مجمل جغرافيا المنطقة، وخاصة القوات الاميركية المنتشرة فيها، عندما قال، نحن قريبون جدا من الاعداء الى الحد الذي نرى فيه الارقام الموجودة على اسلحتهم، فهل بعد كل هذه الرسائل الايرانية الواضحة الكلمات، يمكن تصور ان يصغي ترامب وقادته العسكريين، الى مجنون مثل بولتون؟!.
ماجد حاتمي ـ العالم