البث المباشر

بكاء الحسين(ع) على أصحابه حوار مع السيد محمد الشوكي حول سرّ بكاء الانبياء السابقين(ع) على الحسين

السبت 1 يونيو 2019 - 15:06 بتوقيت طهران

ان عواطف اهل البيت النبوي الشريف عواطف الهية، فما انسكبت دمعة للامام الحسين سلام الله عليه الا في محال رحمة الله تعالى وحنانه القدسين، فيوم تقدم الغلام التركي الى ابي عبد الله الحسين يستأذنه للقتال، اجابه الامام بقوله: قد وهبتك لولدي أي علي زين العابدين عليه السلام، فاستأذن الغلام علي بن الحسين بعد ان اخبره ان الحسين اباه وهبه له، اجابه بقوله: وانا اعتقتك لله، فانت حر تفعل ما تشاء وتختار ما تحب. عندها استأذن ذلك الغلام التركي واسمه واضح او اسلم سيده الحسين وقف عند خيام النساء منادياً يا حرم الله وحرم رسوله، يا مخدرات الوحي وعقائل العزة، اجعلوني في حل فأنا اخشى اني قصرت في خدمتكم، استأذنكم في الخروج الى القتال، وارجوا الا تنسوني يوم القيامة، فكان من الحرم بكاء ونحيب ثم خرج الغلام يرتجز ويقاتل قتال الابطال حتى اثخن بالجراح، فجاءه الامام الحسين عليه السلام فرأه مضرجاً بدمه، فبكى سلام الله عليه، وحمله بنفسه الى الخيمة وبه رمق فوضع الامام رأسه في حجره المبارك، ووضع خده الشريف على خد الغلام، حينها فتح الغلام عينيه لينظر الى جمال الحسين مرة اخرى، فرأى وجهه المبارك على وجهه، ففاضت نفسه وكأنها حلقت من فرحها وسرورها بالشرف الذي حباها اياها الحسين عليه السلام ففارق الغلام الدنيا مبتسماً بما آل اليه من مقام عند سيده، فصار الى ربه مستبشراً والحسين يبكي عليه!
واستأذن جون مولى ابي ذر الغفاري سيد الشهداء الحسين عليه السلام للقتال ملحاً متوسلاً تنفس عليَّ بالجنة فتطيب ريحي، ويشرف حسبي، ويبيض وجهي، لا والله لا افارقكم حتى يختلط هذا الدم الاسود مع دمائكم! فأذن له الامام، فبرز مقاتلاً قتال الغيارى ومرتجزاً ارتجاز اهل الشيم الرفيعة حتى نال مناه وسعادته فوقف عليه السلام حزيناً وشهق له باكياً بالدعاء المستجاب: اللهم بيض وجهه، وطيب ريحه، واحشره مع الابرار، وعرف بينه وبين محمد وأل محمد صلى الله عليه وآله.
وانجلت غبرة فاذا بمسلم بن عوسجة صريع وبه رمق فحزن عليه السلام حزناً شديداً ودعا له من جوف قلبه المقدس رحمك الله يا مسلم منهم من قضى نحبه، ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً.

*******

والحسين الذي بكى على اصحابه مستمعينا الاكارم بكته الانبياء عليهم السلام قبل مصرعه بعد ان عرفهم الله بذلك فما سر ذلك، نتلقى الاجابة في الحوار التالي الذي اجراه زميلنا مع ضيف البرنامج سماحة السيد محمد الشوكي نستمع معاً:
المحاور: امامنا الكثير من الروايات والاحاديث الشريفة المروية من مختلف الفرق الاسلامية والمذاهب الاسلامية تصرح بان الله تبارك وتعالى عرف الانبياء مسبقاً منذ عهد آدم على نبينا وعليه السلام هي قضية ما سيجري على سيد الشهداء الامام الحسين سلام الله عليه فما سر هذا الامر وما هي اسرار بكاء الانبياء عليهم السلام مسبقاً على مصاب الحسين عليه السلام؟
السيد محمد الشوكي: اعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين المعصومين، الحقيقة هذا يرتبط بخلفية اخرى وهي ترتبط بخلقة الائمة سلام الله عليهم او بخلق الائمة سلام الله عليهم فان لدينا نصوصاً كثيرة من السنة والشيعة ان اول ما خلق الله نور نبيكم ولدينا في نصوصنا نحن الشيعة فيما يرتبط باهل البيت سلام الله عليهم انهم خلقهم الله انواراً كما في الزيارة الجامعة المباركة خلقكم الله انواراً فجعلكم بعرشه محدقين حتى من بكم علينا، فاذن الوجود النوري المقدس لاهل البيت سلام الله عليهم كان موجوداً منذ خلق آدم وقبل خلق آدم ولهذا وردت روايات ان الكلمات التي القيت على آدم فتاب عليه ربه بها هذه الكلمات التوسل بأهل البيت سلام الله عليهم هو ان الاسماء التي عرضها آدم على الملائكة اسماء أهل البيت سلام الله عليهم، فاذن هذه الانوار هذه الاشباح النورية كانت موجودة وكان كل نبي يعرفها وخصوصاً انبياء اولو العزم، هذه القضايا دائماً ما يسأل يعني السؤال يأتي من الانبياء سلام الله عليهم فيعرفهم الله تبارك وتعالى بقضيتهم مثلاً يسألون عن تفاصيل هذه الانوار عن دور هذه الانوار في الخلافة الربانية لان مشروع الخلافة مشروع رباني بدايته بآدم وختامه بالامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف، فهم يسألون عن تفاصيلها عن تفاصيل حياة هؤلاء عن دور موقع هؤلاء في الخلافة الربانية فينبئهم الله عز وجل، من جملة الذين يسألون عنهم الحسين عليه السلام لماذا لان الانبياء "انا سبق وان اشرت في حلقة سابقة من هذا البرنامج" ان البكاء على الحسين سلام الله عليه هو قضية ذاتية في قضية الحسين اسم الحسين مقترن بالعبرة وبالتالي لا يملك الانسان الا ان يبكي على الحسين ذاتياً يعني القضية ذاتية بالنسبة الى الامام الحسين سلام الله عليه، الانبياء كانوا عندما يستعرضون اسماء الائمة عندما كانوا يذكرون الائمة وخصوصاً الخمسة اصحاب الكساء سلام الله عليهم، عندما يصلون الى الحسين يتأثرون، وتوجد لدينا رواية عن زكريا سلام الله عليه عندما علمه الله تبارك وتعالى اسماء الخمسة اصحاب الكساء قال ربي مالي كلما ذكرت واحد منهم انشرح قلبي واستبشرت بذلك فاذا وصلت الى الخامس منهم الحسين سلام الله عليه انقبضت نفسي واكتأبت وحزنت فاخبره الله تبارك وتعالى بما يجري على الحسين سلام الله عليه، هذه قضية يمكن ان نلمسها ان الانبياء عندما يطلعهم الله على اسماء الائمة كانوا يتأثرون تلقائياً بالحسين سلام الله عليه، فيسألون فيجيبهم الامام.
المحاور: هل يمكن اضافة الى ما تفضلتم به هنالك اثر معين للتفاعل القلبي والوجداني مع قضية سيد الشهداء ومظلومية سيد الشهداء له تأثير على عمل الانبياء السابقين وعلى حركة الرسالات السماوية؟
السيد محمد الشوكي: هو القضية ماذا مرتبطة هذا هو البعد الاول الذي اشرت اليه هناك ابعاد اخرى من جملة هذه الابعاد الاخرى التقرب الى الله تبارك وتعالى بالبكاء على الحسين سلام الله عليه لان الانبياء كما ورد في رواياتنا بعض الانبياء كانوا يتوسلون بالائمة سلام الله عليهم يعني يجعلونهم النبي واهل البيت وسيلتهم الى الله تبارك وتعالى فبالتالي يجعلونهم وسيلة قربة الى الله عز وجل والبكاء على الحسين ومواساة الحسين وجد الحسين وام الحسين سلام الله عليهم اجمعين لا شك انها تقرب الى الله تعالى، هذا بعد آخر، البعد الثالث التمهيد لقضية الامام الحسين سلام الله عليه يعني اضرب مثالاً عيسى سلام الله عليه ذكر لاصحابه ما يجري على الحسين سلام الله عليه في كربلاء وقال انها بقعة اعرفها وما من نبي الى وزارها فاذا ادركتم ايامه فعليكم ان تنصروه.
المحاور: اذن هي دعوة من الانبياء لنصرة سيد الشهداء؟
السيد محمد الشوكي: تمهيد لقضية الامام الحسين سلام الله عليه.
شكراً لضيفنا وزميلنا ونتابع تقديم هذه الحلقة من برنامج الدمعة الساكبة بذكر نماذج اخرى من بكاء سيد الشهداء عليه السلام على اصحابه.

*******


فلما شدت الرجالة الغادرة على الحر الرياحي رضوان الله عليه صرعته، فحمل من قبل اصحاب الحسين ووضعوه امام الفسطاط، وهكذا كان يؤتى بكل شهيد والحسين يقف عليه يرثيه، قتلة مثل قتلة النبيين وآل النبيين، التفت سلام ربنا عليه الى الحر وكان به رمق فقال له وهو يمسح الدم عنه انت الحر كما سمتك امك، وانت الحر في الدنيا والاخرة.
فكانت كلمات الحسين بلسماً للجراح، عوفي بها الشهداء خير عافية، لكنه بقي حزيناً كئيباً يقلب طرفه الشريف في انحاء الطفوف فيرى مصارع احبته وقد اخذ المشهد من قلبه المبارك مأخذه! واما عليٌّ الاكبر، الولد البار لأبيه، الشبيه خلقاً وخلقاً بجده المصطفى، ذلك النبع الفاطمي الزاكي، والعنفان العلوي الشامخ، فانه طالما ابكى اباه الحسين واعتصر فؤاده في مواقف حينما استأذن علي الاكبر اباه للقتال رفع الحسين سبابته نحو السماء، وارخى عينيه للبكاء وخاطب رب العزة والنعماء، اللهم اشهد فقد برز اليهم غلام اشبه الناس خلقاً وخلقاً ومنطقاً برسولك صلى الله عليه وآله، وكنا اذا اشتقنا الى نبيك نظرنا اليه، وقد بكى الحسين حينما سمع ولده الحبيب يطلب منه شربة ماء يتقوى بها على الاعداء فقدم له لسانه فمصه فرآه يابساً كالخشبة من شدة العطش، فناوله خاتمه ليمصه، فيواصل رحلة الشهادة المقدسة.
وهو يخاطب ولده يا بني لعن الله قاتليك ما اجرأهم على الله ورسوله، على الدنيا بعدك العفا، ثم اخذ بكفيه من دم ولده الطاهر، فرمى به نحو السماء فلم يسقط منه قطرة، وفي هذا جاء في زيارته عن الامام الصادق عليه السلام: بابي انت وامي من مذبوح ومقتول من غير جرم بأبي انت وامي دمك المرتقى به الى حبيب الله، بأبي انت وامي من مقدم بين يدي ابيك يحتسبك ويبكي عليك محترقاً عليك قلبه، يرفع دمك الى عنان السماء لا يرجع منه قطرة ولا تسكن عليك من ابيك زفرة.

*******

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

ذات صلة

المزيد
جميع الحقوق محفوظة