سلام من الله عليكم أيها الإخوة والأخوات ورحمة منه وبركات، أهلاً بكم في لقاء اليوم من هذا البرنامج نستنير بطائفة من النصوص الشريفة التي تعيننا على حسن التأسي – في مجال التواضع لله – بسيد العارفين بالله الحبيب الهادي المختار – صلوات ربي عليه عليه وآله الأطهار -.
مستمعينا الأطياب، التعبد لله بنية الخضوع له تبارك وتعالى هي من أبرز مصاديق التواضع لله جل جلاله التي هدانا إليها العبد المطلق – صلى الله عليه وآله -.
روي في كتاب (حلية الأبرار) للعلامة التقي السيد هاشم البحراني – رضوان الله عليه – قال: عن أميرالمؤمنين – عليه السلام -:
"أن رسول الله – صلى الله عليه وآله – كان إذا قام للصلاة يسمع لصدره وجوفه أزيز كأزيز المرجل على الأثافي – أي النار الموقدة – من شدة البكاء وقد آمنه الله عزوجل، فأراد – صلى الله عليه وآله – أن يتخشع لربه ببكائه ويكون إماماً لمن اقتدى به – صلى الله عليه وآله - ".
أيها الأحبة، ونقرأ في كتابي (الزهد) للمحدث الجليل الحسين بن سعيد الأهوازي و(الكافي) لثقة الإسلام الكليني مسنداً عن مولانا الإمام جعفر الصادق – صلوات الله عليه – قال:
(أفطر رسول الله – صلى الله عليه وآله – عشية خميس في مسجد (قبا)، فقال: هل من شراب؟ فأتاه أوس بن خولي الأنصاري بعس مخيض بعسل – يعني قدحاً فيه لبن ممزوج بعسل – فلما وضعه على فيه نحاة ثم قال: شرابان يكتفى بأحدهما عن صاحبه.. ثم قال: لا أشربه ولا أحرمه ولكن أتواضع الله، فإن من تواضع لله رفعه الله، ومن تكبر خفضه الله، ومن اقتصد في معيشة رزقه الله، ومن بذر حرمه الله، ومن أكثر ذكر الموت أحبه الله).
ويفهم من الحديث المتقدم – مستمعينا الأفاضل – أن من مصاديق التواضع لله عزوجل حسن التنعم بنعم الله عزوجل دون إسراف وتبذير إكراماً لهذه النعم.
وبهذه الإشارة نصل الى ختام حلقة أخرى من برنامجكم (الأسوة الحسنة) لكم منا جزيل الشكر على حسن الإصغاء وفي أمان الله.