البث المباشر

حديث عن نيابة العقيلة زينب عن امام زمانها والنصوص في ذلك سماحة الشيخ باقر الصادقي يبين شدة ثقة السيدة زينب (عليها السلام) بالله

السبت 25 مايو 2019 - 12:17 بتوقيت طهران

شاد الحسين صروح دين هدمت

ولزينب أوصى تتم الباقيه

فشقيقة السبطين حفت بالذي

عن حمله كل الرواسي واهيه

قد قابلت كل الخطوب بصبرها

مهما تحيط بها الصروف العاتيه

وأتمت الصرح الذي لبنائه

قامت عليها... فهي اس الزاويه

بدماء زمرتها تشيد اسه

وتشيد اعلاه دموع جاريه

عرفت زينب العقيلة عليها السلام بأنها امينة الله والموثقة، فنقلت الكثير من اخبار الرسالة، ومما ترتكز عليه اركان الاسلام وقد تحدثنا عن ذلك في حلقة سابقة، ولم تكن زينب الكبري بنت أمير المؤمنين (عليه وعليها السلام) مؤتمنةً موثقةً فقط في نقل أخبار الرسالة والرسول، بل كانت أيضاً مؤتمنةً في حمل الامانات الالهية، فيبلغ شأنها ان سيد شباب أهل الجنة أبا عبدالله الحسين يودعها شيئاً من اسراره، وهو (صلوات الله عليه) العارف من هي اخته زينب، فيوصيها بوصاياه قبل شهادته، فتكون لها النيابة الخاصة عن امام زمانها قبيل شهادته وبعيدها،‌ لعلم سيد الشهداء (عليه السلام) ان ولده الامام زين العابدين سيقعده المرض والمحنة العظمى، ثم سيدخل خلف ستار التقية بعد ان نوى بنو امية الا يبقوا لآل البيت النبوي من باقية كما صرحوا بها في هجومهم على مخيم الحسين عصر يوم عاشوراء.
فكان على العقيلة زينب وهي الامينة المؤتمنة، الغيورة على الدين والموثقة في حمل أعباء ‌الرسالة في مرحلة خطيرة حرجة، كان عليها ان تنهض بالامور الثقال، وكانت اهلاً لذلك... فحفظت ما كاد أن يضيع، وصانت ما كاد أن يحرف ويشوه، واظهرت نهضة الحسين وقصة شهادته واهدافها الالهية المقدسة على‌ صفحات سماء التاريخ.

*******

ايها الاخوة والاخوات، سننقل لكم بعض النصوص الخاصة بنيابة العقيلة زينب عن امام زمانها، ولكن بعد هذا الحوار مع الشيخ باقر الصادقي والحديث عن ما تحلت به من اخلاق الهية‌ اهلتها لهذا المنصب الخطير:
المذيع: ‌الشيخ الصادقي في حلقتين سابقتين بينتم اخلاق او ما تجلى من الاخلاق الالهية في هذه العقيلة زينب (سلام الله عليها) القضية التي اشرتم اليها في نهاية‌الحلقة السابقة قضية خطبتها في مجلس يزيد وما تعبر عنه من ثقة عالية بالله تبارك وتعالى حبذا لو تعطونا المزيد من البيان والتوضيح في هذه القضية؟
الشيخ باقر الصادقي: نعم هناك شواهد كثيرة وقبل ان اذكر هذه الشواهد لابأس ان اذكر شيئاً يرتبط بالعامل الوراثي، يعني اذا بدأنا بأمير المؤمنين (عليه السلام) والى امها الزهراء (سلام الله عليها) نجد انهما وصلا الى درجة عالية من الثقة بالله، يعني اهل البيت علمونا التوحيد والثقة بالله فليكن ما في يدالله اوثق منه ما في يدك، ولاشك ان السيدة الزهراء (سلام الله عليها ) يدخل عليها النبي (صلى الله عليه وآله) يقول بنية فاطمة هل لديك شيء وما تكلمت وكان لايوجد شيء لكن توجهت الى القبلة وصلت وما ان انتهت من الصلاة واذا بمائدة من السماء‌ جاءت بها وقدمتها الى النبي (صلى الله عليه وآله) ودخل أمير المومنين وقال: يا فاطمة انى لك هذا، قالت: يا ابا الحسن هو من عند الله ان الله يرزق من يشاء بغير حساب هكذا كانت الحوراء زينب (سلام الله عليها) كأمها الزهراء (سلام الله عليها) وكأبيها امير المؤمنين (عليه السلام) من ناحية الثقه بالله والا في الحقيقة انه في ليلة الحادي عشر من المحرم وهذه الفاجعة ‌التي لو وقعت على الجبال لازالتها عن مكانها مع ذلك هدأت العيال والاطفال وتأتي الى جسد اخيها ترفعه قليلاً الى السماء وتقول إلهي تقبل منا هذا القربان او تقول في جوابها للطاغية عبيد الله بن زياد في الكوفة قال ارأيت ما صنع الله بأخيك الحسين فقالت بكل اطمئنان ما رأيت الا جميلاً، هؤلاء قوم كتب الله عليهم القتل فبرزوا الى مضاجعهم وسيجمع الله بينك وبينهم وستعاد وتخاصم فأنظر لمن الملك يومئذ ثكلتك امك يا ابن مرجانة.
المذيع: يعني هذه العبارة نظيرها في خطبتها مع يزيد هل يمكن لشخص لم يبلغ مراتب الثقة بالله تبارك وتعالى ان يخاطب طاغية في ذلك الموقف بعبارات من قبيل ولو ان جرت علي الدواهي فأني استصغر قدرك واستعظم تقريعك؟
الشيخ باقر الصادقي: نعم او تخاطبه بهذه اللهجة امن العدل يا ابن الطلقاء يعني اني اعرف ماضيك يعني جدي رسول الله هو الذي اطلق جدك في قضيه الفتح في الحقيقة هذا ان دل على شيء انما يدل على ثقتها بالله وشجاعتها واداءها للمسؤولية.
المذيع: يعني عظم الله تبارك وتعالى بعينها فصغر كل شيء آخر؟
الشيخ باقر الصادقي: احسنتم.
المذيع: نعم وقولها (سلام الله عليها): (واني لا ستصغرك). وعبارة (وهل رأيك الا فندا ويومك الاعدداً).
الشيخ باقر الصادقي: نعم ثم اشارت في هذه الخطبة كذلك الى قضية مهمة انه بعد ما اشارت الى ان العجب كل العجب بقتل حزب الله النجباء بحزب الشيطان الطلقاء ثم قالت فتلك الايدي تنطفوا من دماءنا وتلك الافواه تتحلب من لحومنا وتلك الجثث الطواهر الزواكي تنتابها العوازل وتعفرها الذئاب الى آخر خطتبها انها واضح منها انها على ثقة عالية بالله وأهانت يزيد في عقر داره.
المذيع: سماحة الشيخ اضافة الى النظرة المطمئنة للمستقبل ايضاً هذه لا تتأتى الا من الثقة بالله تبارك وتعالى وهذه القضية تكون ان شاء الله موضوع الحديث في الحلقة المقبلة، شكراً جزيلاً.

*******

روى‌ الشيخ الصدوق في (اكمال الدين) عن حكيمة بنت الامام الجواد (عليه السلام) انها قالت: ان الحسين بن علي (عليهما السلام) اوصى الى اخته زينب بنت علي بن ابي طالب (عليهم السلام) في الظاهر، وكان ما يخرج عن علي بن الحسين (عليه السلام) من علم ينسب الى زينب بنت علي، تستراً‌ على‌ علي بن الحسين عليه السلام.
ثم كتب الشيخ الصدوق: كانت زينب لها نيابة خاصة عن الحسين (عليه السلام)، وكان الناس يرجعون اليها في الحلال والحرام... حتى بريء زين العابدين.
وجاء عن الشيخ المامقاني في كتابه (تنقيح المقال) قوله: أنابها السجاد علي بن الحسين (عليه السلام) نيابةً خاصةً في بيان الاحكام، وفي جملة‌ اخرى من آثار الولاية.
وهكذا انتظمت امور الهاشميين من جهة، وامور الموالين من جهة اخرى بعد شهادة الامام الحسين (عليه السلام)، بما كانت عليه العقيلة زينب من الرأي والتدبير، والأمانة والغيرة... وقد اوكل اليها من التكاليف الالهية ما ينوء عنه الرجال، لكن ايمان زينب، وصبر زينب، وحرص زينب وغيرتها على حفظ الدين والرسالة والإمامة... كل ذلك نهض بها لأن تنجز ما امرها به أئمة أهل البيت (عليهم السلام).
ومثل زينب... وقد تربت في بيت الشرف والعفاف والكرامة، كان لابد ان تعرف بالغيرة، غيرتها على الدين والرسالة، وكذا على الاهل والعيال، وعلى الامامة الحقة... فلم تترك اخاها الحسين يرحل الى كربلاء حتى رافقته، ولم تبتعد عنه بل واسته، فتحملت العناء‌ والآلام في رحلة الهية فيها رضى الله تبارك وتعالى، وفيها حمل الأعباء الجسيمة حباً لله جل وعلا.
وكان على زينب العقيلة ان تعيش مأساة كربلاء بكل فجائعها، ثم كان عليها أن ترعى الأهل والعيال والارامل واليتامى والاطفال، وان تسكن الجراح وتهديء النفوس وتصبر المفجوعين، ثم تواصل النهج الذي مضى عليه الامام ابو عبد الله الحسين (صلوات الله عليه).

فتشاطرت هي والحسين بنهضة

حتم القضاء عليهما ان يندبا

هذا بمشتبك النصول ... وهذه

في حيث معترك المكاره في السبا

بدم الشهادة اذ أريق... ومدمع

أذرى مذار القلب دمعاً صيبا

نهضا بأعباء الهدى ما بين منـ

حطم الوشيج ... وبين محترق الخبا

مضيا... ولابن المصطفى زج القنا

عن باحة التذكير اصبح محتبى

وتلا الكتاب بموقف راموا به

اطفاء نور الله... لكن قد أبى

ولزينب شهد الحزوم بمثله

اذ يممت قفراً... وامت سبسبا

 

*******

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة