البث المباشر

مراتب العرفان في سيرة السيدة زينب(ع) حوار مع الشيخ باقر الصادقي مع سيرة العقيلة(ع) بعد عودتها الى كربلاء

السبت 25 مايو 2019 - 14:36 بتوقيت طهران

هاج حزني لزينب اذ عراها

فادح في الطفوف هد قواها

يوم اضحى رجالها غرضاً للنبل

والسمر فيه هاج وغاها

ونعت بين نسوة ثاكلات

تصدع الهضب في حنين بكاها

آه والهفتاه ماذا تقاسي

من خطوب تربو على ماسواها!

ولمن تسكب المدامع من عين

جفا جفنها لذيذ كراها

ألنهب الخيام ام لعليل

ناحل الجسم... أم على قتلاها

ام لأجسامهم على كثب الغبر...

أم مخضوبةً بفيض دماها

أم لرفع الرؤوس فوق عوالي السمر...

ام رض صدر حامي حماها

ام لأطفالها تقاسي سياط الموت...

أم عظم سيرها وسراها

ام لسير النساء بين الاعادي

ثاكلات يندبن: يا آل طاها!

وهي ما بينهن تندب من قد

ندبته الأملاك فوق سماها

قال علماء الأخلاق: ان الانسان لا يبلغ الدرجة الرفيعة من الانسانية حتى يدرك المرتبة السامية من الموت الاختياري في مراحله الاربع:
المرحلة الأولى: الموت الأحمر: وهو الجهاد مع النفس، الذي سماه رسول الله (صلى الله عليه وآله) ب (الجهاد الأكبر). وللسيدة زينب (عليها السلام) السبق في هذا المضمار، والتفوق في هذا المجال على من سواها من النساء، حتى قيل: انها حصلت من بينهن على درجة الخاتمية بعد امها فاطمة‌ الزهراء (عليها السلام) في العصمة.
والمرحلة الثانية: الموت الأبيض: وهو تحمل الجوع والسغب، وكان من شيمة الانبياء والأولياء الأوصياء الصبر على الجوع.
والسيدة العقيلة كان لها الحظ الاوفر في هذه المزية..
خاصةً في كربلاء وبعد شهادة الامام الحسين (عليه السلام) في طريق الكوفة والشام ايام السبي والأسر، حتى بلغ الجوع منها مرحلةً قصوى واخذ منها كل مأخذ، فكانت تصلي بعض صلواتها من جلوس، فسألها ابن اخيها الامام زين العابدين (عليه السلام) عن سبب جلوسها فأجابته: يا ابن اخي، ان الجوع اخذ مني قواي، وسلبني القدرة على القيام في الصلاة.
والمرحلة الثالثة: الموت الأخضر: وهو عبارة عن ارتداء الملابس المتواضعة التي تورث حالة التواضع والانكسار لله تعالى، وقد كان الاقتصاد في الملبس من دأب الانبياء والأوصياء (عليهم السلام).
وللسيدة المكرمة زينب (عليها السلام) من هذا الأمر الحظ الاوفر، خاصةً بعد شهادة ريحانة المصطفى أبي عبد الله الحسين (صلوات الله عليه)، حيث لم ترتد بعد ذلك الا رداء اصحاب العزاء، اذ كانت في حداد دائم على سيد الشهداء.
واما المرحلة الرابعة: الموت الاسود: وهو على‌ ما قيل: تحمل اذى الناس والصبر على لائمتهم، صبراً في سبيل الله تعالى. والانبياء، وكذلك الأوصياء والأولياء، كانوا في طليعة المتصفين بهذه المزية، فانه لم يبعث نبي من الانبياء الا وصار محل سخرية الناس ومورد ايذائهم، وموئل عتبهم وملامتهم، وكان رسول الله محمد (صلى الله عليه وآله) في طليعة الأنبياء والمرسلين في تحمل هذا الأمر والصبر عليه، حتى قال: ما أوذي نبي بمثل ما أوذيت. وصار اهل بيته (صلوات الله عليهم) - ومنهم العقيلة زينب- وراثة في هذا الامر وكان لزينب الكبرى (سلام الله عليها) نصيب عظيم من هذه المزية، فقد تحملت اذىً كثيراً من بني امية، وصبرت وعانت ما لا يقدر على تحمله والصبر عليه احد من الناس... فحازت مضمار الرفعة في هذه المزايا والخصال الشريفة، فكانت بحق تلك المجاهدة الفريدة التي ينظر اليها بعين الاجلال، وتوصف بلسان الاعجاب والاكرام...
فقال الشيخ البرغاني: ان المقامات العرفانية الخاصة بالعقيلة زينب، تقرب من مقامات الامامة.

*******

ايها الاخوة وللاخوات ننتقل الى ‌ضيف البرنامج الشيخ باقر الصادقي ليحدثنا عن سيرة العقيلة (عليها السلام) بعد العودة من الشام الى كربلاء:
المذيع: بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم احباءنا وسلام على ضيفنا الكريم سماحة الشيخ باقر الصادقي.
الشيخ باقر الصادقي: وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته.
المذيع: سماحة الشيخ في الحلقة السابقة بينتم نقطتين اساسيتين فيما يرتبط بربط الامام الحسين اصطحابه للعقيلة زينب وباقي نساء وعقائل آل الرسول بالمشيئة الالهية، حبذا لو تكملون البحث فيما يرتبط بهذه القضية؟
الشيخ باقر الصادقي: النقطة الثالثة والتي لم نشر اليها وهي ابراز الظلامة التي كانت سلاحاً فعالاً بيد الامام الحسين وهي ان لم تكن هناك نساء واطفال وسبايا ما تظهر المظلومية بالشكل الواضح، يقول احد الكتاب وهو السيد هاشم معروف الحسني لقد رأى الناس في السبايا من الفجيعة اكثر مما رأوه في قتل الحسين وهذا ما اراده الحسين من الخروج من النساء والصبيان ولو لم يخرج بهن لما وصل السبيل الذي ساهم مساهمة فعالة في الهدف الذي اراده الحسين من نهضته وهو انهيار تلك الدولة الجائرة، ولو فرضنا ان السيدة زينب (سلام الله عليها) بقت في المدينة فما عساها ان تفعل وتصنع بعد مقتل الحسين، وهل تتسنى لها الفرصة لان تدخل على الظالم ابن زياد لتقول بحضور حشد من الناس الحمد لله الذي اكرمنا بنبيه محمد وطهرنا من الرجس تطهيراً انما يفتضح الفاسق ويكذب الفاجر وهو غيرنا الى ان قالت ثكلتك امك يابن مرجانة، وهل كان بامكانها ان تدخل مجلس يزيد في قصر الخضراء وهو مزهو بملكه وسلطانه وتقول له امن العدل يابن الطلقاء تخديرك حرائرك وايمائك وسوق بنات رسول الله سبايا قد هتكت ستورهن وابديت وجوههن ففقي الحقيقة هذه امور واضحة ولذلك ينقل عن هذا الرجل الذي هو غير مسلم تعلمت من الحسين كيف اكون مظلوماً فانتصر فاذن ابراز الظلامة كان من جملة الاشياء او الاهداف التي يمكن ان تحملها هذه الكلمة التي قالها الامام الحسين شاء الله ان يراهن سبايا، هناك نقطة كذلك مهمة وهو انه لو ترك الامام الحسين عائلته في المدينة فسوف لايأمن عليهم من الطواغيت والظلمة من حكام بني امية للاعتداء عليهم او اخذهم كرهائن او ما شابه ذلك مما يعيق مسيرته الجهادية وواجبه المقدس في الدفاع عن كرامة عائلته والدفاع عن الاسلام.
المذيع: المحتمل من امثال يزيد وليس مستبعد...
الشيخ باقر الصادقي: لانه صارت في التاريخ انه ينقل ان آل زبير ماذا صنعوا بعائلة المختار بن عبيدة الثقفي كذلك ماذا صنعوا بزوجة عمرو بن حمق الخزاعي، وهكذا بالنسبة الى زوجة عبيد الله بني الحر الجعفي وزوجة الكميت بن زيد الاسدي تعرضن الى الضغط والتعذيب والتنكيل وان المضايقة على المجاهدين وعلى كلمة الحق وصوت الحق.
المذيع: سماحة الشيخ ختاماً هل يمكن القول بان هنالك دوافع وامور اخرى الواقع شهد لها فيما بعد وسيشهد لها انه تتضح اسرار اخرى من المشيئة الالهية المرتبطة بهذا الجانب لاحقاً؟
الشيخ باقر الصادقي: بلاشك نحن ذكرنا بعض الاسباب والا لانقول كل الاسباب، هناك ربما مثلما تفضلتم به من الواقع سوف يبرز امور وامور خافية عن اذهاننا ولم يسع المجال للتحدث بها والكلام عنها.
المذيع: سماحة الشيخ الصادقي هنالك سؤال فيما يرتبط بسيرة العقيلة زينب بعد العودة من الشام يعني في كربلاء وايام زيارة الاربعين لو سمحتم نوكله الى الحلقة المقبلة ان شاء الله جزاكم الله خير الجزاء.

*******

كتبت الدكتورة المصرية عائشة عبد الرحمان المعروفة ببنت الشاطيء في كتابها المعروف (بطلة كربلاء) تظهر اعجابها بجهاد زينب وآثارها العظمى ... تقول بنت الشاطيء: كانت زينب عقيلة‌ بني هاشم في تاريخ الاسلام وتاريخ الانسانية، بطلةً استطاعت ان تسلط معاول الهدم على دولة بني أمية، وان تغير مجرى التاريخ.
ثم كتبت بنت الشاطيء معلقةً على آثار شهادة ‌الامام الحسين (عليه السلام) قائلة: ثم سقوط الدولة الاموية فيما بعد، وقيام الدولة العباسية... ثم ظهور الدولة الفاطمية بالمغرب، وما صاحب هذا كله واعقبه من حوادث كتبت تاريخنا كله منذ مقتل الحسين، بل حدث هناك ما هو اهم من هذا: وهو تأصل مذهب الشيعة، وكان له اثر بعيد في الحياة السياسية والمذهبية في الشرق والاسلام، وزينب هي باعثة ذلك ومثيرته... لا اقول هذا من عندي تزيداً، وانما هو قول التاريخ.

وتخط زينب للخلود سطورها

ومدادها تلك الدموع الغاليه

وطوت يد بيضاء كل صحيفة

لأمية قد سودتها عاصيه

هذا هو الفتح المبين ... بنصره

الدين الحنيف ... وتلك عقبى الباقيه

 

*******

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة