السّلام عليكم ورحمة الله، أهلاً بكم في جولة قصيرة أخرى مع قصص الدعاء المستجاب نعزّز بها روح الرجاء في قلوبنا برحمة الله تبارك وتعالى.
وممّا دونته مصادر الحديث المعتبرة ما جاء في كتاب قصص الأنبياء للسيد الجزائري رحمه الله قال: مرّ عيسى (عليه السّلام) برهط من اليهود، فقال بعضهم قد جاءكم الساحر ابن الساحرة فقذفوه بأمّه، فسمع ذلك عيسى (عليه السّلام) فقال: (اللهمّ أنت ربي خلقتني ولم أتهّم من تلقاء نفسي، اللهمّ العن من سبّني وسبّ والدتي فأستجاب الله دعوته فمسخهم قردة وخنازير. وبلغ خبرهم يهوذا وهو رأس اليهود، فخاف ان يدعو عليه، فجمع اليهود واتّفقوا على قتله فبعث الله جبرئيل (عليه السّلام) يمنعه منهم).
ومن الكتاب نفسه مسنداً عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: لمّا اجتمعت اليهود إلى عيسى (عليه السّلام) ليقتلوه بزعمهم أتاه جبرئيل (عليه السّلام) فغشّاه بجناحه، وطمح عيسى ببصره فإذا هو بكتاب في جناح جبرئيل فيه الدعاء التالي: «اللهم إنّي أدعوك باسمك الواحد، اللهمّ باسمك الكبير المتعال الذي ثبّت أركانك كلّها، أن تكشف عنّي ما أصبحت وأمسيت فيه»، فلما دعا به عيسى (عليه السّلام) أوحى الله تعالى إلى جبرئيل: إرفعه إليّ عندي.
ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا بني عبد المطلب سلوا ربّكم بهؤلاء الكلمات فو الذي نفسي بيده، ما دعا بهنّ عبد بإخلاص ونية إلاّ اهتزّ له العرش، وإلاّ قال الله لملائكته اشهدوا أنّي قد استجبت له بهنّ، وأعطيته سؤله في عاجل دنياه وآجل آخرته.
ثم قال (صلى الله عليه وآله) لأصحابه: سلوا (الله) بها ولا تستبطئوا الاجابة.
وفي كتاب الكافي روى ثقة الاسلام الكليني بسنده عن داوود بن رزين قال: مرضت بالمدينة مرضاً شديداً فبلغ ذلك أبا عبد الله الصادق (عليه السّلام) فكتب إلي: قد بلغني علّتك فاشتر صاعاً من برّ (أي القمح) ثم استلق على قفاك وانثره على صدرك كيفما انتثر وقل: اللهمّ إنّي أسألك باسمك الذي إذا سألك به المضطرّ كشفت ما به من ضرّ ومكّنت له في الأرض وجعلته خليفتك على خلقك أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تعافيني من علّتي (ثم استو جالساً واجمع البرّ من حولك وقل مثل ذلك وأقسمه مدّاً مدّاً لكل مسكين وقل مثل ذلك).
قال داوود: ففعلت ذلك فكأنما نشطت من عقال وقد فعله غير واحد فانتفع به.
*******