السلام عليكم مستمعينا الأطائب ورحمة الله وبركاته، طبتم وطابت أوقاتكم بكل خير وأهلاً بكم ومرحباً في حلقة اليوم من برنامجكم هذا.
إخترنا لكم في هذا اللقاء قصة أخت من روسيا كانت إغاثة الله عزوجل لها في شدة مرت بها وإستجابته لدعائها سبباً لعودتها إلى رحاب التدين لله وطيها لرحلة في طلب ما تتدين به لله عزوجل إنتهت باعتناقها الإسلام.. تابعونا على بركة الله.
أيها الإخوة والأخوات، يعد إسم (ماشا إليلي كينا) من الأسماء المشهورة في روسيا والجمهوريات التي تتحدث الروسية، فقد كانت عضوة في فرقة غنائية شهيرة تدعى فرقة (فابرك) وهي من أشهر فرق الغناء الروسي الحديث، إضافة لذلك فقد كانت لها نشاطات سينمائية مبكرة، وقد حصلت من هذه النشاطات على ثروة كبيرة واستقطبت أضواء الشهرة الإجتماعية وفي الأوساط الفنية.
ولكن حادثة إرتبطت بأعز صديقاتها كانت سبباً لتغيير مسيرتها بالكامل، وهذا ما نتعرف إليه في هذا اللقاء من خلال المقابلة التي أجراها معها موقع (إسلام ريو) وهو من المواقع الإسلامية الناشطة باللغة الروسية على شبكة (الإنترنت).
مستمعينا الأفاضل، جاءت إنطلاقة الأخت (ماشا إليلي كينا) نحو البحث عن الدين الحق، كثمرة للحظة إنقطعت فيها إلى الرب القدير في حالة عجز ويأس من قدرة الأسباب الطبيعية على أن تنقذها من حادثة ألمت بها، تقول ماشا عن تلك الحادثة ما ترجمته:
(لقد مضى على اعتناقي الإسلام عامان، وكانت البداية أنني أخبرت ذات يوم بأن إحدى أعز صديقاتي قد تعرضت لحادثة خطيرة أصيبت بسببها بحالة الإغماء والغيبوبة، كانت هذه الصديقة ترقد في قسم العناية الخاصة في المستشفى عندما بلغني الخبر، لقد كانت في مدينة بعيدة عني ولم أكن أعرف ما الذي يمكنني أن أفعله لنجاتها ومساعدتها للخروج من حالة الغيبوبة. وفي ذلك اليوم كانت المرة الأولى التي أتوجه للدعاء، فقد توجهت بقلبي إلى الله وطلبت منه العون وأن يخلص صديقتي، وفي اليوم التالي إتصلت صديقتي نفسها بي عبر الهاتف لتبشرني بتحسن صحتها وتقول لي: عند ما كنت في الإغماء والغيبوبة، كنت أراك وأنت تقدمين لي عوناً كبيراً من أجل إسعافي وإنقاذي.. عندما سمعت قول صديقتي بكيت كثيراً فقد كانت المرة الأولى في حياتي التي أطلب فيها من الله شيئاً).
هذه الحادثة هزت وجدان هذه الفنانة الروسية ودفعتها إلى البحث والتحقيق لمعرفة المنهج الكامل للتدين والإرتباط بالله عزوجل، لكي تنتهي رحلتها بترك فرقة (فابرك) الغنائية واعتناق الإسلام واختيار التعليم في المدارس مهنة لها، تقول الأخت (ماشا إليلي كينا):
(لقد وجدت قواعد الإسلام وأصوله أقوى وأكثر إحكاماً من الأديان الأخرى، إن قيمه وأحكامه تستجيب بواقعية لجميع شؤون الحياة، لقد وجدت في الإسلام طريق السعادة فاعتنقته.. إنني أتقن خمساً من اللغات الأوروبية وعندما أسلمت أردت تعلم العربية تصورت أن الأمر صعباٌ، لكنني عندما بدأت وجدت نفسي شديدة الرغبة في تعلم لغة القرآن، أحببت هذه اللغة لأنها وسيلة للحصول على معارف أفضل، إن من لطف الله عزوجل أنني توجهت إليه وسلكت طريق الإسلام، كانت هذه إرادته ومشيئته).
أيها الإخوة والأخوات، وتتحدث الفنانة الروسية عن الأمور التي حصلت عليها بعد إعتناقها الإسلام وتقارنها ببلاغة بما كانت تملكه قبل ذلك من شهرة وثروة، فتقول ما ترجمته:
(شعرت بالسعادة عندما اعتنقت الإسلام.. وأني اليوم أمتلك الفرصة للمقارنة بين حياتي قبل ذلك وبعده، بعد أن أسلمت أدركت حقيقة كل تلك المظاهر الخلابة التي كنت أعيشها فكرهتها إذ عرفت أن لا قيمة لها، رغم الثروة التي كنت أحصل عليها منها.. لم أشعر بالخشية من إعلان إسلامي، بل على العكس، أشعر بالإفتخار وأرى أن واجبي يلزمني أن أعين الآخرين من الضلال بأن أكون قدوة لهم، لم أعد أرغب برؤية صوري الكثيرة على شبكة الإنترنت أيام عملي في فرقة (فابرك) الغنائية.. ولكن لا بأس من وجود هذه الصور لكي تكون فيها عبرة للآخرين تقول لهم، إن من الممكن للإنسان أن يتوب وأن يقوم بالأعمال الصالحة التي تجعله وكأنه يولد من جديد ويتطهر من كل النقاط السوداء في حياته..)
لقد منح الإسلام هذه الفتاة الروسية روحاً جديدة تستمد مقوماتها من الفطرة السليمة وهداها إلى معرفة النفس وسبل تهذيبها ووسائل الإنتصار على أهوائها.
تقول الأخت (ماشا) في نهاية حديثها ما ترجمته:
(إن ما أستطيع أن أقوله للآخرين عن الإسلام هو: إذا لم تستطيعوا التفكير في الله وفي الرجوع إليه، فاسعوا على الأقل إلى التحرر من أسر أهواء النفس، وإلى السيطرة عن نزعاتها الرذيلة كالتفاخر والتكبر والحسد والظلم والإعجاب بالنفس والتعالي على الآخرين.. إن من يريد أن يتحرك نحو الإسلام عليه فقط أن يرجع إلى نفسه ويتفكر في شؤونها ومعرفتها ويستعين بفطرته لمعرفة الحق.
أتمنى أن يفكر الذين لم يعتنقوا الإسلام بعد والذين انخدعوا بمظاهر الحضارة المادية الحاكمة أن يرجعوا إلى أنفسهم ويزيحوا عن أبصارهم الغشاوة الخادعة لهذا الكم الهائل من المعلومات غير المفيدة والعبثية التي أخذت بأبصار وأسماع أهل عصرنا، فإذا رجعوا إلى أنفسهم إستطاعوا التفكير قليلاً في الضياع الذي هم فيه..).
أيها الإخوة والأخوات، لقد إختارت الأخت الروسية (ماشا إليلي كينا) مهنة التعليم لكي تنقل إلى النشأ الجديد روح التعالي والسمو الذي وجدتها في الدين الذي أسلمت لله عزوجل به.
وبهذه الملاحظة ننهي أيها الأطائب حلقة اليوم من برنامج (أسلمت لله) إستمعتم له مشكورين من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران.. تقبل الله أعمالكم ودمتم بألف خير.