السلام عليكم مستمعينا الأكارم ورحمة الله وبركاته، أطيب تحية نهديها لكم في مستهل لقاء اليوم من هذا البرنامج.
أعددنا لكم فيه خلاصة قصتين من الذين إنجذبوا إلى الإسلام فاهتدوا إلى الدين الحق.. الأول أخ من اليابان إنشد إلى شمولية الإسلام وتلبية تشريعاته لكل إحتياجات الإنسان، والثانية أخت من ألمانيا جذبها إلى الإسلام حفظه لكرامة الإنسان؛ تابعونا على بركة الله.
نبدأ أيها الأكارم بخلاصة قصة الأخ الياباني (توهي هيا) الذي اختار لنفسه إسم (أمير رضا) وهي منشورة على عدة من المواقع الإلكترونية الإسلامية.
وهذا الأخ يعمل مهندساً معمارياً وهو بوذي الديانة، فقد كان منتميا الى الاتجاه الفكري الذي جاء به بوذا في القرن السادس قبل الميلاد، لكنه وجد أن بوذا لم يتكلم في موضوع الألوهية وتحاشى كل ما يتصل بالبحوث اللاهوتية وماوراء الطبيعة بل كان بوذا يتجه احياناً الى جانب انكار الله اكثر من اتجاهه الى جانب الاثبات في حين ان فطرة الانسان تؤمن بوجود الله سبحانه وتعالى، كما وجد أن دعوة بوذا الى الرهبانية واعتزال المجتمع والعيش في الغابات هي منهج سلبي يستحيل أن يمارسه كل الناس، كما أن حمل طبق الاحساس او (الكشكول) والتوجه الى الاستجداء والصدقات التي فرضها بوذا على اتباعه تدفع المجتمع الى الكسل والتخلف والتبعية.
مستمعينا الأفاضل، من هنا بدأ الأخ (توهي) المهندس الياباني النشط يبحث عن دين يطمئن عقله ووجدانه اليه، واستمر في البحث حتى تعرّف على الاسلام فوجده دين انزله الله على خاتم رسله محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وآله) وهو دين متكامل وشمولي لا ينظر الى الانسان من زوايا ضيقة ويتملك المشروعية من قبل الباري بخلاف دعوة بوذا التي لم تستمد شرعيتها من الله بل كانت مجرد تجربة روحية خاضها بوذا فشعر بعدها أنه تحرر من الشوائب التي كانت تزعجه وتورثه الحزن والالم، فلما توصل بوذا الى هذه المرحلة بدأ يدعو الناس اليها، فلهذا قرر الاخ توهي (أمير رضا) اعتناق الدين الاسلامي الذي جاء به الرسول (صلى الله عليه وآله) من قبل الله والذي كانت آيته في ذلك المعاجز التي جاء بها منها معجزة القرآن هذا الكتاب الالهي الذي كرّم الانسان وسن له شريعة لينال بها سعادة الدنيا والآخرة.
أعزاءنا المستمعين ومن اليابان ننتقل بكم إلى ألمانيا حيث ننقل ملخص قصة إهتداء الأخت (دورتّا) التي إختارت إسم (هدى) بعد إسلامها وهي تشترك مع المهندس الياباني توهي أمير رضا، في كونها تتمتع بشخصية نشطة وفعالة تتطلع دوماً نحو الأفضل، فوجدت في الإسلام ما يلبي نزعتها الفطرية للتكامل، تقول هذه الأخت الألمانية ما ترجمته:
(كنت أشعر منذ الصغر بدافع فطري يحفّزني لمعرفة الحقيقة، والسير على ضوئها، وكنت أرفض مبدأ الوطنيّة، لأنّني كنت أرى أنّ قيمة كلّ إنسان هي مقدار وعيه وثقافته، وأنّ الانتساب الوطني ليس فيه قيمة ذاتيّة لرفع مستوى الإنسان، فلهذا كنت اختلط في المدرسة بأبناء الجاليات الأخرى، وكان اعتقادي أنّ لكلّ جالية ثقافتها الخاصّة وأدلّتها على مبادئها وأفكارها، ولا ينبغي أن ننظر في تقييمنا إلى أفكار الآخرين من نظرة شخصيّة قاصرة و متعصّبة، بل علينا أن يكون رابطنا الوحيد مع أبناء الجاليات الأخرى هو الحوار والتفاهم والبحث الموضوعيّ المتجرّد عن كافّة التعصّبات والرؤى الضيّقة، ولهذا كنت أخالف بشدّة جميع تيّارات العنصريّة التي كانت في بلدنا.
وبعد استلام شهادة الدبلوم، سافرت إلى إيطاليا؛ لأواصل دراستي في العاصمة "روما" في فرع الفنون، ولكن لم تمض فترة إلاّ ورأيت أنّ هذا الفرع لا يشبع رغبتي، ولا يتلاءم مع نفسيّتي ولا ينسجم مع رؤاي، فانصرفت عنه، وسجّلت اسمي في نفس الجامعة في فرع معرفة الشرق، وكان هدفي من ذلك تلبية رغبتي في التعرّف على الأمم والطوائف الأخرى، ومعرفة مناهجهم المعرفيّة وكلّ ماله صلة بهم من عادات وتقاليد وثقافة وغير ذلك).
مستمعينا الأطائب، وشاءت إرادة الله عزوجل أن تعين هذه الأخت الساعية لمعرفة الأفضل على بلوغ الدين الأفضل والأكمل، فجعل تغيير فرعها الدراسي إنطلاقتها لذلك تقول أختنا دورتّا أو هدى:
(كانت المرحلة الأولى في ذلك الفرع عبارة عن دراسة اللغة العربيّة، وكانت هذه المرحلة هي التي تعرّفت فيها على الإسلام ومعارفه.
ومن ذلك الحين تبيّن لي عظمة هذا الدين، وقوّة كيانه ورصانة مبادئه، وأفكاره، وكانت مطالعاتي تزداد يوماً بعد يوم حول الإسلام حتّى أحسست يوماً أنني قلباً مسلمة، ولكنّني كنت أتهيّب إبداء ذلك في الواقع الخارجيّ، فكنت أحاول أن أكبت النداء القلبي الذي كان يدعوني إلى الالتزام العملي بالإسلام.
كما أنّني كنت غير واثقة بأنّني أطيق صيام شهر رمضان، وكنت متردّدة في قرارة نفسي هل أنا قادرة على الصمود والثبات وتحمّل استهزاء الأخرين بعد ارتدائي للحجاب الإسلاميّ، وكنت أعيش هذه الحالة، حالة الصراع أيّام قبل شهر رمضان، فلمّا حلّ الشهر قرّرت أن أختبر نفسي في الصيام، فصمت اليوم الأوّل من هذا الشهر، واليوم الثاني والثالث وفي الثالث اتّخذت قراري النهائي فأعلنت إسلامي وفق مذهب أهل البيت(عليهم السلام)، وسمّيت نفسي "هدى"، ويشهد الله أنّني لم أندم بعد ذلك أبداً على ما قمت به).
وهكذا أسلمت لله أختنا الألمانية (دورتا) فوجدت في الإسلام الدين الذي يلبي طموحاتها الفطرية وتطلعها للأفضل، مثلما يزودها بالطاقة المعنوية للإستقامة على الصراط المستقيم ومواصلة سيرها التكاملي.. تقول أختنا هدى في ختام كلامها ما ترجمته:
(في اليوم الأول من إسلامي فقدت الكثير من أصدقائي، ولكنّهم بعد ذلك تعوّدوا على ما أنا عليه، ثمّ وفّقني الله للزواج من الأستاذ الذي كان يدرّسنا المادّة العربيّة، فشيّدنا معاً أسرتنا على تقوى الله، وواصلت دراستي بعدها بقوّة حتّى نلت شهادة الدكتوراه من جامعة "روما".
وفي الحقيقة أنّ الفضل في ذلك يعود إلى زوجي، فهو الذي أعانني على الدراسة، وهو الذي كنت دوماً أتواصى معه بالحقّ وبالصبر من أجل المحافظة على إيماننا وصمودنا إزاء القوى المضادّة التي تسعى لأن نكون معها في انتزاع ثوب الكرامة الانسانيّة).
كانت هذه – أيها الإخوة والأخوات – خلاصة قصتي المهندس الياباني البوذي (توهي هيا) أو أمير رضا، والأستاذة الألمانية (دورتا) أو هدى، وإهتدائهما إلى اعتناق الإسلام الدين الحق لما وجداه فيه من تكامل ومنهجاً للإيصال إلى التكامل.
نشكر لكم أيها الأكارم كرم المتابعة لحلقة اليوم من برنامج (أسلمت لله) ولكم دوماً من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران خالص الدعوات.. في أمان الله.