السلام عليكم مستمعينا الأفاضل ورحمة الله وبركاته...
تحية طيبة وأهلاً بكم في حلقة اليوم من برنامجكم هذا، نستعرض لكم فيه ثلاث قصص قصيرة لثلاثة كان خلاصهم ونجاتهم باعتناق الإسلام؛ أولهم مغني الباب الفرنسي (ديامز) والثانية عارضة الأزياء الأميركية (سارا بوكر) والثالث هو القسيس البريطاني (فلورز).. تابعونا على بركة الله.
أيها الإخوة والأخوات، في الثلاثين من شهر تموز سنة ۱۹۸۰ ميلادية، ولد في العاصمة اليونانية (أثينا) مغني الباب الفرنسي الشهير (ميلاني جورجياديز) المشهور بإسم (هنري ديامز) وأبوه يوناني وأمه فرنسية وقد إنتقل معهما وهو في الرابعة من عمره للعيش في إحدى المحلات الفقيرة في العاصمة الفرنسية باريس، وقد بدأ نشاطه سنة ۱۹۹٤ ميلادية في فرقة غناء صغيرة واستطاع بسبب قوة شخصيته وصوته الخاص الحصول على شهرة وثروة واسعة بعد سنين قليلة، ولكن هذه الشهرة والثروة لم تجلبا له السعادة بل الشقاء إذ أصيب بكثير من الأزمات الروحية والنفسية والعاطفية قاسى منها الكثير من الأذى والمعاناة، ودفعته بالتالي إلى العزلة واجتناب الظهور في المحافل العامة، وقد نشرت مجلة (غالا) الفرنسية تحقيقاً مفصلاً عنه في أواخر شهر أيلول سنة ۲۰۰۹ ميلادية قالت فيه:
(ها هو (هنري ديامز) يعتنق الإسلام وهو في التاسعة والعشرين عاماً من عمره بعد أن كان قد أقدم مرة على محاولة إنتحار فاشلة وهو إبن خمسة عشر عاماً، لقد قال (ديامز) عن سبب قراره باعتناق الإسلام: لقد راجعت كثيراً من أفضل الأطباء النفسيين من أجل معالجة الأزمات الروحية التي كنت أعاني منها، ولكن أياً منهم لم يستطع معالجتي، ثم وجدت شفاء ما أنا فيه في دين الإسلام، إنني كنت أبحث عن شيء لم أجده في الشهرة والثروة، فتوجهت إلى الله فوجدت ما أطلب عنده).
أيها الإخوة والأخوات، ونشرت عدة من المواقع الإلكترونية الإسلامية على شبكة الإنترنت قصة إسلام عارضة الأزياء الأميركية (سارا بوكر) وقد كتبتها بنفسها وجاء في جانب منها ما ترجمته:
(أنا فتاة أميركية ولدت في أميركا ونشأت كأي فتاة أميركية وأنا أطمح إلى الحياة المترفة البراقة، وقد حصلت على كل ذلك ولكنني أدركت بعد سنين أنني كلما حصلت على المزيد من هذه المظاهر الترفية إنحسر في المقابل شعوري بالرضا والسعادة، لقد أصبحت أسيرة ظاهري الجميل، وللهروب من هذه الحالة إتجهت إلى الإدمان على الخمر والحفلات الغريبة والإتجاهات الفكرية الشاذة، لكنني وجدتها لا تعدو أن تكون مسكنات مؤقتة لا تنقذني من الشقاء الذي أشعر به).
مستمعينا الأفاضل، ثم تحدثت الأخت (سارا بوكر) عن تداعيات حوادث الحادي عشر من سبتمبر سنة ۲۰۰۱ ميلادية وتفجيرات مركز التجارة العالمية في نيويورك وآثارها في ايجاد موجة من العداء للإسلام، خاصة في مجال التعامل مع المرأة.. وفي ظل هذه الأجواء التي تزيد من إبعاد هذه الفتاة عن الإسلام وقيمه، حدثت لها حادثة غيرت مسار حياتها وفتحت أمامها آفاق الخلاص من الشقاء الذي كان يحاصرها، تقول (سارا) عن هذه الحادثة ما ترجمته: (ذات يوم رأيت نسخة مترجمة من القرآن الكريم الذي تشاع عنه في الغرب عادة صورة مشوهة سيئة، دفعني الفضول إلى قراءة القرآن فأسرتني صياغته المؤثرة ثم أعجبتني بقوة رؤيته الكونية لحقيقة الوجود والخلق وهدف الحياة وطبيعة العلاقة بين الخالق والمخلوق، لقد رأيت في القرآن الكريم خطاباً يهب القلب والروح البصيرة والنشاط دون حاجة إلى وساطة القسيس.. عشت مع هذا الكتاب الإلهي مدة كانت نتيجتها أن توصلت إلى الحقيقة الحاسمة التالية: إن إعتناق الإسلام هو القادر على أن يهبني السكينة ويخلصني من الشقاء ويحقق لي طموحي، فاتخذت قراري بذلك وسكنت روحي مبتهجة به).
أيها الأكارم، وفي جوانب أخرى من مقالتها الطويلة تحدثنا عن التغييرات التي شعرت بها عند إعتناقها الإسلام وقد وجدته مفعماً بالحياة والنشاط، يحقق للمرأة كرامتها وحريتها بعيداً عن الإستغلال الإمتهاني البشع الذي حملته لها الحضارة الغربية المادية تحت شعارات تحريرها، فكان تحريرها المزعوم هو في واقعه أسراً من نوع مبطن زاد من إمتهانها وشقائها، تتابع عارضة الأزياء الأميركية السابقة (سارا بوكر) حديثها عن ترجمتها مع الإسلام، فتقول ما ترجمته: (إشتريت جلباباً طويلاً ومقنعة من ألبسة الحجاب الإسلامي وارتديت هذا الزي وخرجت متحجبة أسير في الشوارع نفسها التي كنت أسير قبل أيام متبرجة بالزي الغربي المألوف لم أجد تغييراً في الوجوه والمحال التجارية، كانت كما كنت أراها كل يوم ولكن الذي تغير هو أنا، فلم أعد تلك الفتاة المضطربة القلقة، لقد صرت أعيش للمرة الأولى السكينة والطمأنينة والشعور الحقيقي بأني إمرأة ووجود محترم.. لقد شعرت بالأغلال وقد تكسرت وتحررت منها، لقد شعرت باللذة من النظرات الحائرة المتعجبة التي كانت تراني بالزي الغربي المتبرج فإذا بها تراني اليوم بالحجاب الإسلامي، أصبحت أشعر بالأمن وأنني لم أعد صيداً تسعى النظرات لإصطيادي، لقد شعرت وكأن حملاً ثقيلاً أزيل عن قلبي.. لم يعد ثمة شيء يسرني غير حالة الطمأنينة والإرتياح التي أشعر بها وأنا أتوجه إلى خالقي، واللذة والسعادة التي أشعر بها وأنا أعيش بين الناس كإنسان محترم وليس كسلعة أو صيد).
أعزاءنا المستمعين، كانت هذه جوانب من قصة إعتناق عارضة الأزياء الأميركية (سارا بوكر) للإسلام، ونختم هذا اللقاء من برنامجكم (أسلمت لله) بالكلمة المعبرة المختصرة التي أشار فيها القسيس البريطاني (راي جيم فلورز) إلى علة إعتناقه الإسلام في شهر رمضان سنة ۱٤۲٤ للهجرة حيث قال: (العلة التي دعتني لترك فرقتي الغربية (المسيحية الأرثودكسية) واعتناق هذا الدين الشرقي (الإسلام) هي علة ذات أهمية تمس صميم الحياة فليست هي حالة طفيلية طارئة ولا وليدة العواطف والأحاسيس المتقلبة بل هي نتيجة المراجعات التفصيلية والتفكير العميق وثمرة الدعاء والطلب من الرب جل شأنه).
إنتهى كلام القسيس البريطاني السابق فلورز، وانتهى أيضاً البرنامج نرجو أن يكون قد نال رضاكم، لكم دوماً من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران خالص التحيات ودمتم بألف خير.