البث المباشر

عراقجي مخاطبا ترامب: لا يُمكن هزيمة إيران

الثلاثاء 30 ديسمبر 2025 - 22:36 بتوقيت طهران
عراقجي مخاطبا ترامب: لا يُمكن هزيمة إيران

أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي مخاطبا الرئيس الاميركي دونالد ترامب بانه لا يمكنه هزيمة ايران ابدا، لافتا إلى أن إيران لازالت مستعدة في الشان النووي لاتفاق قائم على الاحترام المتبادل والمنفعة المتبادلة، وقال: نحن لا نخشى المفاوضات الجادة للتوصل إلى اتفاق عادل يجب أن يتضمن رفعًا ملموسًا وقابلًا للتحقق للعقوبات.

وكتب عراقجي في مقالٍ نُشر في صحيفة الغارديان البريطانية:

"ايران لا ترغب قط في الحرب مع الولايات المتحدة؛ وضبط النفس الذي أبداه قادتنا في حرب يونيو، هو السبب الوحيد لبقاء القواعد العسكرية الأمريكية في المنطقة سليمة. ولا ينبغي الخلط بين هذا الضبط للنفس وبين الضعف، أو افتراض أن ضبط النفس لا نهاية له".

 

*على ترامب أن يقف أمام نتنياهو بشأن المفاوضات النووية

وأضاف:

"على ترامب أن يقف امام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وأن يُدرك أن استئناف المفاوضات النووية مع إيران هو الخيار الأفضل والأكثر ترجيحًا للنجاح، لا سيما مع تعزيز الدعم الإقليمي لتحقيق نتيجةٍ ناجحة.

 

*لا يُمكن هزيمة إيران

وكتب وزير الخارجية الإيراني في هذا المقال مخاطبا ترامب: "لن تستطيع هزيمتنا في إيران أبدًا، ولكن من خلال مفاوضاتٍ حقيقية، يُمكن للطرفين أن يربحا".

نُشر المقال بعد يومٍ من لقاء نتنياهو وترامب في الولايات المتحدة؛ وهو اللقاء الذي طُرحت فيه، إلى جانب خطة السلام في غزة، طلبات إسرائيلية للنظر في شنّ هجماتٍ جديدة على إيران.

زعم نتنياهو أن إيران قد تسعى لإعادة بناء برنامجها النووي بعد الضربات الإسرائيلية الأمريكية المشتركة في يونيو/حزيران، والتي يدّعي أنها ألحقت أضرارًا جسيمةً بمنشآتٍ نوويةٍ إيرانيةٍ رئيسية. كما أعرب مرارًا وتكرارًا عن قلقه المتزايد إزاء التهديد الذي يشكله برنامج الصواريخ الإيراني على إسرائيل.

 

*فرصة محدودة فُتحت للحوار مع إيران

في مقاله، دعا عراقجي ترامب صراحةً إلى تجاهل تحذيرات إسرائيل وقبول أن فرصة محدودة قد فُتحت للحوار مع إيران.

 

*أمريكا على مفترق طرق

وكتب عراقجي في مقاله:

"تواجه الإدارة الأمريكية الآن معضلة: إما أن تستمر في منح إسرائيل شيكات على بياض، بأموال دافعي الضرائب الأمريكيين ومصداقيتها؛ أو أن تكون جزءًا من تغيير جذري وإيجابي".

وأكد وزير الخارجية الإيراني أن طهران لا تزال مستعدة للتفاوض، شريطة ألا يُطلب منها الاستسلام، وقال إنه يمكن تجنب أزمة غير ضرورية من خلال الحوار.

وأكد وزير الخارجية الإيراني في مقاله أن جميع الدول الموقعة على معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية لها الحق في الوصول إلى جميع جوانب برنامج نووي سلمي.

 

*إيران تمتلك عمقًا استراتيجيًا لمواجهة إسرائيل

ووفقًا لعراقجي، فإن أي حوار مستقبلي قد يُجرى في ظروف أكثر ملاءمة، لأن هجمات يونيو/حزيران على إيران قد غيّرت التوازن الدبلوماسي في غرب آسيا، وأظهرت أن إيران تمتلك العمق الاستراتيجي اللازم لمواجهة إسرائيل. وفي الوقت نفسه، تتزايد أيضًا في الولايات المتحدة معارضة سياسات إسرائيل المغامرة والتصعيدية.

 

*مغامرات إسرائيل تُشكّل تهديدًا للجميع

وأضاف عراقجي:

"خلص عدد متزايد من الأمريكيين إلى أن إسرائيل ليست حليفًا، بل عبئًا إضافيًا"، مُشيرًا إلى أن حلفاء ترامب العرب ينظرون الآن إلى تهوّر إسرائيل ومغامراتها على أنها "تهديد لنا جميعًا".

 

*إسرائيل ضلّلت واشنطن مرارًا وتكرارًا

وكتب عراقجي في المقال: "ضلّلت إسرائيل واشنطن مرارًا وتكرارًا، مُعطيةً انطباعًا خاطئًا بأن إيران على وشك الانهيار".

وصرح بان هذه المفاهيم الخاطئة دفعت الولايات المتحدة إلى التخلي عن إطار دبلوماسي فعّال واللجوء إلى سياسة "الضغوط القصوى"، وهي سياسة لم تُفضِ في نهاية المطاف إلا إلى "المقاومة القصوى".

 

*استعداد غير مسبوق من جانب أصدقاء إيران والولايات المتحدة المشتركين لتيسير الحوار

وأردف:

"لقد علمتُ بوجود استعداد غير مسبوق بين أصدقاء ايران والولايات المتحدة المشتركين لتيسير الحوار وضمان التنفيذ الكامل والقابل للتحقق لأي نتيجة يتم التوصل إليها عبر المفاوضات. هذه النظرة واعدة. فعلى الرغم من هجوم إسرائيل على الدبلوماسية في خضم المحادثات النووية الإيرانية الأمريكية، لا تزال إيران مستعدة لاتفاق قائم على الاحترام المتبادل والمنفعة المتبادلة".

وأكد وزير الخارجية:

"سيتحقق هذا الهدف عندما تُقر الولايات المتحدة بأن التفاوض يختلف عن إملاء شروط الاستسلام. شعبنا يعلم جيدًا أن الرئيس ترامب ليس أول رئيس أمريكي يهاجمهم، وقد مرّ بتجارب مريرة في التعامل مع الولايات المتحدة. إذا أراد الرئيس ترامب كسب ثقتهم والوفاء بوعوده لمؤيديه في الداخل، فعليه أن يفعل ما لم ينجح فيه أي من أسلافه: إنهاء أزمة لا داعي لها بالسعي إلى السلام عبر الدبلوماسية. الخطوة الأولى هي مخاطبة الشعب الإيراني باحترام، دون أي شروط أو تحفظات".

وأكد:

"يجب أن يعلم العالم أن الإيرانيين لن يتخلوا أبدًا عن حقوقهم. الحقوق التي يتمتع بها جميع الموقعين على معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، والتي تشمل الوصول إلى جميع جوانب التكنولوجيا النووية السلمية. نحن الإيرانيون لا نخشى المفاوضات الجادة للتوصل إلى اتفاق عادل. يجب أن يتضمن هذا الاتفاق رفعًا ملموسًا وقابلًا للتحقق للعقوبات. يمكن للتطورات الإقليمية أن تُسهّل تنفيذ التفاهمات بطريقة جديدة تمامًا.

واختتم حديثه قائلاً:

"بالنسبة لأولئك المستعدين لسلوك طريق لم يسلكه أحد من قبل، هناك فرصة قصيرة. الحظ يحالف الشجعان؛ ويتطلب الأمر شجاعة أكبر بكثير لكسر حلقة مفرغة من مجرد الاستمرار فيها."

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة