البث المباشر

دارفور.. عمليات السلام أم عمليات النهب؟

الأربعاء 29 أكتوبر 2025 - 10:21 بتوقيت طهران
تنزيل

فيديوكاست- إذاعة طهران: فيديوكاست خاص يتحدث عن تحالف دولي متكون من حوالي 180 منظمة دينية وحقوقية أمريكية بعنوان "تحالف إنقاذ دارفور" الذي كان هدفه السيطرة على الموارد الطبيعية فيها.

هل تتذكرون، كيف ذهب البشر إلى كوكب باندورا في فيلم Avatar (أفاتار) للقيام بأنشطة سلمية،

ترى هل كانوا يبحثون حقًا عن معدن الأونوبتانيوم (unobtanium) النادر؟.

في السنوات القليلة الماضية أصبحت قصة السودان مشابهة لهذا الأمر.

جاءت جميع الدول لإحلال السلام فيها، لكنها عمليًا تنهب الذهب واليورانيوم.

دعونا نلقي نظرة تاريخية على ما حدث في السودان.

في عام 2004، وفي ذروة صراع دارفور، أطلق تحالف من حوالي 180 منظمة دينية وحقوقية أمريكية حملة في واشنطن بعنوان "تحالف إنقاذ دارفور"( Save Darfur Coalition).

بدا الأمر سلميًا في ظاهر الأمر، لكن الكثيرين قالوا إن الهدف الرئيسي وراء هذا الحراك هو "الضغط الاقتصادي والسياسي للسيطرة على الحكومة السودانية".

ونتيجة لكل هذه الضغوط، انفصل جنوب السودان عام 2011 بموجب استفتاء أشرفت عليه الولايات المتحدة؛ بلد أقام علاقات كاملة مع إسرائيل بعد بضعة أسابيع فقط.

لكن هذا لم يكن نهاية الصراع، ولا بداية السلام والاستقرار.

اندلعت الاحتجاجات في شمال السودان مجددًا عام ٢٠١٩.

وبدلًا من إلقاء اللوم على المرتزقة والتدخل الأجنبي، أدت حركات رقمية مثل "التغيير الآن"( Sudan Change Now) و"الأزرق من أجل السودان" (#BlueForSudan)، اللتين انطلقتا بعد عمليات القتل خلال الاشتباكات، إلى استقالة الرئيس السوداني عمر البشير.

ما شكّل بداية فوضى عارمة سهّلت عمليات النهب فيها.

الحرب بين الجيش وقوات الرد السريع دفعت البلاد إلى حافة الانهيار، وتعطل كل شيء باستثناء الشركات الأجنبية الداعمة للسلام!.

وهي شركات نشطة بالفعل في الشمال والجنوب:

"دينكورب" (DynCorp)، "إم بي آر آي" (MPRI)، "بي إيه إي"( PAE)، ومجموعة "فاغنر" الشهيرة.

تشير التقارير إلى أن مرتزقة هذه الشركات ومقاوليها مرتبطون بشبكات تهريب الموارد والبشر في السودان.

بدأ كل انقلاب في السودان بشعار السلام وانتهى بالصفقة النفطية.

وفي الظاهر، كان صراعا على السلطة، لكنه في الواقع كان منافسة للسيطرة على الموارد.

عندما يتم تقييم دولة بناء على ثرواتها أكثر من شعبها، فإنها تصبح ساحة تمرين للقوى الخارجية عاجلاً أم آجلاً.

السودان ليس مجرد مأساة أفريقية؛ إنه خطة تتكرر من جديد حيثما تجتمع الموارد وعدم الاستقرار معا، ولكن بعَلَمٍ وعنوان مختلفين.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة