البث المباشر

اللغة الفارسية ودورها في اللهجة العراقية

الأحد 14 ديسمبر 2025 - 14:30 بتوقيت طهران
تنزيل

تعد اللغة الفارسية من أقدم اللغات التي أثرت في اللغة العربية ولهجاتها، وكان تأثيرها في اللهجة العراقية كثيرا؛ وذلك بسبب العلاقات المتداولة بين الحضارة العراقية والفارسية، وترجع هذه العلاقات إلى قبل الإسلام وهي مستمرة عبر التاريخ حتى الآن.

تتضمن اللهجة العراقية كلمات فارسية أكثر من غيرها من اللهجات العربية الأخرى، ويعود ذلك إلى العلاقات التاريخية بين إيران والعراق، وبالإضافة إلى العامل الجغرافي، فقد عزّزت العلاقات الدينية هذا التقارب بين شعبي البلدين على جانبي الحدود.

فقد دخلت مصطلحات ذات أصول فارسية إلى اللغة العربية، إلا أن اللهجة العراقية احتضنت كلمات فارسية أكثر من غيرها من اللهجات العربية، ومنها كلمات مثل "خاشوقة"، "اوصطه"، "بهلوان"، "برده"، "تيغه" و"آهين" في اللهجة البغدادية.

ويعود السبب في ذلك إلى العلاقات التاريخية بين إيران والعراق، والتي إلى جانب العامل الجغرافي، عزّزت الروابط الدينية هذا التقارب بين شعبي البلدين على جانبي الحدود.

صرح الدكتور "ماجد جاسب الربيعي"، أستاذ كلية اللغات في جامعة بغداد بهذا الصدد:

"إن ظهور الكلمات الفارسية في اللهجة البغدادية يعود إلى عوامل تاريخية وجغرافية وثقافية والعلاقة الوثيقة التي تربط العراق بإيران على مر التاريخ. 

ويعود ظهور عددو من الكلمات الفارسية في اللهجة العراقية إلى عوامل تاريخية وجغرافية وثقافية متراكمة.

فقد شهد العراق عبر العصور تواصلاً مباشراً مع إيران من خلال العلاقات السياسية والتجارية والدينية، مما أدى إلى انتقال بعض المفردات إلى الاستخدام اليومي.

كما أسهم القرب الجغرافي بين البلدين في تعزيز هذا التداخل اللغوي، خاصة في المناطق الحدودية، وبهذا أصبحت بعض الكلمات الفارسية جزءاً من اللهجة العراقية المعاصرة، تعكس مساراً طويلاً من التفاعل الحضاري بين الشعبين".

العراق بلد الحضارة العريقة. كان منذ القدم محطة لرحال التجار وأصحاب الأشغال من كل الحضارات الأخرى، ليصبح مركز تلاقٍ فكري، مما جعل كلمات من حضارات الدول المجاورة تُستخدم فيه إلى يومنا هذا، ومنها اللغة الفارسية.

يقول مواطن عراقي في هذا الصدد:

"لسنا أول دولة تندمج فيها لهجاتنا، وبالطبع هناك مزيج وارتباط بين اللهجة العراقية ولغاتنا واللهجات الأخرى، وذلك لأن هناك، أولاً وقبل كل شيء، العديد من الأضرحة الدينية في بلدنا.".

وأشار مواطن عراقي آخر، في معرض حديثه عن الروابط الإنسانية والعائلية بين الشعبين الإيراني والعراقي على مر السنين، إلى أن "الإيرانيين كانوا متواجدين بقوة هنا منذ الاحتلال العثماني، وكان جميع سكان بغداد يستخدمون كلمات إيرانية، وانتشرت هذه المصطلحات بينهم".

كلما كانت الروابط الإيرانية العراقية أقوى، كان طغاة البعث في الماضي وأصحاب الفتنة اليوم مرعوبين. يزولون وتبقى المواقف الطيبة، وزيارة الأربعين التي لها أثر كبير في قلوب المؤمنين.

الكلمات الفارسية في اللهجة العراقية جميلة جداً، تنشر عطر الزعفران، وتذكّر ببلد الإمام الرضا وأخته المعصومة عليهما السلام.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة