قال الدكتور "حسن سالارية"، رئيس منظمة الفضاء الإيرانية، في حديثه عن إنفاق صناعة الفضاء في جمهورية إيران الإسلامية:
"هناك العديد من الدول التي تمتلك صناعات فضائية متقدمة، وتتوفر نماذج مختلفة. وكان الروس والأمريكيون المبادرين الرئيسيين للمنافسة الفضائية العالمية، وبعدهم انضمت الصين وأوروبا واليابان والهند إلى هذا الاتجاه. لكن نوع الإنفاق والاستثمار لهذه الدول في صناعة الفضاء لا يُقارن بما تقوم إيران في مجال الفضاء.
وقال:
"أحيانًا يشعر المرء بالحرج الشديد من المقارنة؛ على سبيل المثال، حجم الاستثمارات التي عملت بها الهند وحجم الاستثمارات لدينا. والحقيقة هي أننا نسير على طريق تطوير التكنولوجيا المحلية ولا نتبع أي دولة. لدينا تقنياتنا الخاصة ونطورها بالاعتماد على مواردنا البشرية".
وأكد سالارية:
"مواردنا البشرية أرخص مقارنةً بالعديد من الدول، ولأن تطوير التكنولوجيا محلي، فإننا ننفق أقل بكثير على التطوير. ونحن نصمم وننتج العديد من أنظمة الأقمار الصناعية الفرعية بأنفسنا ونستورد تقنيات أجنبية أقل، مما يتطلب دفع تكاليف باهظة".
وأشار إلى أنه بالطبع، قد نصل إلى هدفنا في بعض الجوانب لاحقًا، ولكن بشكل عام، فإن الاستثمار الإيراني في صناعة الفضاء على مدار العشرين عامًا الماضية لا يُقارن بالدول التي ذكرتها؛ لدرجة أن إجمالي تكلفتنا على مدى عشرين عامًا يعادل أحيانًا الميزانية السنوية لبعضها.
لذلك، لا ينبغي الاعتقاد بأن صناعة الفضاء الإيرانية باهظة الثمن؛ بل نحن من أرخص الدول في العالم في مجال تصنيع الأقمار الصناعية".
واستطرد قائلا:
"هذه القضية تعكس جهود النخبة في البلاد. عندما نستورد التكنولوجيا، ندفع ثمنًا باهظًا؛ لكننا لا نملك مثل هذا النهج، ورغم صعوبات الطريق، فإننا نسعى لتحقيق الاكتفاء الذاتي. قد يكون وقت تحقيق التكنولوجيا أطول وقد يزداد عدد التجارب والأخطاء، لكن الابتكار والمبادرة في متناول أيدينا".
وتابع:
"من الأمثلة الواضحة على هذا النهج تقنية الطائرات المسيرة في البلاد، التي طُوّرت بالكامل بالاعتماد على القدرات المحلية دون استيراد التكنولوجيا الأجنبية، ووصلت الآن إلى مرحلة الإنتاج الصناعي. ولهذا السبب، تتمتع الجمهورية الإسلامية الإيرانية بمبادرة في مجال الطائرات المسيرة لأن قدراتها التصميمية والإنتاجية قد تم إرسائها محليًا".
وأضاف سالارية:
"لدينا وضع مماثل في مجال الأقمار الصناعية وحاملات الأقمار الصناعية، وقد وصلنا الآن إلى مستوى رفيع من التصميم. وبالطبع، يجب أن نتحلى بمزيد من الصبر وعدد عمليات الإطلاق مهم، لكن التجربة أثبتت أن حتى هذا المؤشر في صالحنا".
وقال:
في العالم، عادةً ما تُجرى من ثماني إلى عشر عمليات إطلاق لتثبيت أداء منصة الإطلاق حتى تصل إلى مرحلة التشغيل، لكننا حققنا نجاحات أسرع في بلدنا.
على سبيل المثال، وصل قمر "قائم-100" إلى مداره في ثالث تجربة إطلاق، ووضع حامل الأقمار الصناعية "سيمرغ" القمر الصناعي المقصود في مداره في سابع تجربة إطلاق".
واختتم سالارية بالقول:
تظهر الدراسات بأنه توضع في الاختبارات المدارية الأولى للعديد من الأقمار الصناعية التي تُوضع في المدار لأول مرة، يتم تأكيد جاهزية حوالي 70 إلى 80% من القمر الصناعي والأنظمة الفرعية الحاملة له.
وبطبيعة الحال، تحتاج بعض المكونات إلى تعديل، وسيتم تحليل البيانات ومعالجتها في العينة التالية لضمان استقرار الجودة النهائية، ويبدو أنه مع إطلاقين أو ثلاثة، ستصل العديد من تقنياتنا الرئيسية إلى مرحلة الاستقرار".