وقال عبد الرحمن في إشارة إلى الطريق البري الطويل بين أصفهان والسليمانية: "يستغرق الطريق البري حوالي 18 إلى 20 ساعة، وهو غير مناسب لرجال الأعمال والسياح. ومنذ العام الماضي، بدأت الجهود اللازمة لتسيير رحلات جوية مباشرة".

كما استذكر مصطفى عبد الرحمن رحلته إلى أصفهان العام الماضي للمشاركة في النسخة السابقة من المعرض المذكور، وأضاف:

"خلال لقائي العام الماضي مع محافظ أصفهان، طُرح اقتراح إنشاء خط جوي مباشر بين أصفهان ومدينة السليمانية في إقليم كردستان العراق، وفي لقائه الثاني معه، اتُخذت قرارات صائبة لتسريع هذه العملية، ونأمل أن تُنفذ قريبًا".

ووصف مصطفى عبد الرحمن، محافظة أصفهان بأنها إحدى المراكز الصناعية الرئيسية في إيران، وأكد:

"يعتزم إقليم كردستان العراق توسيع تعاونه الصناعي والتجاري مع هذه المحافظة، وسيُسهّل إنشاء رحلات جوية مباشرة تواجد رجال الأعمال والسياح التاريخيين والثقافيين والطلاب العراقيين في أصفهان".

وأشار عبد الرحمن أيضًا إلى وجود أكثر من أربعة آلاف طالب عراقي في إيران، وقال:

"ستُسهّل هذه الرحلة الجوية وجودهم من المحافظات المجاورة، وستُسهم في تعزيز العلاقات الثقافية والعلمية بين المنطقتين. وبالإضافة إلى ذلك، يمكننا أن نأمل أن يساهم هذا الطريق في توسيع السياحة على جانبي إقليم كردستان العراق وأصفهان.

أصفهان: الرابط بين الاقتصاد، الثقافة والصناعة

في هذا السياق، صرّح "محمد رضا غول أحمد"، رئيس لجنة المسؤولية الاجتماعية للشركات وعضو غرفة تجارة أصفهان، خلال اجتماع مشترك بين غرفة تجارة أصفهان والمجلس التجاري والاقتصادي لإقليم كردستان العراق، مشيرًا إلى الإمكانيات الاقتصادية والثقافية الواسعة للمحافظة:

"أصفهان مدينة ذات تاريخ عريق ومعالم أثرية قيّمة، كما أن حرفها اليدوية تجذب الزوار بشدة".

وأضاف "غول أحمد"، مؤكدًا على المكانة الصناعية المرموقة لأصفهان:

"تُعدّ أصفهان إحدى أهم المراكز الصناعية في البلاد، وتنشط فيها كبرى الشركات الصناعية الإيرانية في مختلف المجالات الصناعية كما أنه تُشكّل أصفهان مدينة شاملة للتعرّف على مختلف الصناعات".

تجدر الإشارة إلى أنه على هامش هذه الزيارة والاجتماع، عُقدت اجتماعات ومؤتمرات ثنائية بين أعضاء غرفة تجارة أصفهان وعشرين وفدًا تجاريًا عراقيًا.

وتُعدّ هذه الاجتماعات فرصة قيّمة لإجراء مناقشات تجارية مباشرة، تبادل الخبرات، وبحث مجالات التعاون المشترك، بما يُمكّن الأطراف من استكشاف القدرات المتاحة في مختلف المجالات، دراسة إمكانية تطوير العلاقات الاقتصادية والاستثمار المشترك.

إضافةً إلى ذلك، قدّم أعضاء الوفد عروضًا تعريفية عن قدراتهم وإمكانياتهم في الأسواق المحلية والدولية، وأكّدوا على أهمية بناء شبكات أعمال متينة لتوسيع الصادرات والواردات.

كما مهّد هذا الحدث الطريق لإبرام مذكرات تفاهم واتفاقيات تعاون في المستقبل القريب بين الشركات والمستثمرين من البلدين، ولعب دورًا فعّالًا في تعزيز العلاقات الاقتصادية بين إيران والعراق.