وقال مشعل في كلمته، خلال الملتقى الأفرو آسيوي للتعاون والتنمية في بيروت: إن أمريكا و"إسرائيل" ومن معهما لم يكتفوا بــ100 عام على التآمر على فلسطين؛ بل يريدون أن يكملوا مخططاتهم مستندين إلى مجموعة من التطورات المؤسفة.
وأوضح أنهم "يستغلون الوضع الفلسطيني الداخلي بانقسامه وضعف خيارات بعض مكونات الساحة والقيادة الفلسطينية، وملاحقة المجاهدين من بعض الأطراف الفلسطينية".
وأشار مشعل إلى أن هناك "اختلالًا في المعايير؛ فقد كانت البندقية والمقاومة الشعار الأسمى لجميع القوى الفلسطينية؛ ولم يكن أحد يجرؤ أن يقول لا للبندقية والمقاومة، وللأسف اقتربنا من هذا الأمر اليوم".
ورأى أنهم "يستغلون الوضع العربي المنقسم على نفسه؛ حيث بُعثت خلافات قديمة أُريد لها أن يكون لها معيار العلاقات بين أبناء الأمة".
ونبه مشعل إلى أن الأمة الإسلامية استطاعت على مدار التاريخ "استيعاب خلافاتها الدينية والعرقية والمذهبية، ورفعت شعار التعاون والحوار والتواصل واستيعاب الآخر، وعاشت في ظل تسامح ووعي".
واستدرك "لكن في هذا الزمن في ظلّ جهل الجهلاء وقلة وعيهم وفي ظل المؤثرات الخارجية والتحريض الخارجي وبعض الاختراقات العميقة في أمتنا نشأت صراعات عرقية ومذهبية وطائفية ودينية فأضعفتنا ومزقتنا مع تسلط ديكتاتوريات على أرضنا، أرهقت شعوبنا فأضعفت مناعتنا الداخلية".
أما التطور الثالث -وفق مشعل- هو الجرأة (غير المسبوقة) من بعض القادة والزعماء ومسؤولين بالمنطقة في أن يطبّعوا مع "إسرائيل"، ويقيموا علاقات معها، وعدّها جزءا من المنطقة، ويبشروا بمرحلة جديدة، ويحددوا لأمتنا عداوات أخرى لأمتنا غير الاحتلال.
وأضاف: "البعض لا مانع لديه بأن يضحي بفلسطين وأن يقدمها قربانا للأمريكان، بعدما كان العرب يضحون من أجل فلسطين، واليوم للأسف البعض يضحي بفلسطين".
وشدد مشعل على أن هذا الأمر "اختراق عميق في أمتنا، وهم يستغلون هذه الحالة القائمة لذلك يعدّونها فرصتهم الذهبية لتصفية القضية، ومن هنا جاء ما يسمى بـ"صفقة القرن"، ويبشرون بالإعلان عنها بعد رمضان.
وأوضح أنهم "يريدون الإعلان عنها عقب انتهاء نتنياهو من ترتيباته الداخلية عقب الانتخابات الأخيرة التي جرت في بداية أبريل الجاري".
وبيّن مشعل أنهم "بدؤوا بتطبيق الصفقة بالفعل؛ فقد نقلوا السفارة الأمريكية وضربوا أونروا، وأكدوا وصدّقوا على قانون يهودية الدولة، وأعطوا إسرائيل السيادة على الجولان، ودفعوا العرب أن يقعوا بأحضان إسرائيل".
ويضاف إلى ذلك -وفق مشعل- "محاصرة غزة حتى تكسر إرادة المقاومة وحاضنة المقاومة، والضفة تكسر بالاستيطان ومصادرة الأراضي، وتحجب الأموال حتى عن الضفة والسلطة تطويعا للجميع حتى يخضعوا للصفقة".
وأشار إلى أن الجهد الإسرائيلي الأكبر للاحتلال يجري في الأقصى، مشيرًا إلى التسارع في الاقتحامات، "ففي العام الماضي بلغ عدد المقتحمين أكثر من 30 ألف مستوطن فضلا عن أعضاء الكنيست والوزراء الإسرائيليين".