وبحسب القائمين على صناعة الدواء، فإن النسخة الإيرانية ستُطرح في السوق بسعر لا يتجاوز 2% من السعر العالمي، ما يسهّل وصول المرضى إليه ويوفّر للبلاد ما يقارب 55 مليون دولار سنوياً من العملة الصعبة.
وقالت زهرا قاسمي، خبيرة البحث والتطوير في الشركة المنتجة، إن تصنيع هذا الدواء يمثّل أول إنتاج محلي لعلاج ضمور الأعصاب والعضلات، موضحة أن الشركة حصلت على صفة "دانشبنيان" عام 2024 عقب تطوير هذا المنتج الاستراتيجي. ووصفت المرض بأنه اضطراب جيني يسبب تدهوراً تدريجياً في الأعصاب والعضلات وقد يؤدي إلى ضعف شديد أو شلل.
وأشارت قاسمي إلى أن شركتها أصبحت ثاني شركة في العالم – بعد شركة سويسرية – تنجح في إنتاج هذا الدواء، مؤكدة وجود فارق كبير في الأسعار؛ إذ تباع العبوة المستوردة بحوالي 7900 جنيه إسترليني، بينما يحتاج المريض من 2.5 إلى 3 عبوات شهرياً حسب العمر والجرعة. في المقابل، لا يتجاوز سعر العبوة المحلية نحو 20 مليون تومان، مع تغطية جانب كبير منها عبر التأمين الصحي.
وتوضح الباحثة أن الدواء يعمل على تحفيز الجسم لإنتاج البروتين الذي يفتقده مرضى SMA والمسؤول عن وظائف الأعصاب والعضلات. ورغم أن النسخة الأصلية صُممت لإيقاف تطور المرض، فإن التجارب المحلية أظهرت تحسناً حركياً لدى المرضى الإيرانيين.
وقدمت قاسمي مثالاً بطفل كان يعاني من شلل كامل قبل بدء العلاج، وتمكن بعد فترة من استخدام الدواء من الجلوس والتحرك بدرجة أفضل، معتبرة ذلك دليلاً على قدرته في وقف تدهور الحالة وتحسين الأداء الحركي.
وشددت على أن التشخيص المبكر خلال الأيام الأولى بعد الولادة يضاعف فعالية العلاج، إذ قد يمنع ظهور الأعراض مستقبلاً ويحسّن نوعية حياة الطفل على نحو ملحوظ.
وفي ما يتعلق بتوافر الدواء محلياً، أوضحت قاسمي أنه دخل مرحلة الإنتاج التجاري عام 2024، وأن نحو 1500 مصاب بـSMA في إيران يتلقون العلاج حالياً من خلال هذا المنتج، الذي تُؤمّن الشركة احتياجاتهم الشهرية بجرعات تتراوح بين 2.5 و3 عبوات لكل مريض.
وأضافت أن توفر الدواء داخل البلاد يعدّ ميزة حاسمة، إذ يتجاوز سعره العالمي مليار تومان للعبوة، ما يجعل الحصول على النسخة المستوردة أمراً بالغ الصعوبة، بينما يتيح الإنتاج المحلي علاجاً منخفض التكلفة وبجودة مماثلة وفق تقييم هيئة الغذاء والدواء.
كما أشارت إلى الإمكانات التصديرية الكبيرة للدواء، لافتة إلى أن تركيا وحدها استوردت خلال العام الماضي ما قيمته 150 مليون يورو من المنتج الإيراني. وترى أن دخول السوق العالمية سيساهم في تعزيز العائدات الوطنية ويوفّر وفورات مالية قد تصل إلى 55 مليون دولار سنوياً.
واختتمت قاسمي بالتأكيد على أن آلية الدواء تقوم على إعادة تحفيز إنتاج البروتين الحيوي المسؤول عن الحفاظ على وظائف الأعصاب والعضلات، بما يوقف تراجع القدرات الحركية لدى مرضى SMA ويساعد على تحسين أدائهم بشكل ملموس.