وتشهد ولايات كردفان الثلاث منذ أيام موجة تصعيد هي الأوسع منذ اندلاع الحرب عام 2023؛ ففي شمال كردفان وسّع الجيش نطاق سيطرته داخل مدينة الأبيض، واستعاد مدن أم روابة والرهد، إلى جانب تقدمه في منطقتي كازقيل وأم دم حاج أحمد، ما يمنحه موقعاً ميدانياً متقدماً نحو بابنوسة وشرق دارفور.

في المقابل، تحتفظ قوات الدعم السريع بسيطرة واسعة على جبرة الشيخ وحمرة الشيخ والنهود وأم بادر.

وفي جنوب كردفان، تتواصل الاشتباكات المتقطعة حول كادوقلي، بينما تواجه مدينة الدلنج حصاراً مشدداً من الدعم السريع وعناصر الحركة الشعبية–جناح الحلو، ما أدى إلى تفاقم أزمة إنسانية ونقص حاد في المواد الغذائية والدوائية، وسط سقوط ضحايا مدنيين جراء القصف المتبادل.

أما غرب كردفان، فتعيش وضعاً بالغ الهشاشة، خاصة في بابنوسة التي تتعرض لهجمات متكررة، في وقت يقول الجيش إنه لا يزال يسيطر على مواقعه الرئيسية داخل المدينة رغم ضراوة القتال على الطرق المؤدية إليها.

وفي تطور موازٍ، كشفت صور أقمار صناعية عن أضرار كبيرة لحقت بإحدى المنشآت الرئيسية في حقل هجليج النفطي، بعد هجوم بطائرات مسيّرة نفذته قوات الدعم السريع الخميس الماضي. وأفادت مصادر محلية بسقوط قتلى وجرحى بين العاملين، وتعطل جزئي لعمليات التشغيل داخل الحقل.

ويعد حقل هجليج مركزاً محورياً في شبكة إنتاج ونقل النفط داخل السودان، كما يشكل شرياناً أساسياً لنقل الخام القادم من جنوب السودان عبر الأنابيب الممتدة نحو ساحل البحر الأحمر. وتشير التطورات الأخيرة إلى توسع اعتماد قوات الدعم السريع على الهجمات بالطائرات المسيّرة في مختلف جبهات القتال خلال الأسابيع الماضية.