يُعدّ الطب التجديدي أحد أكثر فروع الطب تقدمًا، إذ يهدف إلى إصلاح أو استبدال الخلايا والأنسجة والأعضاء التالفة أو غير الوظيفية في الجسم. وبخلاف العلاجات التقليدية التي تقتصر على علاج أعراض المرض، يسعى الطب التجديدي إلى استعادة الوظيفة الطبيعية للعضو أو النسيج.
ويستخدم هذا المجال تقنيات مثل العلاج الخلوي (وخاصةً بالخلايا الجذعية)، هندسة الأنسجة، العلاج الجيني، وحتى الطباعة الحيوية. على سبيل المثال، يمكن استخدام الخلايا الجذعية لتجديد جزء من عضلة القلب المتضررة من السكتة الدماغية، أو لتجديد أنسجة الغضاريف لدى مرضى التهاب المفاصل. كما أن لهذا النهج تطبيقات واعدة في علاج الأمراض العصبية، والسرطانات، وأمراض الدم، والحروق الشديدة.
تجهيز أربعة مراكز شاملة للخلايا الجذعية في البلاد؛ تعزيز إنتاج المنتجات العلاجية والخلوية
بصفتها مؤسسة استراتيجية مسؤولة عن صياغة وتنفيذ البرامج الرئيسية، اتخذت هيئة التكنولوجيا الحيوية والصحة والتكنولوجيا الطبية التابعة لمعاونية الرئيس الايراني للعلوم والتكنولوجيا والاقتصاد القائم على المعرفة خطوات فعّالة لتطوير سلسلة قيمة الطب التجديدي.
ومن أهم الإجراءات المدرجة على جدول أعمال هذه الهيئة تجهيز أربعة مراكز شاملة على الأقل للخلايا الجذعية، بهدف تعزيز القدرات البحثية والإنتاجية لإنتاج المنتجات العلاجية والخلوية. ويُدرج هذا البرنامج على جدول أعمال الهيئة لهذا العام، وقد بدأ تجهيز مركز شامل للخلايا الجذعية في مدينة مشهد، ويجري العمل على دفع تكاليفه، وسيتم اختيار مراكز أخرى حسب الأولوية والمراجعة.
من بين 12 مركزًا شاملًا في البلاد كانت مدعومة سابقًا من المقر الرئيسي نفسه ونائب الرئيس للعلوم، والتي تم توفير معداتها جزئيًا، سيتم اختيار ثلاثة مراكز أخرى للمعدات. وستلعب هذه المراكز دورًا مهمًا في تسويق ما لا يقل عن عشرين منتجًا قائمًا على المعرفة من الجامعات ومراكز الأبحاث. هذه المنتجات في مجالات العلاج الجيني، وعلاج الخلايا المناعية (نوع من علاج السرطان يستخدم جهاز المناعة في الجسم لمحاربة الخلايا السرطانية)، وعلاج الخلايا، وهندسة الأنسجة.
وقد سمح المقر الرئيسي للشركات بتأسيس وجودها في هذه المراكز الشاملة وتزويدها بغرف نظيفة. ولدعم الشركات، تم توفير التسهيلات اللازمة لإعادة تجهيز المراكز والحصول على التصاريح القانونية والتوجيه بشأن المسار القانوني الصحيح.
العلاج بالخلايا الجذعية والفيروسات: حلول مبتكرة لتجديد الأنسجة وعلاج السرطان
يُعد العلاج بالخلايا الجذعية والفيروسات من أكثر مجالات البحث تقدمًا في الطب الحديث، وقد عزز آمالًا كبيرة في علاج الأمراض المعقدة. فبفضل قدرتها على التحول إلى جميع أنواع خلايا الجسم، يمكن للخلايا الجذعية أن تلعب دورًا هامًا في تجديد الأنسجة التالفة مثل الدماغ والقلب والحبل الشوكي.
أما العلاج بالفيروسات، فيعني الاستخدام الموجه للفيروسات الضعيفة أو المعدلة وراثيًا لتدمير الخلايا المريضة، مثل الخلايا السرطانية. ويمكن لهذين المجالين، خاصةً عند دمجهما، أن يوفرا حلولًا مبتكرة ومنخفضة المضاعفات لعلاج الأمراض التي لم يُطوَّر لها علاجًا فعالًا حتى الآن.
في العلاج بالفيروسات، تُستخدم الفيروسات المعدلة وراثيًا لنقل الجينات العلاجية إلى الخلايا الجذعية (مثل الخلايا المتوسطة). ثم تُحقن هذه الخلايا الحاملة للفيروسات في الجسم، وتنتقل بشكل طبيعي إلى المنطقة المتضررة أو الورم. يتيح هذا المزيج علاجًا أكثر دقة وفعالية مع آثار جانبية أقل، حيث تعمل الفيروسات بطريقة مستهدفة، وتساعد الخلايا الجذعية على تجديد الأنسجة.
منتج إيراني جديد "للعلاج الخلوي" يدخل السوق
في الوقت نفسه، يعمل مركز التكنولوجيا الحيوية على عدة مشاريع في مجال "العلاج الخلوي"، أحدها سُجِّل مؤخرًا لدى هيئة الغذاء والدواء الإيرانية، وأُدرج في قائمة الأدوية الوطنية، وحصل على ترخيص التسويق والبيع. ويُعد هذا الإنجاز خطوةً هامةً في تطوير مجال العلاج الخلوي.
يُستخدم هذا المنتج لعلاج مرض الزرع حيال المضيف (GVHD)، وهو مرض يصيب المرضى بعد عملية الزرع، وقد يُسبب أعراضًا خطيرةً، بل ومُهدِّدةً للحياة. يحدث هذا المرض عندما تُهاجم الخلايا المناعية المزروعة أنسجة جسم المتلقي، مما قد يُعرِّض نتائج عملية الزرع للخطر.
أمل جديد لمرضى البهاق والنمش
كما يُستخدم منتج آخر للعلاج بالخلايا، كان قد طُرح سابقًا في السوق، لعلاج البهاق. البهاق مرض مناعي ذاتي، ويُعتبر أحد اضطرابات الجلد التي تُهاجم الخلايا الصبغية في الجلد وتُسبب تدميرها. يُعرف هذا المرض عادةً باسم البرص والنمش. البهاق مشكلة مناعية ذاتية تُسبب ظهور بقع بيضاء على جلد الشخص المُصاب بهذا المرض لفترة طويلة. ومن أهم أسباب حدوثه نقص الميلانين في الجسم.
مشروع علاج سرطان المعدة بالخلايا قيد التنفيذ في مشهد
وفقًا للدكتور قانعي، أمين عام مقر التكنولوجيا الحيوية، يجري العمل حاليًا على مشروع علاج سرطان المعدة بالخلايا. بالإضافة إلى ذلك، تُجرى تجارب على سرطان الدم في طهران. تستغرق هذه العمليات عادةً من سنتين إلى ثلاث سنوات لتحويلها إلى بروتوكول قابل للاستخدام بعد مراجعته واعتماده من قِبل إدارة الغذاء والدواء.
تحتل إيران حاليًا المرتبة الثانية عشرة عالميًا من حيث منتجات العلاج الجيني والعلاج الخلوي، وبناءً على الأهداف المحددة، من المتوقع أن نصبح من بين أفضل خمس دول في العالم في هذا المجال بنهاية البرنامج السابع.
العلاج الفيروسي لسرطانات المبيض والمثانة والبروستاتا
بالإضافة إلى ذلك، تخضع العديد من المنتجات الأخرى في مجال "العلاج الفيروسي" للمرحلة الأولى من التجارب السريرية، وهي تنتظر موافقة إدارة الغذاء والدواء . صُممت هذه المنتجات لعلاج سرطانات المثانة والمبيض والبروستاتا.