ووفق بيان جيش الاحتلال، فإن ضابط احتياط من كتيبة الهندسة 710 وجنديًا من كتيبة الهندسة 749 أصيبا صباح السبت بجراح بالغة، إثر انفجار عبوة ناسفة زرعت على جانب الطريق، استهدفت مركبة من نوع "هامر" كانا يستقلانها خلال مواجهات في جنوب قطاع غزة.
ويأتي هذا التطور بعد أيام قليلة من مقتل ثلاثة جنود صهاينة في هجوم نفّذه مقاومون فلسطينيون شمال القطاع، حيث تم استهداف دبابة كانت تقلهم بصاروخ موجه، ما أدى إلى مقتلهم وإصابة آخرين بجراح متفاوتة.
وبحسب الموقع الرسمي لجيش الاحتلال، ارتفع عدد قتلى جنوده إلى 893 منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، بينهم 449 قُتلوا بعد بدء الهجوم البري على غزة.
في المقابل، أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة أن حصيلة العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ تسعة أشهر تجاوزت 198 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من عشرة آلاف مفقود، وسط ظروف إنسانية كارثية، تسببت بها سياسة الحصار والإبادة الجماعية التي ينتهجها الاحتلال.
وفي سياق المواجهات الميدانية، نشرت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة "حماس"، مشاهد مصورة لعمليات نوعية نفذها مقاتلوها ضد قوات الاحتلال في محيط مخيم جباليا شمالي القطاع، ضمن سلسلة عمليات تحمل اسم "حجارة داود".
وأظهرت المشاهد لحظات الاشتباك المباشر مع قوات العدو، وتسلل المقاومين خلف خطوطه، وتدمير عدة آليات باستخدام قذائف متطورة وعبوات ناسفة، وسط انفجارات واشتباكات عنيفة.
وكانت القسام قد وثّقت، في 23 حزيران/يونيو الماضي، كمينًا محكمًا شرق جباليا، قضى خلاله مجاهدوها على ثلاثة جنود صهاينة من مسافة صفر، في عملية مباغتة تعكس الجهوزية العالية للمقاتلين، وقدرتهم على التحرك والمناورة في عمق مناطق الاشتباك.
كما كشفت الكتائب عن عملية أخرى بتاريخ 12 تموز/يوليو، جرى خلالها استهداف آليتين من طراز "ميركافاه" في منطقة "العمري" وسط جباليا البلد، باستخدام قذيفة "تاندوم 85" وعبوة ناسفة من طراز "برق"، وسط إطلاق نار كثيف، في هجوم مزدوج أدى إلى إصابات مؤكدة في صفوف الجنود.
وظهر في أحد المقاطع المصورة أحد المجاهدين وهو يجهّز العبوات الناسفة، قائلاً: "الجيش متمركز في البيت اللي جنبنا.. بتشطروا على المدنيين.. والله لنمرمرطهم.. نحن أبطال هذا الدين، وحاشا أن تُهزم أمة نبيها محمد."
وتأتي هذه العمليات النوعية في ظل معارك استنزاف متواصلة تخوضها فصائل المقاومة الفلسطينية، في وقت تتواصل فيه المساعي الإقليمية والدولية، عبر مصر وقطر والولايات المتحدة، للتوصل إلى اتفاق تهدئة أو وقف إطلاق نار، رغم تعنت كيان الاحتلال ورفضه الانسحاب من القطاع.
فشل الاحتلال الإسرائيلي في تحقيق أهدافه المعلنة، وعلى رأسها تفكيك بنية المقاومة، وإطلاق سراح أسراه، ما دفعه إلى تصعيد جرائمه بحق المدنيين واتباع سياسة الأرض المحروقة، ما جعل من عدوانه المستمر أحد أسوأ الكوارث الإنسانية في التاريخ المعاصر.