البث المباشر

جِسر.. "العلامة الكَرمي"، مرشد وأب روحي لعرب إيران

الإثنين 7 يوليو 2025 - 18:39 بتوقيت طهران
تنزيل

فيديوكاست- إذاعة طهران: فيديوكاست خاص يتحدث عن مجموعة "جِسر" بصفة مجموعة من الإنتاجات التي تقدم لكم ما لاتعرفون عن الأهواز وخوزستان، وتتناول هذه الحلقة رواية العلامة الكرمي، تلميذ المرجع الديني أبي الحسن الأصفهاني وأول مرجع ديني وأديب بارع وناشط اجتماعي أهوازي ايراني.

تلميذ المرجع الديني أبي الحسن الأصفهاني وأول مرجع ديني وأديب بارع وناشط اجتماعي أهوازي ايراني كان عضوا في مجلس إنشاء الدستور الإيراني بعد الثورة الإسلامية وقضي علي الكثير من الأعراف القبلية الخاطئة بحضوره في الاجتماعات وإمامته لجماهير الناس في مسجده عند الصلوات ومعارضته للمعتقدات الخاطئة في كلام الأدباء من خلال أبياته الشعرية.

هل تعرفونه؟.

لمع وسطع نجمه في سماء الآدب بالذات عندما عارض "مقصورة" أبي دريد وحلّ طلاسم إيليا أبو ماضي وخمّس لسيد رضا الهندي ونظم بعض آثار المنفلوطي.

جمع بين مختلف العلوم، وترك بصمات خالدة في ميادين العلم والمعرفة.

جاء ذكره وترجمة حياته في كثير من الكتب المعروفة أمثال معارف الرجال وأدب الطف وشعراء الغري وماضي النجف وحاضرها وصفحات من تاريخنا المجيد.

ولد عام 1340هـ في النجف، وعندما توفي جده الشيخ نصر الله في عام 1346هـ، اضطر والده محمد طه أن يترك النجف ويسكن في ديار الحويزة.

خلال الثورة الإسلامية بقيادة الإمام الخميني (رحمة الله علية) كانت توجيهاته وإرشاده وخططه الثورية في مدينة "سوسنكرد" حاسمة.

في عام 1979، تم انتخابه عضوا في مجلس المراجعة النهائية لدستور الجمهورية الإسلامية نيابة عن أهالي محافظة خوزستان.

إن مقاومته الشجاعة في الحرب المفروضة وتنظيم العشائر الأبطال أثارت كراهية الأعداء البعثيين لدرجة أنهم دمروا منزله.

وقد عُنيَ الأب العالم بتعليم ابنه النابه شد العناية. وقد تتدرج الشيخ في المراحل العلمية متنقلا بين حوزات العلم في النجف الأشرف والأهواز وقم حتي بلغ مرحلة الاجتهاد فأجازه علماء العصر.

بعد وفاة والده المكرم في شهر محرم عام 1968، هاجر من النجف الأشرف إلي خوزستان ليقوم بأداء الواجب الملقى على عاتقه وهو الأخذ بيد الأمة وهدايتها إلى طريق الله سبحانه وتعالى والسير على نهج محمد وآل محمد عليهم السلام، فاستقرّ في مدينة"سوسنكرد" هادياً ومرشداً ومعلماً وأباً روحياً لجميع المنطقة، فمكث فيها إلى أن هدمت الحرب داره واحتلّ جيش البغي والعدوان مدينة "سوسنكرد"، فانتقل إلى الأهواز وبقي فيها حتى في أحلك ساعات الحرب فلم يغادرها للحظه واحدة، وهكذا بقي فيها صامداً محتسباً صابراً إلى أن فرّج الله الكربة عن البلاد والعباد؛ ولا زالت - وباستمرار- داره العامرة مهوى أفئدة عارفي حقّه وفضله حتى انتقل إلى رحمة ربّه.

مضى سنوات عديدة في تعليم الشباب وحل مشاكل الناس وتأسيس مراكز دينية وعلمية.

وعلى الرغم من المشاكل الكثيرة خلال الأوقات الصعبة في الأيام الحرب المفروضة، لم يترك الأهواز، وفي منزله المتواضع، بدأ بتدريب ودعم المحاربين.

-كانت له عناية خاصة بالفقراء والمعدومين. فقد أنشاء مسجدا وحسينية في الحويزة
وحوزة علمية في الأهواز خرّجتْ كبار العلماء ومستشفى العلامة الكرمي، ممّا جعلها ملجأ للفقراء والمحتاجين.

من مؤلفاته يمكن الإشارة الي التفسير للكتاب الله المنير (في 8 مجلدات) وقصص الأنبياء والهداية في علم الأصول (في 3 مجلدات) وجواب السائل عن محتوي الرسائل والفضائل والرذائل وأصول الدين الإسلامي والعواطف الثائرة، ديوان شعر صغير، ما ينوف علي خمسة آلاف بيت. والتحفة المحمدية في كليات المسائل النحوية والحياة الروحية (3مجلدات) رغم أنّه أستاذ فقه وعالم كبير

نظم العلامة الكرمي رحمة الله عليه قصيدة باسم "المقصورة" عارض فيها مقصورة ابن دريد وهو محمد بن الحسن بن دريد الأزدي (۲۲۳-۳۲۱) قال مقصورته في مدح الأمير أبي العباس إسماعيل بن عبدالله من أولاد بهرام جور الذي كان حاكم نيسابور لكن العلامة أفعم مقصورته بالتفاهيم العالية الحقائق الثمينة وجمع فيها قواصي المعاني من مباحث النبوة والإمامة والمناظرات القيمة في حلل من الألفاظ الزاهية ومعان من الشعر عالية.

كان العلامة الكرمي (ره) شاعرا أديبا اتخذ من الشعر الهادئ وسيلة للوصول لرضا خالق الكون وله الكثير من القصائد.

وقد ارتحل في ليل الخميس 2003/1/27 ملبياً نداء ربّه ومخلفاً ورائه حزن محبيه.

اجتمع في تشيعه عشرات الآلاف من أهالي خوزستان والشخصيات الدينية والحكومية.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة