البث المباشر

لماذا يعد تخصيب اليورانيوم خطا أحمر؟

الثلاثاء 10 يونيو 2025 - 18:43 بتوقيت طهران
تنزيل

فيديوكاست- إذاعة طهران: فيديوكاست خاص يتحدث عن تخصيب اليورانيوم بصفة أساس الصناعة النووية وخط أحمر للجمهورية الإسلامية الإيرانية في محادثاتها مع الولايات المتحدة والذي لايمكن التنازل عنه تحت أي ظرف.

في خضم الصراع بين إيران والولايات المتحدة، لماذا يُعدّ تخصيب اليورانيوم خطاً أحمر بالنسبة لإيران في جميع المفاوضات التي تدور حول البرنامج النووي الإيراني، هناك مفهوم واحد دائما في مركز الاهتمام: "تخصيب اليورانيوم".

بالنسبة لإيران، هذا ليس مجرد نشاط تقني. إنه خط أحمر. خط أحمر لا يمكن لطهران التراجع عنه.

ولكن لماذا؟

لماذا يُعدّ التخصيب بهذه الدرجة من الأهمية للجمهورية الإسلامية بحيث لم توقفه محاولات الضغط الدولي الشديد، والقرارات الستة الصادرة عن مجلس الأمن، والعقوبات الواسعة؟.

لإيران أسبابها المكونة من عدة جهات.

 

الأولى: تأمين مستدام للطاقة والاحتياجات الطبية

ضمن خطتها طويلة الأمد، أعلنت إيران أنها تحتاج، إلى أكثر من ٢٠ ألف ميغاواط من الكهرباء النووية. كذلك، تحتاج سنويًا إلى أدوية مشعة لأكثر من مليون مريض، وهذا ما لا يمكن إنتاجه إلا باستخدام اليورانيوم المخصب.

بالنظر إلى التجارب السابقة ونقض العهود من قِبل الدول المصدرة، توصّلت طهران إلى نتيجة مفادها أن تأمين الوقود من الخارج ليس خيارا آمنا ولا موثوقا.

 

الثانية: الحقوق الدولية لإيران التي تضمنها معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (NPT).

بموجب معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، يحقّ للدول غير النووية أيضًا امتلاك التكنولوجيا النووية السلمية، بما في ذلك التخصيب. وقد تم الاعتراف بهذا الحق لإيران في الاتفاق النووي وقرار مجلس الأمن ٢٢٣١.

 

الثالثة: ورقة ضغط دبلوماسية في السياسة الخارجية

إن قدرة إيران التقنية على التخصيب – سواء بالمستويات المنخفضة أو بإمكانية رفعها – تُعدّ أداة مهمة في المفاوضات.

أداة تمكّن طهران من إظهار ردّ قانوني ومتناسب سواء التزام الطرف المقابل بتعهداته أو خرقها.

 

الرابعة: التقدّم التكنولوجي والاستقلال العلمي

التخصيب لا يعني فقط استخدام أجهزة الطرد المركزي، بل يتطلب دمج معارف عالية المستوى مثل الفيزياء النووية، والهندسة الميكانيكية، والمواد، وتقنيات النانو، والتحكم الصناعي.

وقد طورت إيران هذه التقنية بشكل محلي بالكامل، وهي تمتلك اليوم القدرة على تصنيع أجيال متقدمة من أجهزة الطرد المركزي. وفي ظل العقوبات، يُعد هذا الإنجاز رمزًا للقدرة الوطنية.

 

وبالتالي: الردع الاستراتيجي والمكانة الدولية.

إيران هي الدولة الوحيدة في المنطقة التي توصلت إلى دورة الوقود النووي الكاملة من دون الاعتماد على الدول الغربية.

هذا الموقع لا يهم طهران فقط من الناحية التقنية، بل يُعدّ رمزًا للاستقلال السياسي والعلمي، وأيضًا للردع العسكري.

ولهذا، من وجهة نظر إيران، فإن التخصيب ليس أمرا يمكن التنازل عنه أو المساومة عليه.

إنه أداة للبقاء، وأداة للقوة، وأداة للثقة الوطنية.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة