البث المباشر

لماذا يعتبر كسر الحصار عن اليمن ضرورة حتمية لإيران؟

الأربعاء 11 يونيو 2025 - 14:29 بتوقيت طهران
لماذا يعتبر كسر الحصار عن اليمن ضرورة حتمية لإيران؟

إن رفع الحصار وإقامة علاقات اقتصادية مع اليمن، إلى جانب المصالح الاقتصادية المتبادلة، سيعزز مكانة الجمهورية الإسلامية والنفوذها الإقليمي، ويزيد من ثقة حلفائها وشركائها.

اليمن دولة ذات تاريخ عريق وحضارة عريقة، وتتمتع بموقع جيوسياسي بالغ الأهمية. وتقع جنوب المملكة العربية السعودية، وتطل على مضيق باب المندب. ويربط هذا المضيق، البحر الأحمر بخليج عدن والمحيط الهندي، ويمثل بوابة القارة الأفريقية. كما تمر أكثر من 25 ألف سفينة عبر مضيق باب المندب يوميًا، وهو ما يمثل حوالي 10% من التجارة العالمية.

الموقع الاستراتيجي لمضيق باب المندب

بالإضافة إلى ذلك، ووفقًا لتقرير صادر عن وكالة معلومات الطاقة الأمريكية (EIA)، يمتلك اليمن حوالي 3 مليارات برميل من احتياطيات النفط، مما يضعه في المرتبة 29 عالميا من حيث احتياطيات النفط.

احتياطيات النفط في دول مختلفة

كما يمتلك اليمن أيضًا إحتياطيات من الذهب، الفضة، الحديد، الرصاص، الزنك، التيتانيوم، الجبس، الرخام والجرانيت. لذلك، لطالما كان هذا البلد محط اهتمام القوى الكبرى. ومنذ عام ١٩٩٠ وحتى قبل الثورة الشعبية ، كان دائما تحت سيطرة قوى تابعة لقوى إقليمية وخارجية، وخاصة المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة.

وفي عام 2011، انطلقت ثورة الشعب اليمني احتجاجًا على حكومة علي عبد الله صالح الديكتاتورية، الفساد، سوء إدارة الموارد الحكومية، الفقر والبطالة بين الشباب، وتزايد الضغوط الاقتصادية الناتجة عن رفع دعم الوقود والسلع الأساسية. وبعد هذه الثورة، تشكلت حكومة شعبية في اليمن عام 2014.

دخلت الولايات المتحدة، المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، التي رأت أن مصالحها وأمنها في خطر بسبب رحيل حكومة عميلة، الحرب ضد الثورة الشعبية اليمنية. ونتيجة لهذه الحرب، قُتل العديد من اليمنيين الأبرياء، ودُمر جزء كبير من بنيتها التحتية المحدودة، وحوصر اليمن، الذي لا يزال مستمرًا حتى يومنا هذا.

على الرغم من هذه الظروف، دخل الشعب اليمني الحرب مع الكيان المحتل دعماً لشعب غزة المظلوم ضد الجرائم غير المسبوقة لهذا الكيان الصهيوني الغاصب بعد عملية "طوفان الأقصى".

في المقابل، هاجم التحالف الصهيوني الأمريكي مرارا وتكرارا البنية التحتية الاقتصادية والصحية والموانئ في اليمن، مما أدى إلى تعقيد الظروف التجارية والاقتصادية، وخاصة في مجال الصحة والعلاج.

ودعمت جمهورية إيران الإسلامية دائمًا الحكومة الشعبية اليمنية في المجالات السياسية والعسكرية ضد جرائم السعودية، الولايات المتحدة والكيان الصهيوني خلال حربها مع التحالفين العربي الأمريكي والصهيوني الأمريكي، ولديهما حاليا علاقات رفيعة المستوى في هذه المجالات.

ومع ذلك، وعلى الرغم من حاجة الحكومة الشعبية اليمنية إلى إقامة تفاعلات تجارية واقتصادية مع حلفائها، وخاصة جمهورية إيران الإسلامية باعتبارها الداعمة الرئيسية والحليفة الاستراتيجية، فقد تم إهمال هذا المجال.

لذلك، من الضروري للجمهورية الإسلامية الإيرانية، بصفتها حليفة استراتيجية لليمن، أن تُقيم علاقات تجارية واقتصادية مع هذا البلد الاستراتيجي بهدف إضفاء الشرعية على الحكومة الشعبية اليمنية، تعزيز معنويات هذا الشعب في الظروف الصعبة الراهنة، تلبية احتياجات الشعب اليمني الصامد، والاستفادة من الموارد والقدرات الاقتصادية الهائلة التي يتمتع بها هذا البلد.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة