واوضح تنجستاني ان حقل بلال الذي يقع بالقرب من الحدود مع قطر من الحقول المشتركة ويتمتع بإمكانات عالية لتلبية الاحتياجات المحلية والتصديرية، مؤكداً ان تطوير الحقل لا يثبت القدرات التقنية والهندسية الإيرانية فحسب، بل إنه يشكل خطوة كبيرة نحو الاكتفاء الذاتي للبلاد في صناعة النفط والغاز.

وأشار إلى مراحل تنفيذ وإنشاء المرافق اللازمة لحقل بلال، وأضاف ان المختصون الايرانيون نجحوا في استخدام التقنيات الحديثة والمعرفة المحلية، في تنفيذ مراحل إنشاء وتطوير هذا الحقل بجودة عالية.

وتابع تنجستاني "هذا المشروع لن يساعد فقط في تزويد البلاد بالطاقة، بل سيخلق فرص العمل والازدهار الاقتصادي في المنطقة". ونظرا لأهمية هذا المجال، فمن المتوقع أن تتمكن إيران من خلال تسريع تطويره من الاستحواذ على حصة أكبر من سوق الطاقة العالمية.

عمليات الحفر قريبا بتركيب سترة البئر
إن الاستخراج من الحقول المشتركة له أهمية كبيرة، ومن الضروري إعطاء الأولوية للاستخراج من هذه الحقول في الاستثمار في صناعات النفط والغاز، وبالطبع تم اتخاذ إجراءات جيدة في هذا الصدد.

ومن بين الحقول المشتركة في إيران حقل غاز بارس الجنوبي، المشترك بين إيران وقطر. ورغم أن القطريين كانوا يملكون إنتاجاً أكبر من هذا المجال لسنوات، إلا أن إنتاج إيران تجاوز قطر في هذا المجال في السنوات الأخيرة.

يقع حقل بلال للغاز على بعد حوالي 40 كيلومتراً شرق حقل بارس الجنوبي للغاز وعلى مقربة من الحدود الإيرانية القطرية. وتدير شركة بارس للنفط والغاز الجزء الغازي من حقل بلال، بينما تدير شركة أوفشور الجزء النفطي منه.

وتبلغ المسافة بين حقل بلال للغاز ومنشآت بلال النفطية في البحر نحو كيلومتر واحد، وسيتم ربط الغاز المستخرج من حقل بلال للغاز بمنصة بارس الجنوبي 12C عبر خط أنابيب ومن ثم نقله إلى مصفاة المرحلة 12 عبر خط أنابيب SP12C.

يقع مشروع حقل غاز بلال على بعد 30 كيلومتراً جنوب شرق حقل بارس الجنوبي و90 كيلومترًا جنوب غرب جزيرة لافان (خط الحدود المشترك مع قطر).

ويهدف هذا المشروع إلى إنتاج الغاز والمكثفات الغازية بمعدل 500 مليون قدم مكعب و15 ألف برميل يوميا على التوالي، ومن ثم نقلها عبر خط الأنابيب إلى مصافي بارس الجنوبي.

ومن أهم مميزات تنفيذ خطة تطوير حقل بلال للغاز هو استخدام المعرفة والخبرة الإيرانية، حيث يتم استخدام ما يقرب من 100% من أجزاء ومعارف وجهود العمال والمهندسين الإيرانيين في بناء سترة البئر الخاصة به. .

وينتج حقل بلال 14.2 مليون متر مكعب من الغاز و10 آلاف برميل من المكثفات الغازية يوميا، وهو ما سيلعب دورا مهما في تزويد محفظة الطاقة في البلاد.

تسريع استخراج حقول الغاز المشتركة
من جهته قال الخبير في مجال الطاقة ان العالم اليوم يعترف بموارد الطاقة كأحد أهم العوامل في النمو الاقتصادي والتنمية في البلدان، ويجب على إيران، التي تمتلك حقول غاز مشتركة، وخاصة حقول الغاز مع قطر، أن تستثمر في هذه الموارد لتسريع التنمية واستخراج هذه الموارد".

وأضاف محمد مهدي محمديان إن حقول مثل حقل بارس الجنوبي وحقل بلال هي أمثلة على هذه الحقول التي لا تستطيع تلبية الاحتياجات المحلية فحسب، بل لديها القدرة على التصدير وزيادة الدخل الوطني.

وأكد: "نظرا للمنافسة العالمية الشديدة في صناعة الطاقة فإن تسريع تطوير حقول الغاز المشتركة يمكن أن يساعد إيران على الحصول على مكانة أفضل في سوق الطاقة العالمية".

وأشار خبير الطاقة إلى أنه "نظراً للعقوبات والقيود الدولية، فإن الاستخدام الأمثل لهذه الموارد يمكن أن يساعد في تقليل اعتماد البلاد على واردات الطاقة"، مؤكداً ان تحقيق هذا الهدف، يتعين على الحكومة والقطاع الخاص العمل معاً لتوفير الاستثمارات اللازمة وتوفير البنية التحتية اللازمة للاستخراج من هذه الحقول".

وقال منفذ خطة تطوير حقل بلال للغاز إن تنفيذ خطة تطوير مرحلة الغاز تتكون من أجزاء مختلفة، وفي حقل بلال للغاز تم استخدام قدرات الخبراء المحليين في أفضل شراكة في جميع المراحل.

وفي إشارة إلى عملية تحميل الغلاف لمشروع تطوير حقل بلال المشترك للغاز، أضاف إحسان محمدي: "لنشر الحفار في موقع بلال الحدودي وإجراء عمليات الحفر، يجب تثبيت هذا الغلاف أولاً".

حقل بلال للغاز سينتج الغاز بالقدر الذي تحتاجه محافظة باردة في البلاد. وتابع كورفي: في الخليج الفارسي وفي المكان الذي سيتم فيه حفر حقل بلال للغاز، يبلغ عمق المياه 65 متراً، وهذه السترة يبلغ ارتفاعه 75 متراً، وبعد التثبيت، يمكنه دعم العمليات الأخرى في المنطقة.

وأوضح مدير مشروع تطوير حقل بلال للغاز أن هذه السترة التي تم بناؤها بوزن يزيد عن ثلاثة آلاف طن، تابع: هذه السترة يبلغ وزنها الوبر 1256 طناً ووزن السترة والملحقات 1800 طن، وهي تم بناؤه على ارتفاع 75 مترا.

وأشار إلى أنه تم الاستفادة من 100% من طاقة الخبراء المحليين في هذا المشروع، وقال: "تم إنجاز مليون و30 ألف ساعة عمل دون وقوع أي حوادث".

وأكد محمدي تم إنفاق أكثر من 16 مليون دولار أي ما يعادل تريليون تومان على إنتاج هذه السترة، وتم تنفيذ كافة الأعمال على أيدي خبراء محليين، وأوضح أن إنتاج البلاد من الغاز سيرتفع بمقدار 14.2 مليون متر مكعب يوميا أي ما يعادل 500 قدم مكعب من الغاز مع استغلال حقل بلال الغازي، وأعلن عن إنتاج 10 آلاف برميل يوميا من المكثفات الغازية في هذا الحقل. حقل بلال للغاز سينتج الغاز لتلبية احتياجات محافظة باردة في البلاد.

يشار الى ان حقل بلال هو احد مشاريع الغاز المهمة في ايران والذي يتم تطويره استناداً إلى قدرات الخبراء المحليين، وان عملية التطوير تشكل خطوة مهمة نحو الاكتفاء الذاتي في صناعة النفط والغاز.