البث المباشر

فتنة التكفير والفرج الأكبر/جديد العلامات والفتنة النجدية/حكاية عنوانها (دلائل الإمام الحق)

السبت 20 إبريل 2019 - 16:11 بتوقيت طهران

(الحلقة : 419)

موضوع البرنامج:
فتنة التكفير والفرج الأكبر
جديد العلامات والفتنة النجدية
حكاية عنوانها (دلائل الإمام الحق)

شرف خصصت به وعزٌ أمنع

تزهو بك الدنيا وسرك مودع

وبقية الله التي في أرضه

لجلاله تصبو القلوب وتتبع

ترد الفضائل وهي بيض نصع

تقوى وأنت الناسك المتورع

الله بارك فيك شرع محمد

فإليك طلاب العدالة تهرع


بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على أبواب رحمة الله المصطفى حبيب الله وآله الهداة الى الله.
السلام ليكم مستمعينا الأكارم ورحمة الله..
على بركة الله نلتقيكم في حلقة اليوم من هذا البرنامج إخترنا لمطلعها وختامها أبيات من قصيدة مهدوية للأديب المعاصر السيد هادي آل طعمة.
ولنا في هذا اللقاء وقفة عند أحاديث العلامات الحتمية لظهور المهدي المنتظر – أرواحنا فداه – في فقرة عنوانها: فتنة التكفير والفرج الأكبر
تليها إجابة عن سؤالي الأخت الكريمة نادية كنان والأخ سعد العبيدي عن:جديد العلامات والفتنة النجدية
أما حكاية هذا اللقاء فقد إخترناها من كتاب (كمال الدين) وفي درس تربوي مهم للنجاة من فتن الأدعياء.. ننقلها لكم تحت عنوان: دلائل الإمام الحق
تابعوان أيها الأكارم ومحطات هذا اللقاء من برنامجكم شمس خلف السحاب.
معكم والفقرة التالية وعنوانها هو:
فتنة التكفير والفرج الأكبر
روى الشيخ النعماني في كتاب الغيبة مسنداً عن الإمام الحسن المجتبى – عليه السلام – قال: "لا يكون الأمر الذي تنتظرون حتى يبرء بعضكم من بعض، ويتفل بعضكم في وجوه بعض، ويشهد بعضكم على بعض بالكفر ويلعن بعضكم بعضاً
فقيل: ما في ذلك الزمان من خير! فقال الحسين – عليه السلام -:"الخير كله في ذلك الزمان، يقوم قائمنا ويدفع ذلك كله.
مستمعينا الأكارم، الحديث المتقدم هو من أبلغ النصوص الشريفة التي تتحدث عن ظاهرة (التكفير) بين المسلمين كأحد العلامات الحتمية لظهور المهدي الموعود والقريبة من موعد ظهوره – عجل الله فرجه -.
أما بالنسبة لحتمية وقوع هذه العلامة فهي مستفادة بوضوح من قول الإمام الحسن المجتبى – صلوات الله عليه – وفي أول حديثه: "لا يكون الأمر الذي تنتظرون أي ظهور بقية الله المهدي – عجل الله فرجه – فهذا الظهور لا يكون حتى تظهر معالم ظاهرة التكفير الأربعة التي تذكرها فقرات الحديث اللاحقة.
هذا بالنسبة لحتمية تحقق هذه العلامة من علامات الظهور المهدوي المقدس؛ أما قربها من موعد ظهوره – عجل الله فرجه – فهو مستفاد من آخر النص المتقدم فنلاحظ أن أحد الحاضرين قد استعظم حصول هذه الظاهرة المؤلمة بين المسلمين، وقال بسبب ذلك: ما في ذلك الزمان من خير؛ فكان رد الإمام الحسين مكملاً لبيان أخيه الإمام الحسن – عليهما السلام – إذ بيّن أن أصل ظهور هذه العلامة فهي بشارة بقرب ظهور من ينهي هذا الإختلاف الدموي المؤلم، فقال – صلوات الله عليه –:"الخير كله في ذلك الزمان، يقوم قائمنا ويدفع ذلك كله.
أيها الإخوة والأخوات، وعندما نتأمل في نص الحديث الشريف المتقدم نلاحظ بوضوح أن الإمام الحسن المجتبى – صلوات الله عليه – قد بيّن أن ظاهرة التكفير بين المسلمين تكتسب الحالة الشمولية والراسخة قبيل ظهور المهدي الموعود – عجل الله فرجه – فأولاً يقول – عليه السلام -:
"لا يكون الأمر الذي تنتظرون حتى يبرء بعضكم من بعض.
وهذا يعني أن ظاهرة التكفير تصبح راسخة في القلوب تصل الى مرحلة البراءة وتنتقل الى السلوكيات فتظهر في أنواع من التعامل المعبر عن البغضاء والقطيعة نظير النموذج الذي يشير إليه قول مولانا المجتبى – عليه السلام -: (ويتفل بعضكم في وجوه بعض).
كما أن هذه الحالة تغطى بصبغة شرعية، فتُفتعل المسوغات ذاق الطابع الشرعي لتكفير أهل القبلة وهذا ما يشير إليه قول مولانا السبط المحمدي الأكبر: (ويشهد بعضكم على بعض بالكفر، ويلعن بعضكم بعضاً).
وواضح أن إضفاء هذه الصبغة الشرعية المفتعلة على التكفير يجعلها وسيلة لإستحلال دماء المسلمين وهدرها وبالتالي سفكها بصور بشعة نشهد اليوم أبشع مصاديقها في سلوكيات الحركات التكفيرية ذات الجذور التي ترجع الى أشياع آل أبي سفيان وهم من أوائل المبتدعة الذين إبتدعوا تكفير المسلمين وسفك دمائهم.
اللهم صل على وليك المحي سنتك، القائم بأمرك الداعي إليك، الدليل عليك، وحجتك على خلقك وخليفتك في أرضك وشاهدك على عبادك.
اللهم أعزّ نصره ومدّ في عمره وزيّن الأرض بطول بقائه برحمتك يا أرحم الراحمين.
كانت هذه مستمعينا الأفاضل، الفقرة الأولى من أحد الأدعية الجليلة المروية عن أهل البيت – عليهم السلام – في كتاب غيبة الشيخ الطوسي والتي أمروا المؤمنين بالمواظبة عليها لتعجيل ظهور خاتم الأوصياء المحمديين خليفة الله المهدي – أرواحنا فداه -.
نتابع أيها الأكارم تقديم حلقة اليوم من برنامجكم (شمس خلف السحاب) تستمعون لها من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران.
مستمعينا الأحبة، من الأخت الكريمة نادية كنان وصل البرنامج سؤال يقول:
هل ظهرت علامات جديدة لظهور المهدي عجل الله فرجه؟
ووصلنا أيضاً من الأخ سعد العبيدي سؤال يقول: هل وجود داعش من علامات ظهور المهدي – عجل الله فرجه -؟
إجابة عن كلا السؤالين نستمع لها من أخينا الحاج عباس باقري في الدقائق التالية:
class="TELLER"> باقري: بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ايها الأخوة والأخوات ورحمة الله وبركاته وسلام الى الأخت نادية كنان وكذلك الى الأخ سعد العبيدي. أبدأ بسؤال الأخت نادية. فيما يرتبط بالعلامات الجديدة لظهور الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف، يمكن أن نستفيد من مجموع الأحاديث الشريفة الواردة عن ائمة اهل البيت وعن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله أن مانشهد تحققه الآن ومنذ عقود عدة بدأت إرهاصاته والآن ظهرت الكثير من تفصيلاته يرتبط بعلامة ظهور الفتنة النجدية المشرقية، هذه هي الفتنة أنبأ عنها النبي الكرم صلى الله عليه وآله في أحاديث عدة مروية من طرق الفريقين "يخرج منها قرن الشيطان" الكثير من التفصيلات التي عندما يتأمل فيها الباحث المنصف يجد إنطباقها على اساس ظهور الوهابية مبدأ وظهور نتاجات الوهابية لاحقاً، هذه النتاجات التي تحققت بظهور الحركات التكفيرية، هذا اولاً. من العلامات المهمة التي نشهد تحققها ايضاً والتي وردت في عدة من الأحاديث الشريفة وبلغة تفيد حتمية وقوع هذه العلامات كما هو الحال بالنسبة لظهور الحركات التكفيرية، هي علامة ظهور الاضطرابات والنزاعات الشديدة. ليس في منطقة واحدة من مناطق الشرق الأوسط او العالم بل في مناطق مختلفة متعددة وخاصة في الروايات التأكيد على منطقة الشرق الأوسط ومنطقة الجزيرة العربية، منطقة الشامات وغيرها وهذا مانشهد تحققه الآن. على ضوء هذه التوضيحات ايضاً تتضح الإجابة عن سؤال الأخ الكريم سعد العبيدي، سؤاله عن داعش وهل أنها من علامات ظهور الامام المهدي سلام الله عليه؟ نعم ظهور داعش بهذا الأساس وبهذا الوصف وبهذا العنوان وبكونها أهم نتاجات الحركات التكفيرية، هي في الواقع بلا شك من علامات الظهور، بهذا المعنى يعني هي الحركة التي شهرت سلاح التكفير الوهابي يعني الوهابية انطلقت من مبدأ التكفير لعامة المسلمين وعداء خاص لأتباع مدرسة ائمة اهل البيت. من هذا المنطلق الآن نشهد أوضح تجلياته وذروة تجلياته في حركة داعش، يعني شدة عداءها للمسلمين، شدتها في التكفير، قسوتها في القتل وسفك الدماء. هذه كثير من الجزئيات التي وردت في الأحاديث الشريفة بالنسبة للفتنة النجدية وفتنة الوهابية وبالتالي قضية التكفير وبخصوص التكفير وردت تصريحات في الأحاديث الشريفة خاصة في أحاديث أهل البيت سلام الله عليهم "حتى يكفر بعضكم بعضاً" يعني إستحلال الدماء، هدر الدماء، هذه الحالة موجودة في داعش وهي تلتئم مع الأحاديث الشريفة التي تتحدث عن ظهور جماعات يسبقون السفياني، لهم صفات قريبة من صفات داعش وهذا الأمر قد تم تناوله في العديد من الدراسات الحديثة التطبيقية لعلامات الظهور وكذلك وردت اشارات اليه في البرنامج وحركة السفياني هي في الحقيقة المظهر الأخير او المظهر الأبرز لداعش ولأفكار داعش ونظرية داعش في تكفير المسلمين وتخصيص العداء لأتباع مدرسة أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين.
نشكر أخانا الحاج عباس باقري على هذه التوضيحات، وننقلكم الآن مستمعينا الأفاضل الى رواية تشتد حاجة المؤمنين الى الدرس التربوي الذي تتضمنه، ففي هذا الدرس هداية من إمامنا ووالد إمام زماننا مولانا الحسن الزكي العسكري، هداية يبين فيها – صلوات الله عليه – سبيل النجاة من أخطر فتن عصر الغيبة وهي فتن أدعياء المهدوية.. لنتأمل معاً أيها الأكارم في الرواية التالية تحت عنوان:

دلائل الإمام الحق


مستمعينا الأفاضل، روى الرواية التالية الشيخ الصدوق في كتاب كمال الدين بسنده عن أبي الأديان علي البصري؛ وهذا العبد الصالح كان من خواص أصحاب الإمام الحسن العسكري وثقاته – عليهم السلام – فقد كان يكلفه الإمام بإيصال رسائله ووصاياه الى شيعته، وكنيته الأصلية هي (أبوالحسن) ولكن إشتهر بكنية (أبي الأديان) لقوة منطقه الإحتجاجي في مناظراته مع أتباع الأديان الأخرى وتبحره في عقائدهم.
قال هذا العبد الصالح فيما رواه عنه الشيخ الصدوق:
(كنت أخدم الحسن بن علي العسكري – عليه السلام – وأحمل كتبه الى الأمصار، فدخلت عليه في علته التي توفي فيها – صلوات الله عليه – فكتب معي كتاباً وقال:
إمض الى المدائن: فإنك ستغيب خمسة عشر يوماً وتدخل سرّ من رأى يوم الخامس عشر وتسمع الواعية في داري وتجدني على المغتسل.
قال أبوالأديان: فقلت: يا سيدي، فإذا كان ذلك، فمن؟ يعني من الإمام بعده..
قال – عليه السلام -: من طالبك بجوابات كتبي فهو القائم بعدي!
فقلت: زدني، فقال – عليه السلام -: من يصلي عليّ فهو القائم بعدي.
فقلت: زدني، فقال: من أخبر عما في الهميان فهو القائم بعدي).
أيها الإخوة والأخوات..
وخرج أبوالأديان البصري مودعاً الإمام العسكري – صلوات الله عليه – وقد حفظ منه العلامات التي تهديه الى معرفة خليفته الإمام الحق وبقية الله في خلقه وهي دلائل تدل على إرتباطه الواقعي وليس التضليلي المخادع بالسماء؛ وذهب هذا السفير وأنجز مهمته وعاد ليشهد صدق ما أخبره به ولي الله العسكري – عليه السلام – مما أطلعه الله عليه من أنباء الغيب؛ قال هذا العبج الصالح في تتمة الرواية:
(وخرجت بالكتب الى المدائن وأخذت جواباتها ودخلت سر من رأى يوم الخامس عشر كما ذكر لي – عليه السلام – فإذا أنا بالواعية في داره، وإذا به على المغتسل، وإذا بجعفر بن علي أخيه بباب الدار، والشيعة من حوله، يعزونه ويهنؤونه، فقلت في نفسي: إن يكن هذا الإمام فقد بطلت الإمامة)
نعم أيها الأحبة، فقد صدق أبوالأديان فيما حدث به نفسه لأن جعفراً هذا كان يومها قد ادعى الإمامة بتحالف من السلطة العباسية لصرف الشيعة عن الخليفة الحقيقي للإمام العسكري – عليه السلام – ولك يكن متحلياً بصفات الإمام من عظيم التقوى والعلم اللدني وغيرهما لذلك عرف يومها بالكذاب قبل توبته فيما بعد حيث لقب بعدها بجعفر التواب، ورغم ذلك فقد أخذ أبوالأديان يرصد ظهور دلائل الإمامة، قال – رضوان الله عليه – في تتمة روايته:
(فتقدمت، فعزيت [جعفراً] وهنيت فلم يسألني عن شيء [أي لم يطلب منه جوابات كتب الإمام العسكري كما أخبر – عليه السلام – من قبل]
ثم خرج عقيد الخادم فقال لجعفر: يا سيدي، قد كفّن أخوك، فقم للصلاة عليه؛ فدخل جعفر والشيعة من حوله.. فلما صرنا في الدار إذا نحن بالحسن بن علي – صلوات الله عليه – على نعشه مكفناً، فتقدم جعفر ليصلي على أخيه، فلما هم بالتكبير خرج صبي بوجهه سمرة، بشعره قطط [أي تجاعيد] بأسنانه تفليج [أي أفرق الثنايا من أسنانه الأمامية] فجذب رداء جعفر وقال:
"يا عم تأخر؛ فأنا أحق بالصلاة على أبي"
وهكذا مستمعينا الأكارم شاهد أبوالأديان أولى دلائل الإمامة التي أخبره بها مولاه العسكري – عليه السلام – وأخذ يرصد بقية الدلائل، قال – رحمه الله -:
(فتأخر جعفر وقد أربد وجهه وأصفر، فتقدم الصبي فصلى عليه ودفن الى جانب قبر أبيه الهادي – عليهما السلام -..
ثم قال لي: يا بصري، هات جوابات الكتب التي معك، فدفعتها إليه، وقلت في نفسي: هذه إثنتان [يعني من تلك الدلائل] بقي الهميان، ثم خرجت الى جعفر وهو يزفر، فقال له حاجز الوشاء: يا سيدي من الصبي؟ ليقيم عليه الحجة، فقال: والله ما رأيته قط ولا عرفته.
فنحن جلوس إذ قدم نفر من قم، فسألوا عن الحسن بن علي، فعُرِّفوا موته، فقالوا: فمن [بعده]؟ فأشار الناس الى جعفر، فسلموا عليه وعزوه وهنؤوه، وقالوا: معنا كتب ومال، فتقول: ممن الكتب؟ وكم المال؟ فقام جعفر ينفض أثوابه ويقول: يريدون منا أن نعلم الغيب!
قال أبوالأديان: فخرج الخادم، فقال: معكم كتب فلان وفلان، وهميان فيه ألف دينار عشرة دنانير منها مطلية! فدفعوا إليه الكتب والمال، وقالوا: الذي وجّه بك إلينا لأجل ذلك هو الإمام).

يا سيداً ضاق البيان بوصفه

المجد فوق جبينه يتربع

خُلُق كزهر الروض يسفر حسنه

من نور طاها بالشذى يتضوع

لله درك من إمام عادل

تعنو له الشم الأنوف وتخضع

الحق عندك حلية تزهو بها

والعدل فيك هو البناء الأرفع


وبهذا نصل مستمعينا الأطياب الى ختام حلقة أخرى من برنامجكم (شمس خلف السحاب) قدمنا لكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران...
شكراً لكم على طيب المتابعة ودمتم في أمان الله.

 

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة