وفي عالم تتغير فيه التطورات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية بسرعة غير مسبوقة، فإن حضور إيران في هذه القمة يمكن أن يكون فعالاً بشكل كبير في تعزيز مكانة البلاد الاقتصادية والدبلوماسية على المستوى العالمي.
مجموعة D8 هي اتحاد للتعاون الاقتصادي بين الدول النامية
تم تشكيل مجموعة الدول الثماني، التي تأسست عام 1997، لتعزيز التعاون الاقتصادي والاجتماعي والثقافي بين الدول النامية. وتضم هذه المجموعة ثماني دول كبيرة ومؤثرة في العالم: إيران، تركيا، باكستان، مصر، ماليزيا، إندونيسيا، بنغلاديش ونيجيريا.
الدول التي تتمتع بشكل عام بقدرات اقتصادية كبيرة وتواجه تحديات مماثلة مثل التنمية المستدامة وتحسين البنية التحتية ومعالجة المشاكل الاقتصادية.
إن حضور إيران في هذه المجموعة، وخاصة في اجتماع القاهرة الأخير، يمكن أن يشكل فرصة ذهبية لاستغلال القدرات الموجودة لدى هذه الدول. ويمكن لإيران، بما تتمتع به من موارد طاقة غنية وموقعها الاستراتيجي في قلب غرب آسيا وخبراتها الطويلة في مجالات الصناعة والزراعة والتكنولوجيا، أن تصبح أحد اللاعبين الرئيسيين في هذا التحالف.
حضور الرئيس الإيراني في اجتماع مجموعة الثماني المنعقد في القاهرة، يمكن أن يحقق العديد من الفوائد والإنجازات لإيران. وفي هذا السياق يمكن الإشارة إلى عدة جوانب رئيسية يمكن أن تساعد في تعزيز مكانة إيران على الساحة الدولية وتطوير التعاون الاقتصادي والسياسي والثقافي مع الدول الأعضاء في مجموعة الثماني.
أ. تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية
تركز مجموعة D8 بشكل خاص على تنمية التعاون الاقتصادي بين الدول النامية. وحضور الرئيس الإيراني في هذا الاجتماع يمكن أن يكون فرصة لتعزيز العلاقات التجارية الإيرانية مع الدول الأعضاء في مجموعة الثمانية. ومن الفوائد الاقتصادية لهذا الوجود يمكن ذكر ما يلي:
- تطوير التجارة الثنائية: في هذا الاجتماع، يمكن للرئيس الإيراني خلق فرص عمل جديدة مع الدول الأخرى في مجموعة D8 مثل تركيا وماليزيا وباكستان. وبالنظر إلى تخفيض الحواجز التجارية والتعريفات الجمركية في مجموعة D8، فإن هذه العلاقات يمكن أن تؤدي إلى زيادة في تصدير واستيراد البضائع الإيرانية.
- جذب الاستثمار الأجنبي: غالبًا ما تواجه الدول الأعضاء في مجموعة الثمانية تحديات اقتصادية مماثلة، لذا فإن خلق بيئة للتعاون في مجالات الاستثمار، وخاصة في قطاعات البنية التحتية والصناعة والطاقة، يمكن أن يساعد في جذب الاستثمارات الأجنبية إلى إيران.
- إنشاء ممرات للتجارة والنقل: يمكن لإيران أن تكون بمثابة مركز عبور لدول مجموعة الثمانية الأخرى وأن تساعد في تسهيل التجارة الإقليمية من خلال تطوير ممرات تجارية مشتركة وإنشاء طرق نقل أفضل.
ب. تعزيز التعاون في مجال الطاقة
تحتاج الدول الأعضاء في مجموعة الثماني إلى التعاون وتبادل الخبرات في مجال الطاقة (خاصة النفط والغاز). وبالنظر إلى موارد الطاقة الغنية والخبرات التكنولوجية الغنية في هذا المجال، يمكن لإيران أن تلعب دورا بارزا في هذا المجال.
التعاون في مشاريع الطاقة المتجددة: يمكن لإيران تبادل المعرفة والتكنولوجيا في مجال الطاقة المتجددة مع الدول الأخرى الأعضاء في مجموعة الثمانية، وخاصة إندونيسيا وماليزيا.
اقتراح مشاريع الطاقة المشتركة: يمكن لإيران أن تقترح مشاريع مشتركة في مجال إنتاج ونقل الطاقة إلى الدول الأعضاء في مجموعة الثماني. ويمكن أن يؤدي هذا التعاون إلى التنمية الاقتصادية وخلق فرص العمل في هذه البلدان.
ج. تعزيز الدبلوماسية ومكانة إيران الدولية
تشكل الاجتماعات الدولية مثل اجتماع مجموعة الثماني فرصة لتعزيز مكانة إيران على الساحة العالمية. إن وجود الرئيس الإيراني في هذا الاجتماع من شأنه أن يساعد في تحقيق عدة أهداف دبلوماسية:
- تعزيز العلاقات الدبلوماسية مع الدول غير الغربية: تضم مجموعة الدول الثماني النامية دولاً نامية، وهي في الأساس تكتلات اقتصادية غير غربية. وتستطيع إيران تحسين موقعها في المعادلات الدولية من خلال تعزيز علاقاتها مع هذه الدول.
- إظهار ريادة إيران في القضايا العالمية: في هذه الاجتماعات، يمكن لإيران أن تظهر ريادتها في القضايا الإقليمية والعالمية، وخاصة في مجالات مثل أزمات المياه، وأمن الطاقة، والتنمية المستدامة.
د. التعاون العلمي والتكنولوجي
أحد الجوانب المهمة لمجموعة D8 هو تعزيز التعاون العلمي والتكنولوجي. إن وجود إيران في هذا المجال يمكن أن يؤدي إلى النمو والتطور في المجالات العلمية والبحثية.
- التعاون في مجال البحث والتكنولوجيا: يمكن لإيران أن تتعاون مع الدول الأخرى الأعضاء في مجموعة الثماني في مختلف مجالات التكنولوجيات الجديدة، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، وتكنولوجيا النانو، وإنتاج الطاقة الجديدة. يمكن أن تكون هذا التعاون فعال في إنشاء بنية تحتية علمية وتكنولوجية داخل ايران.
- الفرص التعليمية: يمكن لإيران أن تعزز قدراتها العلمية من خلال التعاون التعليمي وتبادل الطلاب والباحثين والاستفادة من تجارب الدول الأعضاء الأخرى في مجموعة الثمانية.
ه. تعزيز التعاون الثقافي والاجتماعي
كما تهتم مجموعة D8 بتعزيز التعاون الثقافي والاجتماعي. ومن خلال المشاركة في هذه الاجتماعات، يمكن لإيران أن تتخذ خطوات فعالة في هذه المجالات أيضًا:
- التبادل الثقافي والتعليمي: يمكن لإيران أن تقيم المزيد من التعاون مع الدول الأعضاء في مجموعة الثماني في المجالات الثقافية والفنية، وخاصة في المجالات الإسلامية والتاريخية المشتركة التي تهم العديد من الدول الأعضاء في مجموعة الثمانية.
سيد كامران يكانكي