البث المباشر

المهدويون أهل الزهد والنصيحة/دور شعار يالثارات الحسين/حصلت على شفائك يا ابنتي

السبت 13 إبريل 2019 - 14:38 بتوقيت طهران

(الحلقة : 348)

موضوع البرنامج:
المهدويون أهل الزهد والنصيحة
دور شعار يالثارات الحسين
حصلت على شفائك يا ابنتي

وقلنا سيأتي، سيأتي البعيد

بطول الغياب وبعد السفر

سيأتي الضياء ويخبو الظلام

وتزكو النفوس بعطر الزهر

ويفشى السلام بعيد الجموح

وتشفى الصدور ويجلو البصر

بنور الاله وعدل السماء

سيأتي الامام ويأتي المطر


بسم الله والحمد لله صادق الوعد الرحمان الرحيم وأزكى صلواته على أعلام نهجه القويم محمد وآله الطاهرين
السلام عليكم أعزاءنا المستمعين، أطيب تحية نهديها لكم في مطلع لقاء اليوم من هذا البرنامج كان مفتتحها أبيات مهدوية للأديب الولائي الدكتور وليد سعيد البياتي حفظه الله.
نتابع في هذا اللقاء استلهام الوصايا المهدوية وعنوان فقرة اليوم هو: المهدويون أهل الزهد والنصيحة
وفي الفقرة الخاصة بالاجابة عن أسئلتكم نقدم خلاصة لإجوبة العلماء على سؤال الاخ حازم السماوي عن دور شعار يالثارات الحسين
أما عنوان حكاية هذه الحلقة فهو حصلت على شفائك يا ابنتي
تابعونا ايها الاحبة مشكورين في محطات هذه الحلقة من برنامجكم (شمس خلف السحاب)، ونبدأ بفقرة الوصايا وعنوانها هو:

المهدويون أهل الزهد والنصيحة

قال مولانا الحجة المهدي –عجل الله فرجه- في المقطع الثاني من دعائه الموسوم بدعاء توفيق الطاعة:
"اللهم ... وتفضل على علمائنا بالزهد والنصيحة، وعلى المتعلمين بالجهد والرغبة، وعلى المستمعين بالاتباع والموعظة "
مستمعينا الافاضل، نتابع معاً استلهام وصايا امام العصر –أرواحنا فداه- للمؤمنين من خلال التدبر في فقرات الدعاء المشار اليه، وقد اهتدينا في الحلقات السابقة الى مجموعة من الوصايا العامة التي تشمل المؤمنين كافة بجميع فئاتهم، وهذه الوصايا هي التي تضمنها المقطع الاول من هذا الدعاء المبارك.
اما المقطع الثاني فيتضمن وصايا تتأكد الحاجة اليها لفئات خاصة من المؤمنين، وان كانوا جميعاً مخاطبين بها.
فالزهد والنصيحة هي من معالي الصفات التي ينبغي لكل المؤمن التحلي بها، ولكن العالم اشد حاجة اليها لخصوصيات موقعه العلمي، وهكذا الحال مع الجهد والرغبة بالعلم، فهما مما ينبغي للمؤمنين جميعاً التحلي به، ولكن الوصية بهما تتأكد للمتعلمين لشدة أثرهما في الموفقية الى كسب المعارف الالهية.
وعلى ضوء الملاحظة المتقدمة نسعى أيها الاكارم الى استنباط وصايا امامنا بقية الله المهدي –عليه السلام- الواردة في جميع فقرات هذا المقطع، بمعنى أن نهتم بالعمل بها في جميع احوالنا مع تأكيد الاخذ بها في النشاط الخاص بالفئة الموجهة لها بالدرجة الاولى.
من هنا فاننا نستلهم من الفقرة الاولى في هذا المقطع الوصية لنا جميعاً بالتمسك بالزهد والنصيحة في جميع احوالنا وتعاملاتنا مع زخارف الحياة الدنيا ومع الناس والمستنصحين، وفي الوقت نفسه ننتبه اكثر للعمل بهذه الوصية فيما يرتبط باي نشاط تعليمي نقوم به.
فمثلاً عندما يحتاج احدٌ الى امور نعلمها ويطلبها منا فينبغي لنا ان نزهد في المتاجرة بالعلم سعياً للحصول على الدنيا بل نقدم له العلم قربة الى الله عزوجل، ونحرص على تقديم النصيحة للآخرين قربة الى الله عزوجل دون ان نطلب منهم جزاءً ولا شكورا.
فاصل
ايها الاخوة والأخوات، اما الآن فننقل الميكرفون الى زميلنا الاخ عباس الباقري لكي يلخص اجوبة العلماء على سؤال هذه الحلقة من برنامجكم (شمس خلف السحاب) نستمع معاً:
الباقري: بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم أحباءنا أهلاً بكم ومرحباً، معكم ومع سؤال الأخ حازم السماوي. في حلقة سابقة كان لنا لقاء مع أسئلة الأخ حازم السماوي عن صحة الأحاديث الشريفة الواردة بشأن شعار قيام الامام المهدي او الثورة الاصلاحية الكبرى التي يقوم بها خاتم الأوصياء سلام الله عليه وعجل الله فرجه وشعارها "يا لثارات الحسين" سأل هل أن هذه النصوص صحيحة؟ أشرنا في الحلقة السابقة الى أن العلماء ذكروا ستة طوائف من الروايات الشريفة التي تثبت هذه الحقيقة وأن الامام المهدي سلام الله عليه هو الآخذ بثأر الامام الحسين سلام الله عليه وبعضها تصرح بأن شعار أصحابه وأنصاره "يا لثارات الحسين" . هذه النصوص تشمل الزيارات، زيارة عاشوراء التي يطلب فيها المؤمن مرتين من الله تبارك وتعالى أن يرزقه الثأر للحسين عند ظهور الامام المهدي ومنها من تصرح بأن الامام المهدي سلام الله عليه يتعقب او ينهي وجود الطغيان الأموي والراضين بأفعال قتلة الحسين عليه السلام. السؤال الاخر للأخ حازم كان الحكمة في ذلك، الاشارة الإجمالية تقدمت الى أن الحكمة في ذلك أن الامام الحسين سلام الله عليه، الثأر للامام الحسين يمثل في الواقع الثأر لجميع أشكال المظلومية والولاء للحسين هو الولاء لكل جميل، الولاء لكل قيمة إلهية والثأر من قتلته يعني الثأر من جميع أشكال ومنابع ومصادر الطغيان والتجبر في الأرض وإنتهاك الحقوق والتجاوز على الحرمات. عندما نعرف هذه الحقيقة وهذه الحقيقة مفهومة بوضوح، الامام الصادق عندما يُسأل عن سر قتل الامام المهدي سلام الله عليه او قصاص الامام المهدي من ذراري قتلة الحسين يقول "لرضاهم بفعال آباءهم" اذن المعيار هنا هو ليس بالإنتماء النسبي إنما الإنتماء إن صح التعبير العقائدي يعني هم يعتقدون بما كان يعتقد به قتلة الامام الحسين. الثأر للامام الحسين سلام الله عليه في تعبير عن هذه الحقيقة يعني إستئصال جميع العوامل التي تمنع من تحقق العدل الالهي الكامل في جميع أرجاء المعمورة. يعني لما نلاحظ الحديث النبوي المتواتر من طريق الفرقين الذي يصرح بأن الامام المهدي "يملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً" هذه البعدية تشير الى أن إنهاء الظلم والجور مقدمة أساسية لإقامة العدل والقسط، هذا الأمر لايتحقق والامام المهدي مدخور لتحقيق الرحمة الالهية بأكمل مستوياتها وبجميع صورها فهذا الأمر لايمكن أن يتحقق إلا أن تتخلص البشرية من جميع أشكال الشرك والطغيان والظلم والجور التي يمثلها نموذج الطغيان الأموي فالأمر لايقتصر على الطغيان الأموي وإنما على جميع أشكال الظلم والجور وكلها تدخل في نطاق او شعار "يا لثارات الحسين" . جعلنا الله وإياكم من الآخذين بثأر الحسين مع مولانا وإمام زماننا بقية الله وخليفته المهدي عجل الله فرجه الشريف. شكراً لكم.
لازلنا معكم أيها الاحبة نقدم لكم من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران حلقة اليوم من برنامج (شمس خلف السحاب).
وقد حان موعدكم مع حكاية أخرى مما وثق من حكايات المتوسلين الى الله بخليفته المهدي ارواحنا فداه، اخترنا لحكاية اليوم العنوان التالي:

حصلت على شفائك يا ابنتي

ايها الاخوة والاخوات، عندما عرض على الدكتور (توانا نياه) احد الاطباء المتخصصين في مستشفى (دار الشفاء) التابعة لمسجد صاحب الزمان –عليه السلام- في جمكران، ما كتبته صاحبة الحكاية التالية عن قصة شفائها للتوثق منها، كتب حفظه الله يقول ما ترجمته:
(تأثرت كثيراً وأنا أقرأ ما كتبته هذه التلميذة، وكأني عايشت عن قرب كل ما جرى لها، انه نموذج للشفاء الاعجازي، كل ما فيه موثق، لقد جرت دموعي وأنا أقرأ هذا التقرير).
أيها الاكارم دونت هذه الحكاية في سجل توثيق الكرامات المهدوية في مسجد جمكران تحت رقم (۲۹٤) مرفقة بالوثائق الطبية الخاصة بها بتأريخ السادس عشر من الشهر الثاني من سنة ۱۳۷۹ هجري شمسي اي سنة ۱٤۲۰ هجري قمري.
وصاحبة الحكاية هي تلميذة من أهل العاصمة الايرانية طهران أصيبت وعمرها خمسة عشر عاماً بمرض في الدم أجمع الاطباء المعالجون الذين ارفقت تقارير شهاداتهم ضمن الوثائق الطبية المرفقة بانه مهلك ولاعلاج له، تقول هذه الفتاة ما ملخص ترجمته:
)بدأ مرضي بأورام ظهرت في رجلي وعيني، وبعد مدة من مراجعة الأطباء، قالوا انني مصابة بمرض يسمى (لوبوس) من امراض روماتيزم الدم يؤدي الى حساسية شديدة تجاه النور وظهور قروح ونزيف في الفم والانف والاذن مع عجز في الكلى... رقدت أولاً للعلاج في مستشفى (بقية الله) في طهران ثم مستشفى الشهيد (شريعتي)... واستمرت حالتي في التدهور خاصة مع انخفاض مستوى الهيموغلوبين في النخاع الى الثلث، وأخذت أصاب بحالات من الاغماء... ثم فقدت القدرة على البصر... وعلى الرغم من محدودية دخلنا المالي فأبى موظف، الا انه اقترض مليوني تومان لكي يؤمن قيمة الادوية اللازمة لمعالجتي في حين لم تؤد المعالجات الى نتيجة... وبعد شهرين قال الدكتور (ابو القاسمي) لوالدي: ليس ثمة أمل في شفاء ابنتك(..
مستمعينا الأفاضل، وتتابع هذه التلميذة الطهرانية سرد حكايتها المؤثرة لكي تصف حالة والديها وأرحامها عندما يأس الاطباء من شفائها... تقول:
)كنت احس ببكاء جميع اقاربي فيما كان والداي يواسياني خاصة ابي الذي وقف عند رأسي وأنا اصارع الموت وقال لي: يا ابنتي توكلي على الله وعلى رحمته، سيأتيك الشفاء...
فقلت له: لقد تعبت يا بابا... اريد ان اموت لكي استريح انا ولكي لا تتحملون انتم كل هذا الأذى من أجلي.
فخرج ابي وقد شعرت ببكائه الخفي، وذات يوم ساءت حالتي جداً فزارتني في المستشفى مديرة المدرسة التي أتعلم فيها، وهي امرأة مؤمنة طيبة وعطوفة جلست عندي واخذت تتلو القرآن على مدى ساعة تقريبا... ثم ذهبت وعادت الي عصراً وعاودت تلاوة القرآن وقالت لوالدي: الحا في الدعاء لها ما استطعتما ان الله سميع مجيب...(
واشتدت حالة هذه الفتاة سوءً فضعفت قدرتها على السمع اضافة الى عمى العين وتساقط شعرها بسبب استخدام المضادات الكيماوية واشتد البلاء بوالديها وهم يرونها تقترت ساعة بعد الأخرى من الموت وقد كثرت الجروح والقروح في بدنها وهي تنزف، فقرر الاطباء اجراء عملية سريعة لتزريق النخاع بدم من أخيها او اختها عسى ان يتمكنوا من تنشيط النخاع لكي يعاود توليد (الهيموغلوبين(
لم يخف الاطباء ان نسبة نجاح العملية ضئيلة جداً ولكن ليس ثمة خيار آخر أمامهم، كانت تكلفة العملية حدود الخمسة عشر ميليون تومان لم يكن لدى الوالد شيء منها، فبادر جمع من الاقارب والاخيار الى جمع هذا المبلغ وجاؤوا به الى الوالد فشكرهم ولكنه لم يقبل ان يتسلمه، وقال: احفظوه عندكم الآن، فسألته زوجته عن سبب اعراضه عن تسلم المال فاجابها:
لا اريد اجراء العملية لابنتي... فليس ثمة امل في نجاحها...
فانفجرت الام بالبكاء وزوجها يقول لها: بدلاً من البكاء توجهي للدعاء اجابت الام: لقد دعوت كثيراً وكانت النتيجة ان حالة ابنتي ازداد سوءً...
اعزاءنا المستمعين وفي خضم انقطاع الرجاء من الاسباب الطبيعية شع نور الامل الكبير الذي تحدثنا عنه هذه الفتاة الطهرانية قائلة:
)جائني ابي في صباح احد الايام وقال لي: لقد حصلت يا عزيزتي على شفائك، تعجبت والدتي وسألته: وكيف حصلت على شفائها، الا ترى تدهور صحتها لقد حذرونا حتى من تحريك سريرها لاحتمال ان تؤدي أبسط حركة الى وفاتها...
لقد كان ابي يتجنب البكاء عندي ولكني احسست ببكائه في ذلك اليوم بوضوح وهو يقول:
ابنتي العزيزة، لقد حصلت على شفائك من مولاي امام الزمان، لقد نذرت لله ان اذهب الى مسجد صاحب الزمان في جمكران اربعين ليلة اربعاء... وقد بدات الوفاء بالنذر فايقنت بانك ستشفين اقيمي الصلاة وانت مضطجعة على سريرك وتوسلي بامام العصر واكثري من الصلوات على محمد وآله وأهديها له(
واثر ذلك بدات اصلي صلاة صاحب الزمان –عليه السلام- ليالي الاربعاء والجمعة... وفي الاسبوع السابع جائني ابي صباح الاربعاء وقبلني، فقلت له: بابا، أعني على النهوض... فامسك بيدي وشعرت بالقدرة على ذلك رغم انني كنت عاجزة عن الحركة بالكامل... وعندها شعرت ببكاء والدي ولكن ليس حزناً هذه المرة فقد كانت دموع الفرح.)
وهكذا مستمعينا الافاضل، بدأت علامات الشفاء تظهر على الفتاة مقرونة بعلامات تعجب الاطباء المعالجين لها اذ لم يجدوا تفسيراً علمياً لعودتها الى الحياة وقد وصلت الى شفا الموت.
لقد عاد اليها بصرها وسمعها والتئمت جراحها تدريجياً وأظهرت التحليلات عودة نسب مكونات دمها الى حالتها الطبيعية، وكان جدهما وجدتها قد نذرا تقديم ذبيحة لمراسم العزاء الحسيني حيث اقترنت تلك الايام بايام محرم ووفيا بنذرهما قبل اجراء التحليل الأخير الذي اثبت شفائها، تقول هذه الفتاة حفظها الله في ختام قصتها ما ترجمته:
)لقد اوصاني الاطباء بالاستراحة في البيت فاقبلت على تلاوة الادعية والصلاة والعبادة واخذت اتحرك بدون مساعدة والدي... وعندما اجري لي التحليل الاخير...
اخذني ابي لكي يقدمه لطبيبي الدكتور (غريب دوست)، رفعت راسي نحو السماء وانا اصعد معه سلالم عيادة الدكتور وهو يقول: يا امام الزمان يا ابن فاطمة، ويا ابا صالح، لقد نذرت التعبد في مسجدك اربعين ليلة اربعاء طلباً لشفاء ابنتي وهذا هو الاسبوع الرابع عشر، واني أقسم عليك بامك فاطمة الزهراء وجدك الحسين وعمك ابي الفضل ان يظهر هذا التحليل شفاء ابنتي الكامل...
وكان الامر كما طلب والدي... عندما نظر الاطباء الى نتائج التحليل قالوا لأبي:
نقسم عليك بابنتك العزيزة هذه، ادع لنا ايضاً كلما ذهبت الى جمكران، فما جرى لابنتك هو معجزة حقيقية).
واخيراً نقرأ لكم ايها الاحبة هذه الحادثة التي تحمل العبرة الاساسية والتي نقلتها هذه الفتاة في خاتمة قصتها حيث قالت:
)وهكذا اخذت حالتي تتحسن تدريجياً والحمدلله، فقلت يوماً لوالدي: يا ابي ارغب بشدة ان ارافقك الى مسجد صاحب الزمان... فأجابني: اصبري قليلاً حتى تتحسن صحتك بالكامل ويتحسن وضعنا المالي، سأصطحبك حتماً الى جمكران...
فقلت له: لا ادري يا بابا كيف ستقدر على تسديد الديون التي اقترضتها للعلاج وقد تجاوز
ت المليونين وانت موظف براتب محدود.
وكان جوابه ان ابتسم وقال لي: يا ابنتي ان السيد الذي اعادك الي من حافة الموت سيعينني على سداد ديوني... ان اليأس هو من وساوس الشيطان..(
وهكذا نصل –مستمعينا الافاضل- الى ختام حلقة أخرى من برنامجكم (شمس خلف السحاب) استمعتم له مشكورين من إذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران تقبل الله اعمالكم ودمتم بالف خير.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة