البث المباشر

الالحاد في اسماء الله وآياته ونسبة النبي(ص) الى الله حوار مع الشيخ باقر الصادقي حول مقامات النبي الخاتم(ص) والانبياء السابقين

الإثنين 8 إبريل 2019 - 09:08 بتوقيت طهران

الحلقة 10

الحمد لله والصلاة والسلام على اكرم خلق الله على الله محمد وآله الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرم تطهيراً السلام عليكم اعزاءنا ورحمة الله وبركاته واهلاً بكم في عاشرة حلقات هذا البرنامج الذي يعنى بشرح نص الزيارة المأثورة عن مولانا الصادق عليه السلام لزيارة جده المصطفى صلى لله عليه وآله من بعيد وبيان آثار زيارته من بعيد، عموماً المقطع الذي نتناوله في هذه الحلقة اعزاءنا هو بداية التسليم عليه صلى الله عليه وآله بالعبارات التالية: (السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك يا خليل الله، السلام عليك يا نبي الله، السلام عليك يا صفي الله، السلام عليك يا رحمة الله).
هذا المقطع اعزاءنا يأتي بعد ان افتتحت الزيارة بشهادة مغلظة بوحدانية الله جل جلاله وبكونه محمد صلى الله عليه وآله هو عبده اولاً ثم رسوله ثانياً وانه ثالثاً سيد الاولين والاخرين وسيد الانبياء والمرسلين فما هو الترابط العقائدي بين هذه الشهادات وبين هذا التسليم بل عموم مخاطبة الزائر لمولاه الاكرم صلى الله عليه وآله بكل هذه الخصال والصفات الحميدة؟! 
في الاجابة عن السؤال المتقدم نقول احباءنا ان من اهم الاهداف في تأكيد الوحدانية الالهية والتذكير بالعبودية المحمدية المطلقة هو تحصين الزائر من الغفلة من مقصده الاسمى وهو يدخل في رحاب المقامات المحمدية السامية التي تنورعبارات الزيارة قلبه بها.
وفي ذلك اعظم تحصين للزائر من جميع اشكال ما وقع به النصارى واليهود والمشركون وغيرهم من التأليه لانبيائهم وعظمائهم هذا اولاً وثانياً التنبيه الى كون كل ابواب الخير التي يفتحها رسول الله الاعظم صلى الله عليه وآله تنتهي الى الله تبارك وتعالى الذي هو منشأ ومبدأ كل خير.
وبذلك لايقع الزائر فيما وقع فيه المشركون او الملحدون من التفريق بين الله ورسله فهؤلاء اشركوا بالله اذ جعلوا التوجه للاولياء بصورة مستقلة عن التوجه لله فدعوهم من دون الله حسب التعبير القرآني واولئك الحدوا في اسماء الله عز وجل ففرقوا بينه وبينها وزعموا ان طلب حتى الشفاعة من رسله شرك فنفوا جميع اشكال الارتباط الحقيقي بالله عز وجل.
من هنا نلاحظ مستمعينا الاكارم ان هذه الزيارة المباركة تبدأ بالسلام على رسول الله صلى الله عليه وآله بذكره منسوباً لله عز وجل في جميع صفاته فهو رسول الله وخليل الله ونبي الله وصفي الله.
وكل ذلك تحصين للزائر من آفة التفريق بين الله ورسله وهم اسماؤه الحسنى لان هذا التفريق يوقع اما في الشرك او الالحاد اعاذنا الله واياكم مستمعينا الافاضل منهما فهما مبدأ كل حرمان من الخيرات.

*******

نرجع الى عبارات السلام على رسول الله صلى الله عليه وآله في بداية الزيارة فنجدها تصفه بصفات اشتهر بها انبياء سابقون عليهم سلام الله جميعاً فما هو دلالة ذلك؟ 
زميلنا يعرض هذا الموضوع على ضيف البرنامج سماحة الشيخ باقر الصادقي في الحوار الهاتفي التالي لنستمع اليه معاً.
المحاور: امامنا الكثير من الروايات والاحاديث الشريفة المروية من مختلف الفرق الاسلامية والمذاهب الاسلامية تصرح بان الله تبارك وتعالى عرف الانبياء مسبقاً منذ عهد آدم على نبينا وعليه السلام هي قضية ما سيجري على سيد الشهداء الامام الحسين سلام الله عليه فما سر هذا الامر وما هي اسرار بكاء الانبياء عليهم السلام مسبقاً على مصاب الحسين عليه السلام؟
السيد محمد الشوكي: اعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين المعصومين، الحقيقة هذا يرتبط بخلفية اخرى وهي ترتبط بخلقة الائمة سلام الله عليهم او بخلق الائمة سلام الله عليهم فان لدينا نصوصاً كثيرة من السنة والشيعة ان اول ما خلق الله نور نبيكم ولدينا في نصوصنا نحن الشيعة فيما يرتبط باهل البيت سلام الله عليهم انهم خلقهم الله انواراً كما في الزيارة الجامعة المباركة خلقكم الله انواراً فجعلكم بعرشه محدقين حتى من بكم علينا، فاذن الوجود النوري المقدس لاهل البيت سلام الله عليهم كان موجوداً منذ خلق آدم وقبل خلق آدم ولهذا وردت روايات ان الكلمات التي القيت على آدم فتاب عليه ربه بها هذه الكلمات التوسل بأهل البيت سلام الله عليهم هو ان الاسماء التي عرضها آدم على الملائكة اسماء أهل البيت سلام الله عليهم، فاذن هذه الانوار هذه الاشباح النورية كانت موجودة وكان كل نبي يعرفها وخصوصاً انبياء اولو العزم، هذه القضايا دائماً ما يسأل يعني السؤال يأتي من الانبياء سلام الله عليهم فيعرفهم الله تبارك وتعالى بقضيتهم مثلاً يسألون عن تفاصيل هذه الانوار عن دور هذه الانوار في الخلافة الربانية لان مشروع الخلافة مشروع رباني بدايته بآدم وختامه بالامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف، فهم يسألون عن تفاصيلها عن تفاصيل حياة هؤلاء عن دور موقع هؤلاء في الخلافة الربانية فينبئهم الله عز وجل، من جملة الذين يسألون عنهم الحسين عليه السلام لماذا لان الانبياء "انا سبق وان اشرت في حلقة سابقة من هذا البرنامج" ان البكاء على الحسين سلام الله عليه هو قضية ذاتية في قضية الحسين اسم الحسين مقترن بالعبرة وبالتالي لا يملك الانسان الا ان يبكي على الحسين ذاتياً يعني القضية ذاتية بالنسبة الى الامام الحسين سلام الله عليه، الانبياء كانوا عندما يستعرضون اسماء الائمة عندما كانوا يذكرون الائمة وخصوصاً الخمسة اصحاب الكساء سلام الله عليهم، عندما يصلون الى الحسين يتأثرون، وتوجد لدينا رواية عن زكريا سلام الله عليه عندما علمه الله تبارك وتعالى اسماء الخمسة اصحاب الكساء قال ربي مالي كلما ذكرت واحد منهم انشرح قلبي واستبشرت بذلك فاذا وصلت الى الخامس منهم الحسين سلام الله عليه انقبضت نفسي واكتأبت وحزنت فاخبره الله تبارك وتعالى بما يجري على الحسين سلام الله عليه، هذه قضية يمكن ان نلمسها ان الانبياء عندما يطلعهم الله على اسماء الائمة كانوا يتأثرون تلقائياً بالحسين سلام الله عليه، فيسألون فيجيبهم الامام.
المحاور: هل يمكن اضافة الى ما تفضلتم به هنالك اثر معين للتفاعل القلبي والوجداني مع قضية سيد الشهداء ومظلومية سيد الشهداء له تأثير على عمل الانبياء السابقين وعلى حركة الرسالات السماوية؟
السيد محمد الشوكي: هو القضية ماذا مرتبطة هذا هو البعد الاول الذي اشرت اليه هناك ابعاد اخرى من جملة هذه الابعاد الاخرى التقرب الى الله تبارك وتعالى بالبكاء على الحسين سلام الله عليه لان الانبياء كما ورد في رواياتنا بعض الانبياء كانوا يتوسلون بالائمة سلام الله عليهم يعني يجعلونهم النبي واهل البيت وسيلتهم الى الله تبارك وتعالى فبالتالي يجعلونهم وسيلة قربة الى الله عز وجل والبكاء على الحسين ومواساة الحسين وجد الحسين وام الحسين سلام الله عليهم اجمعين لا شك انها تقرب الى الله تعالى، هذا بعد آخر، البعد الثالث التمهيد لقضية الامام الحسين سلام الله عليه يعني اضرب مثالاً عيسى سلام الله عليه ذكر لاصحابه ما يجري على الحسين سلام الله عليه في كربلاء وقال انها بقعة اعرفها وما من نبي الى وزارها فاذا ادركتم ايامه فعليكم ان تنصروه.
المحاور: اذن هي دعوة من الانبياء لنصرة سيد الشهداء؟
السيد محمد الشوكي: تمهيد لقضية الامام الحسين سلام الله عليه.

*******

اهلاً بكم ومرحباً مستمعينا الافاضل مرة اخرى وشكراً لكم على طيب متابعتكم لهذه الحلقة من برنامج فاتح الخير وشرح زيارة حبيبنا المصطفى من بعد وهنا نذكركم بان بامكانكم اعزاءنا مراجعة حلقات هذا البرنامج ومنذ الاولى مذخورة على موقع اذاعة طهران في شبكة الانترنت.
نذكركم احباءنا بان نص زيارة النبي الاكرم صلى الله عليه وآله من بعيد قد اشتمل في مقدمته وقبل السلام عليه بشهادة بانه صلى الله عليه وآله سيد الاولين والاخرين وسيد الانبياء والمرسلين.
وفي هذه الشهادة تأييد لما ذكره ضيفنا العزيز بان نبينا الاكرم صلى الله عليه وآله يحظى بكل ما حظي به الانبياء السابقون من مقامات بمراتب لا يدانيه فيها احد منهم، فهو سيد اخلاء الله وسيد اصفياء الله وسيد كليمي الله وهكذا وتبقى امامنا هنا قضية هي ما هي حقيقة السلام عليه صلى الله عليه وآله وما الذي ينبغي للزائر ان يعيشه قلباً وعقلاً وهو يخاطب نبيه بهذا اللفظ؟ سؤال مهم ومحوري والاجابة عنه مفصلاً نوكله الى الحلقة المقبلة باذن الله فكونوا معنا احباءنا.
اما ختام هذه الحلقة فهي رواية ننقلها لكم من كتاب امالي الطوسي مسنداً عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: (من سلَّم عليَّ في شيء من الارض ابلغته) وهذا وعد من الصادق الامين بان كل من يسلم يبلغه سلامه.
فلنسلم عليه بفاتحة الزيارة المذكورة وبحقيقة السلام التي يحبها الله عز وجل له فنقول معاً مستمعينا الاعزاء: (السلام عليك يا رسول الله السلام عليك يا خليل الله السلام عليك يا نبي الله السلام عليك يا صفي الله السلام عليك يا رحمة الله ورحمة الله وبركاته). والسلام عليكم احباءنا ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

ذات صلة

المزيد
جميع الحقوق محفوظة