البث المباشر

النبي وآله (عليه السلام) فاتحو أبواب التسبيح حوار مع الشيخ باقر الصادقي حول سقاة حوض الكوثر المحمدي(ص) زيارة النبي (صلى الله عليه وآله) والالتحاق بالصالحين

الثلاثاء 9 إبريل 2019 - 15:29 بتوقيت طهران

الحلقة 57

وله الحمد رب العالمين وازكى الصلام واتم التسليم على نبيه المصطفى وآله ائمة الهدى.
السلام عليكم اعزاءنا ورحمة الله وبركاته تحية مباركة طيبة اهلا بكم في حلقة اخرى من برنامج فاتح الخير نفتتحها بما روي في عيون اخبار الرضا عليه السلام عن نبي الله الاكرم (صلى الله عليه وآله) انه قال: يا علي ان الله تبارك وتعالى فضل انبياءه المرسلين على ملائكته المقربين وفضلني على جميع النبيين والمرسلين والفضل بعدي لك يا علي والائمة من بعدك وان الملائكة لخدامنا وخدام محبينا. فكيف لا نكون افضل من الملائكة وقد سبقناهم الى معرفة ربنا وتسبيحه وتهليله وتقديسه لان اول ما خلق الله عز وجل خلق ارواحنا فانطقها بتوحيده وتمجيده ثم خلق الملائكة فلما شاهدت ارواحنا نوراً واحداً استعظمت امرنا فسبحنا لتعلم الملائكة انا خلق مخلوقون، فسبحت الملائكة بتسبيحنا.
وبعد ان علمنا من الحديث المتقدم ان سيد الرسل (صلى الله عليه وآله) هو فاتح ابواب معرفة الله وتسبيحه وعبادته.
ننتقل الى المقطع الذي انتهينا اليه من نص زيارته (صلى الله عليه وآله) من البعيد وهو الذي يدعو فيه الزائر ربه جل وعلا ضمن صلاة الزيارة ويقول فيه: «واجعل حوضه (صلى الله عليه وآله) موردي، وفي الغر الكرام مصدري واعطني كتابي بيميني حتى افوز بحسناتي وتبيض به وجهي وتيسر به حسابي وترجح به حسابي وترجح به ميزاني وامضي مع الفائزين من عبادك الصالحين الى رضوانك وجناتك يا اله العالمين».
في هذا المقطع يطلب زائر النبي الاكرم ان يجعل في يوم القيامة حوضه (صلى الله عليه وآله) مورده مع الغر الكرام. وهذا الدعاء مستلهم من الاحاديث الشريفة التي اخبرتنا عن ان الله عز وجل خص رسوله المصطفى بحوض مبارك يوم القيامة لايدخل الجنة الا من سقي منه الشراب الرباني الطهور وهذا هو الشراب المشار اليه في القران الكريم، وهو طهور اي يطهر وجود الانسان لدخول الجنة التي هي دار الطهر.
ومنه يتضح ان الزائر انما يطلب من الله عز وجل ان تكون زيارته لحبيبه المختار بابا للتطهر والتاهل للقياه (صلى الله عليه وآله) في الجنة.
وقد صرحت الاحاديث الشريفة المروية من طرق مختلف المذاهب الاسلامية ان الذين يردون هذا الحوض هم الذين التزموا بوصايا النبي الاكرم (صلى الله عليه وآله) وبولاية اوصيائه عليهم السلام ولم يجحدوها عن علم وعناد اذ توارت الاحاديث الشريفة بان الساقي من حوض الكوثر المحمدي هو الامام علي والائمة من ولده عليهم السلام فهم المطهرون الذين يسقون عباد الله شرابه الطهور.

*******

المزيد من التوضيح لهذه الحقيقة نستمع اليه من خبير البرنامج سماحة الشيخ باقر الصادقي في الاتصال الهاتفي التالي الذي اجراه زميلنا:
المحاور: السلام عليكم احبائنا ورحمة الله وبركاته اهلاً بكم ومرحباً في هذه الفقرة من برنامج "فاتح الخير" معنا مشكوراً خبير البرنامج سماحة الشيخ باقر الصادقي، سماحة الشيخ من الاسئلة التي وردت للبرنامج سؤال عن العلاقة بين الارتواء من حوض الكوثر والتمسك بالولاية ولماذا وضع هذا الشرط للارتواء من حوض الكوثر المحمدي يوم القيامة؟
الشيخ باقر الصادقي: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وآله الطاهرين، بما شك ولا ريب ان هناك ارتباطاً وثيقاً بين الاعتقاد والايمان بولاية اهل البيت عليهم السلام ولاية الائمة عليهم السلام ولا سيما ولاية امير المؤمنين صلوات الله عليه، التي بولايته تقبل الطاعة المفترضة وبين الارتواء من حوض الكوثر لانه حسب النصوص الواردة عن النبي الاكرم صلى الله عليه وآله بان هناك مجموعة من الناس سوف يطردون من الورود ويذادون من الورود الى حوض الكوثر كما تلاذ غرائز الابل وبلا شك ولا ريب هناك مجموعة نصوص عن النبي الاكرم صلى الله عليه وآله بان الساقي على حوض الكوثر هو امير المؤمنين صلوات الله عليه، وحتى في الادعية فضلاً عن الروايات التي وردت عن النبي صلى الله عليه وآله في الادعية الواردة عن الائمة عليهم السلام فيها تأكيد على هذا الجانب واتبرك بذكر هذا النص الذي ورده العلامة المجلسي، اللهم صلي على حجتك وولي امرك وصلي على جده محمد رسولك سيد الاكبر وصلي على ابيه السيد القسور وحامل اللواء في المحشر وساقي اوليائه من نهر الكوثر والامير على سائر البشر الذي من آمن به فقد ظفر ومن لم يؤمن به فقط خسر وكفر صلى الله عليه وعلى اخيه وعلى انجالهم الميامين الغرر ما طلعت شمس وما اضاء قمر وعلى جدته الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء بنت محمد المصطفى، الى آخر ما ورد في دعاء الندبة بما رواه العلامة المجلسي عليه الرحمة، وهناك قصص وروايات ورؤى صادقة، والشيء بالشيء يذكر انا انقل لكم هذه القصة والتي سمعتها عن احد اساتذتي سماحة الشيخ عبد الامير المنصوري رحمة الله عليه كان من الفضلاء ومن الخطباء المعروفين في النجف وكربلاء وسمعت منه مباشرة انه سمع عن احد مراجعنا انه هو رأى في عالم الرؤية كأنما قامت القيامة والناس صف على حوض الكوثر وامير المؤمنين بيده كأس يسقي المحبين وكان هذا المرجع قد عاصر صاحب الغدير الشيخ الاميني اعلى الله مقامه وانه وصلت النوبة اليه فابتسم في وجهه امير المؤمنين وقال: اما انت ساسقيك بيدي رمى الكأس من يده واغطس الامير يداه المباركتان وانتبه من الرؤيا يقول: سبحان الله ما هذا، يقول وعند الصباح سمعت من المذياع انه بصبيحة هذا اليوم قد انتقل الى جوار ربه العلامة الشيخ الاميني، قلت سبحان الله ما اصدقها من رؤيا، نعم المؤمن اذا مات قامت قيامته اما روضة من رياض الجنة واما نعوذ بالله حفرة من حفر النيران، على كلا هذه في الحقيقة رؤية لاحد مراجعنا نحن لا نقول نأخذ بكل رؤيا، الرؤية جزء من ٤٦ جزء في بعض النصوص وجزء من ۷۰ جزء في بعض روايات النبوة، بالاضافة الى الروايات الكثيرة التي وردت عن الرسول صلى الله عليه وآله فيما يرتبط بحوض الكوثر ودور امير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه في سقي المحبين، وامير المؤمنين هو المصداق الاتم وسيد الاوصياء وانما الولاية ترتبط به بامير المؤمنين، فاذن هناك ارتباط حقيقي واقعي بين الولاية وبين الورود من حوض الكوثر في يوم القيامة ويشرب المحب الموالي المعتقد بولاية امير المؤمنين ان شاء الله من كأس امير المؤمنين وبيده ان شاء الله رياً روياً سائغاً لا ظمأ بعده ان شاء الله تعالى، مع ذلك ان النصوص تشير ان الرسول صلى الله عليه وآله هو في الحقيقة الرسول وامير المؤمنين هو نفس امير المؤمنين هو نفس رسول الله كما في تعبير القرآن في آية المباهلة أَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ وهذا ما نطق به علي الاكبر في يوم شهادته يوم عاشوراء هذا جدي رسول الله قد سقاني بكأس بيده شربة لا اظمأ بعدها ابداً، وفقنا الله واياكم وجميع المسلمين لان نشرب من ذلك الحوض ان شاء الله ووفقنا الله وجميع المسلمين للخاتمة السعيدة والاعتقاد بولاية اهل البيت والثبات على هذه الولاية آمين رب العالمين، وصلى الله على محمد وآله الطاهرين.
المحاور: صلوات الله عليهم اجمعين، سماحة الشيخ باقر الصادقي شكراً لكم، وشكراً لاحبائنا وهم يتابعون ما تبقى من هذه الحلقة من برنامج فاتح الخير.

*******

الكرام وفي الفقرة اللاحقة من دعاء صلاة زيارة النبي الاكرم (صلى الله عليه وآله) من بعيد، يطلب الزائر من ربه جل وعلا ان يكون في الغر الكرام مصدره يوم القيامة.
والغر الكرام هم المكرمون الذين يسعى نورهم امامهم يوم القيامة حسب الوصف القرآني، وهؤلاء هم تحققوا بحقائق الايمان فنورت وجودهم؛ فلا تصيبهم وحشة ظلمات عوالم الآخرة والقيامة، فالزائر يطلب ان يكون من هؤلاء الكرام فيكونوا شفعاء له ان لم تنهض به صالحات اعماله لبلوغ الجنة او مراتبها العالية التي اعدها الله عز وجل لهم؛ فهؤلاء هم الفائزون من عباد الله الصالحين الذين يطلب الزائر هذا المقطع ان يمضي معهم الى رضوان الله عز وجل وجناته.
ونلاحظ هنا ان منشئ الزيارة مولانا الامام الصادق عليه السلام يعلمنا ان نقدم طلب رضوان الله على طلب جنانه اشعارا لقلوبنا بان رضوان الله هو الاعظم والاشرف.
ولكي يفوز برفقة هؤلاء الفائزين ويمضي الى رضوان الله وجنانه يطلب الزائر من الله ان يوفقه في هذه الدنيا الى ما يجعله به من اصحاب اليمين الذين يقبلون على الاعمال الصالحة في الدنيا فيرجح بها ميزان اعمالهم يوم القيامة ويتيسر بها حسابهم وتبيض بها وجوههم، والموفق لكل ذلك هو الله عز وجل لذلك ينبغي ان يكون التوجه اليه جل وعلا اولاً واخراً.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

ذات صلة

المزيد
جميع الحقوق محفوظة