البث المباشر

سنة ائمة اهل البيت(ع) في الاهتمام بزيارة النبي(ص) حوار مع الشيخ باقر الصادقي حول رد اجمالي على بدعة الناهين عن قصد زيارة قبر النبي(ص) رواية العتبي في زيارة النبي(ص) والتوسل به بعد وفاته

الأحد 7 إبريل 2019 - 15:48 بتوقيت طهران

الحلقة 3

الحمد لله غاية آمال العارفين والصلاة والسلام على رسوله محمد الامين وعلى آله ورثة حكمته ومعدن علمه الطيبين الصادقين.
السلام عليكم اعزاءنا المستمعين ورحمة الله وبركاته، هذه هي الحلقة الثالثة من حلقات برنامج فاتح الخير الذي يعني بشرح نص الزيارة المروية عن ائمة اهل البيت عليهم السلام التي يزار بها سيد الخلائق صلى الله عليه وآله عن بعد.
وقد تعرفنا في الحلقتين السابقتين على مشروعية زيارة قبر النبي صلى الله عليه وآله الذي عد من اعظم المساعي المقربة من الله عز وجل، وقد اتفقت على ذلك كلمة المسلمين منذ القرن الاول للهجرة الى القرن السابع حيث ظهر احد ذوي الميول الاموية الحادة هو ابن تيمية فابتدع فتنة النهي عن زيارة الروضة المحمدية المطهرة واعتبارها بدعة ثم تطورت فتنته في القرون الاخيرة وبلغت مراحل خطيرة من مساعي حرمان المسلمين من بركات توقير وزيارة نبيهم الاكرم (صلى الله عليه وآله).
لقد رد علماء المسلمين من مختلف مذاهبهم على بدعة ابن تيمية ووصفها الحافظ ابن حجر العسقلاني بانها من ابشع المسائل المنقولة عن ابن تيمية، وابطلها فقهاء المذاهب الاربعة من معاصريه وافتوا بلزوم حبسه اذا لم يتراجع عن بدعته وان يشهد به ليتحفظ الناس من الاقتداء به.
لقد عرض ابن تيمية واتباعه جملة من الادلة التدليسية لتبرير بدعتهم وقد كتب كثير من العلماء سنة وشيعة ردوداً كثيرة عليها بينوا وهنها، نشير لاحقاً الى بعضها، ولكن مع التأكيد على قضية مهمة وهي اننا عندما نرجع الى سيرة ائمة اهل البيت الاثني عشر عليهم السلام نجد فيها انهم كانوا شديدي الاهتمام بتعاهد قبر جدهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) وزيارته باستمرار وجعله آخر ما يودعونه في المدينة المنورة اذا عزموا على السفر الى خارجها واول ما يبدأون بزيارته اذا عادوا اليها فمثلاً كان آخر عهد الامام الحسين والكاظم والرضا عليهم السلام عندما غادروا المدينة المنورة الى حيث كانت مصارعهم كان آخر عهدهم قصد قبر سيدهم المصطفى (صلى الله عليه وآله) وتوديعه فتكفينا هذه السيرة العطرة في اقتفاء آثارهم والاهتمام بقصد قبر نبينا الاكرم (صلى الله عليه وآله) لزيارته والتقرب الى الله عز وجل بذلك.

*******


مستمعينا الاكارم رد اجمالي على الناهين عن قصد قبر حبيبنا المصطفى (صلى الله عليه وآله) نستمع اليه في هذا الحوار الهاتفي الذي اجراه زميلنا مع سماحة الشيخ باقر الصادقي فكونوا معنا مشكورين:
المحاور: سماحة الشيخ فيما يتسع له وقت البرنامج خلال هذه الدقائق ما هو الرد على الذين لا يجيزون ان يقصد الانسان المؤمن الحاجة وغير الحاجة للمعتمر ان يقصد زيارة قبر نبي صلوات الله عليه وآله ويؤكد ان النية يجب ان تكون زيارة مسجد النبي صلى الله عليه وآله؟
الشيخ باقر الصادقي: الجماعة واضحة الخطأ الذي وقعوا فيه خطأ فادح وشذوا عن جميع المسلمين فقط ان هذه الفئة الخاصة التي على رأسهم ابن تيمية واتباعه هؤلاء الذين قالوا لا يجوز زيارة قبر النبي والا جميع فرق المسلمين وجميع مذاهب المسلمين ذكروا في كتبهم على استحباب زيارة النبي خصوصاً اذا وصلوا الى الحج ان يكملوا الحج بزيارة النبي صلوات الله وسلامه عليه وان عدم زيارته جفاء فقط هؤلاء الذين شذوا عن بقية المسلمين وهم اتباع ابن تيمية واتباع محمد بن عبد الوهاب والواقع الادلة العقلية والادلة النقلية هي في خلاف ما ذهبوا اليه هناك نصوص ادلة نقلية من كتبنا ومن كتبهم على استحباب زيارة النبي وان زيارته من اعظم القربات الى الله عز وجل ومن اعظم الشعائر ولكن هم قالوا لا انه الذي يزور قبر النبي هذا سفر معصية لابد يقصر في صلاته وهذا في الحقيقة من جملة الاخطاء الفادحة الذين وقعوا فيها، لو رجعنا الى القرآن الكريم ولاحظنا تكريم القرآن للنبي الاكرم صلى الله عليه وآله من خلال هذه المعاقل ينبغي ان يستفيد ما لهذه الزيارة وللنبي من حقوق ما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ان الله وملائكته يصلون على النبي يا ايها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً، الى آخر الآيات الشريفة التي تفيد في رفع مقام هذا النبي وبيان حقه ورفعنا لك ذكرك او يقسم الله عز وجل بعمر النبي لعمرك انهم لفي سكرتهم يعمهون الى آخر الايات الشريفة، في الحقيقة هذه كلها تدعونا الى التأمل ان لهذا النبي حق على هذه الامة وحق عظيم فكيف نقصد زيارة مسجد النبي ولكن اذا قصدنا زيارة النبي لا يصح هل مسجد النبي له حرمة اعظم من النبي ان المسجد انما اكتسب الشرافة لرسول الله لوجود النبي في ذلك المكان لصلاة النبي، في الحقيقة هذه ينبغي على الانسان المؤمن ان يدقق النظر والانسان المسلم بشكل عام يدقق النظر في هذه الآيات وفي النصوص الواردة في تكريم النبي في اعطاء حق النبي وبالتالي النصوص العامة التي وردت في زيارة القبور بغض النظر هناك مجموعة من علماء العامة الذين ذكروا كابن حزم حكي عنه قال ان زيارة القبور واجبة ولو مرة واحدة لورود الامر بها النووي قال تبعاً للعبدلي والحازمي وغيرهما اتفقوا على ان زيارة القبور جائزة وفي بعض النصوص قالوا انها مستحبة كزيارة النبي صلى الله عليه وآله وسلم لورود النص فيها لورود الروايات التي وردت هذا الحديث عن عائشة في سنن النساء الجزء الرابع صفحة ۹۱ حديث طويل كان النبي(ص) عند عائشة تقول فلم يلبث الا ريث ما ظن ان رقدت ثم انتعل رويداً واخذ ردائه رويداً فاقبل الى البقيع لامر من جبرائيل يستغفر لاهل البقيع ثم امرني الرسول ان اقول حينما ازور البقيع السلام على اهل الديار من المؤمنين والمسلمين طيب اذا كان النبي يأتي الى البقيع ويستغفر لهم فكيف تكون لا يصح او بدعة زيارة قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم مع انه النبي كما ورد في سنن ابن ماجا عن ابي هريرة زورو القبور فانها تذكركم الاخرة فاذا كانت مطلق زيارة القبور تذكر بالاخرة فكيف اذا وقفنا على قبر النبي صلى الله عليه وآله.
المحاور: وهو المذكر والبشير والنذير الذي في الحقيقة طاعته وحبه ومتابعته هي كلها متابعة وحب لله تبارك وتعالى.
نتابع اعزاءنا تقديم هذه الحلقة من برنامج فاتح الخير بنقل رواية مشهورة عند جمهور المسلمين وهي المعروفة بقصة العتبي، ننقلها برواية ابن كثير في تفسيره، قال: ذكر جماعة منهم الشيخ ابو النصر الصباغ في كتابه الشامل عن العتبي: قال كنت جالساً عند قبر النبي (صلى الله عليه وآله) فجاءه اعرابي فقال: «السلام عليكم يا رسول الله». 
سمعت الله يقول: ولو انهم اذ ظلموا انفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله تواباً رحيماً وقد جئتك مستغفراً لذنبي مستشفعاً بك الى ربي ثم انشأ يقول: 

يا خير من دفنت بالقاع اعظمه

فطاب من طيبهن القاع والنسم

نفسي الفداء لقبر انت ساكنه

فيه العفاف وفيه الجود والكرم

قال العتبي: ثم انصرف الاعرابي فغلبتني عيني فرأيت النبي (صلى الله عليه وآله) في النوم فقال: يا عتبي الحق بالاعرابي فبشره ان الله قد غفر له.
طيب اعزاءنا الى هنا نكون قد وصلنا الى ختام هذا اللقاء، ولم يبق الا ان نذكركم بان موضوع الحلقة المقبلة سيكون بعون الله تعالى عن مشروعية وآثار وبركات زيارة النبي الاكرم (صلى الله عليه وآله) من بعيد الى حينها نستودعكم الله بكل خير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

ذات صلة

المزيد
جميع الحقوق محفوظة