وحذرت الوكالة الوطنية لمكافحة الجريمة "NCA" في بريطانيا جميع معلمي المدارس الابتدائية والثانوية البالغ عددهم 570 ألف معلم من أن الأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم 5 سنوات معرضون للخطر.
وهذه المرة الأولى التي تصدر فيها الوكالة تنبيها وطنيا للمدارس، ويقول الخبراء إن هناك حاجة ماسة إليه للقضاء على "وباء الابتزاز الجنسي".
وارتفع عدد الأطفال الذين تستهدفهم العصابات الإجرامية بنسبة 266 في المائة خلال عامين فقط. وقالت الوكالة إن 243 شخصا وقعوا ضحية في عام 2020، لكن هذا العدد ارتفع إلى 890 في عام 2022.
وتقوم العصابات الإجرامية من غرب إفريقيا وجنوب شرق آسيا بإغراء الأطفال عبر الإنترنت، حيث تخدعهم للاعتقاد بأنهم على علاقة حقيقية أو صداقة مع شخص في نفس عمرهم قبل مطالبتهم بمشاركة الصور الحميمة أو تصوير أنفسهم على كاميرا الويب.
ثم يهدد المبتزون بنشر صور عارية أو شبه عارية لهم، سواء كانت حقيقية أو مزيفة، لأصدقائهم وعائلاتهم ما لم يدفعوا.
وحذرت الوكالة الوطنية لمكافحة الجريمة من أن 3 أطفال على الأقل انتحروا نتيجة لذلك.
وفي ديسمبر، انتحر موراي دوي، 16 عاما، من دونبلين بيرثشاير، بعد ساعات من استهدافه في مؤامرة ابتزاز جنسي لها صلات محتملة بنيجيريا.
وأصدرت والدة موراي الحزينة، روس دوي، نداء يائسا لضحايا عمليات الاحتيال الشباب الآخرين: "من فضلك لا تفعل ما فعله موراي، لا شيء يستحق أن تخسر حياتك، بغض النظر عن مدى الرعب والفزع الذي تشعر به في هذه اللحظة، فسوف يمر هذا الأمر ويمكن إصلاحه".
وأضافت دوي لشبكة "بي بي سي": "لقد دمروا عائلتنا بالكامل" .
وفي أكتوبر 2022، انتحر دينال دي الويس، 16 عاما، من ساتون جنوب لندن، بعد أن ابتزه شخص غريب يشتبه في أنه في نيجيريا مدعيا أن لديه صور عارية له.
وتقول الشرطة إن جميع الفئات العمرية والأجناس مستهدفة، لكن نسبة كبيرة من الحالات شملت مراهقين ذكور تتراوح أعمارهم بين 14 و18 عاما.
وفي عام 2015، تم الإبلاغ عن 428 حالة ابتزاز جنسي إلى الشرطة، معظمها يتعلق بالبالغين. وتظهر أحدث الأرقام المتعلقة بالابتزاز عبر الإنترنت وجود 13322 حالة في إنجلترا وويلز في العام حتى سبتمبر 2022. وهذا يعادل 36 ضحية يوميا.
وتم إغلاق أكثر من نصف القضايا دون تحديد أي مشتبه به لأن الجناة غالبا ما يكونون في الخارج.
ويقول المحققون إن الجرائم التي تم إبلاغ الشرطة بها هي قمة جبل الجليد، ويعتقدون أن العصابات تجني ملايين الجنيهات الاسترلينية من خلال استهداف الأطفال البريطانيين.
ووجدت دراسة الجرائم في إنجلترا وويلز أن ما يقرب من واحد من كل عشرة أطفال تتراوح أعمارهم بين 13 إلى 15 عاما تلقوا رسائل جنسية عبر الإنترنت في العام الماضي، وأن ثلثي هؤلاء كانوا متورطين في صور.
وحذر وزير الأمن توم توجندهات من أن "الابتزاز الجنسي يدمر الأرواح". وغالبا ما تكون مدفوعة بمجموعات إجرامية منظمة متطورة للغاية تستغل الأشخاص الضعفاء لتحقيق الربح.
المصدر: ديلي ميل