ووصفت المجلة رد فعل أوروبا على الحرب الإسرائيلية ضد قطاع غزّة لم يكن مُتأخراً فحسب، بل كان فوضوياً أيضاً، مشيرة إلى أنّ إعلان مفوّض الاتحاد الأوروبي لشؤون التنمية بأنّ الاتحاد الأوروبي سيوقف مساعداته للسلطة الفلسطينية رداً على استهدافات المقاومة للمراكز العسكرية وللمستوطنات الإسرائيلية في 7 أكتوبر، أثار صداماً بين الساسة الأوروبيين.
علاوةً على ذلك، فإنّ زيارة رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين المرتجلة إلى "إسرائيل" لإعلان دعم أوروبا غير المشروط لـ"تل أبيب" دون التأكيد على ضرورة احترامها للقواعد الإنسانية في الحرب، هو أمر يتناقض مع موقف قادة الاتحاد الأوروبي الآخرين مثل جوزيب بوريل، الذي أجج الخلاف في بروكسل والعواصم الأوروبية الأخرى.
ومع ذلك، في 15 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، توصّل زعماء الاتحاد الأوروبي إلى إجماع يؤكد حق "إسرائيل في الدفاع عن النفس". ولكن، ظلّت قضية الانقسام والتشرذم بين الدول الأعضاء قائمة.
ويفتقر الاتحاد الأوروبي إلى النفوذ اللازم للتفاوض بشأن الإفراج عن الأسرى، لذلك فإنّ الأوروبيين غير مناسبين للوساطة، ولا سيما أنهم لا يستطيعون التأثير في القرار الإسرائيلي، ويمكن لتركيا أو مصر أو قطر أن تتوسط في صفقة بين "إسرائيل" وحماس بشكٍل أكثر فعالية، سواء كان ذلك لإطلاق سراح الأسرى أو وقف إطلاق النار.
ولم يكن لآراء ومخاوف الاتحاد الأوروبي تأثير يذكر على خيارات "إسرائيل" بشأن كيفية تنفيذ العمليات ضد حماس في غزة. وسوف تعتمد تصرفات "إسرائيل" في الأساس على المشاعر العامة المحلية، والعوامل العسكرية، ومستوى الدعم السياسي العسكري الأميركي. فالولايات المتحدة وحدها القادرة على إقناع "إسرائيل" بأنّ بعض إجراءاتها قد تكون ضارة، أو غير ناجحة في القضاء على حماس، أو قد تؤدي إلى حرب إقليمية واسعة النطاق بكل ما قد يترتب على ذلك من نتائج غير متوقعة.
ولفتت المجلة إلى أنّ تأثير أوروبا على حسابات وقرارات "إسرائيل" وحتى حماس ضئيل للغاية، بغض النظر عن انقساماتها أو تماسكها الداخلي. ولكن ضعف أوروبا وفشلها لا يقتصر على الحرب الأخيرة في الشرق الأوسط.
وأشارت في هذا السياق إلى تصور الاتحاد الأوروبي نفسه كوسيط حاسم في الصراع الإقليمي بين أذربيجان وأرمينيا في منطقة جنوب القوقاز لسنوات عديدة، لكنّه تحوّل إلى مجرد متفرج عند تفاقم الأوضاع هناك.
وختمت بالتأكيد على أنّ الحرب على غزة كشفت عن اتحاد أوروبي أكثر اضطراباً وفوضوية من أي وقت مضى، وهو مجموعة تفشل في خلق نفوذ جيوسياسي دائم.